لبنان ينضم لـ "التحالف الاسلامي" الذي شكلته السعودية ضد الارهاب: الحكومة ترحب والخارجية "لا علم لها"

انضم لبنان الثلاثاء الى التحالف "الاسلامي العسكري" التي أعلنت عن تشكيله المملكة العربية السعودية لمحاربة الارهاب، الثلاثاء. القرار الذي رحبت به الحكومة ونفت وزارة الخارجية ان تكون على علم به.

وأعلنت السعودية تشكيل تحالف عسكري اسلامي من 35 دولة، في خطوة تأتي مع تزايد خطر الجهاديين عالميا.

وأوضح بيان نشرته وكالة "سبا" السعودية الرسمية أن التحالف جاء تاكيدا على مبادىء واهداف منظمة التعاون الاسلامي التي تدعو الدول الأعضاء الى التعاون في مكافحة الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره".

ولبنان المشارك في هذا التحالف، عضو مؤسس في منظمة التعاون الاسلامي التي تأسست في الرباط منذ عام 1969.

ولم يحدد البيان طبيعة الارهاب أو المنظمات الارهابية التي يهدف الى محاربتها.

ويشارك في التحالف العسكري هذا الى جانب السعودية ولبنان، كل من الأردن والامارات و باكستان والبحرين وبنغلادش وبنين، وتركيا، إضافة الى تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، سنيغال، السودان، سيراليون الصومال، غابون، غينيا، وفلسطين وجزر القمر وقطر وساحل العاج دولة الكويت وليبيا والملديف ومالي وماليزيا ومصر والمغرب ومويتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن وأوغندا.

ولا يضم التحالف الذي سيُنشِئ مركز عمليات مشتركا في الرياض، دولا اسلامية كايران والعراق حيث وقعت مناطق واسعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يحتل مناطق أيضا في سوريا.

وفجر اليوم الاثنين، أعلن ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ان التحالف "يأتي من حرص العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء (الارهاب) الذي تضرر منه العالم الاسلامي أولا قبل المجتمع الدولي ككل".

وإثر الاعلان عن قيام التحالف، رحب رئيس الحكومة تمام سلام به، وأعلن أن "لبنان يقود معارك يومية مع المجموعات الارهابية التي ما زالت احداها تحتجز 9 عسكريين ونرحب بانضمام لبنان الى الحلف الاسلامي".

الا أن وزارة الخارجية والمغتربين أكدت في بيان، أنها "لم تكن على علم، لا من قريب ولا من بعيد، بموضوع إنشاء التحالف". وقالت أنه "لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال أية مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشائه، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجيا كما تفرضه الأصول، ولا داخليا كما يفرضه الدستور".

ورأت الخارجية أن ما "حصل يمس بموقع لبنان، المميز لجهة التوصيف المعطى لمحاربة الارهاب والتصنيف المعتمد للمنظمات الارهابية، كما يمس بصلاحيات الوزارة بصفتها موقعا دستوريا قائما في موضوع السياسة الخارجية، في إطار سياسة الحكومة والبيان الوزاري وبالتنسيق والتشاور مع رئيس الحكومة كما دأبت عادة".

وأردفت "وقد حرصت دائما على أن يكون موقفها موقفا مستقلا خارجيا نابعا من أولوية مصلحة لبنان، ومن التوافق الداخلي على هذه السياسة الخارجية".

وشددت الوزارة على أن "موقفها الثابت كان وسيبقى مؤيدا لأي جهد حقيقي، ولأي عمل فعلي، ولأي تحالف يهدف إلى محاربة الإرهاب التكفيري بكل منظماته وأشكاله العسكرية والفكرية".

وكان نفى وزير العمل سجعان قزي مشاركة لبنان، قائلا أن "لبنان غير مشارك فيه ولسنا على علم بهذا الامر ولسنا لا دولة اسلامية ولا دولة مسيحية والقرار يتطلب قرارا من مجلس الوزراء.

وتمنى قزي أن يتم تشكيل "تحالف دولي لا طائفي لمحارب الارهاب".

بدوره، أشاد رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري باعلان السعودية. وقال "ان الإعلان الذي اصدرته 35 دولة من السعودية، هو خطوة تاريخية في الطريق الصحيح، للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية، باتت تشكل عبئاً خطيراً على صورة الاسلام الحضارية والإنسانية وتهدد الوجود الاسلامي وتعايشه مع المجتمعات العالمية".

و أضاف الحريري "لقد كان من الطبيعي ان يأتي الإعلان من الرياض، وان يصدر على لسان ولي ولي العهد في المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، الذي حدد الخط الاستراتيجي لمهمة هذا التحالف، وشرح مسؤولية العالم الاسلامي في مكافحة الارهاب والتصدي له بكل اشكاله وتنظيماته واتخاذ كل الإجراءات لمحاربته في عقر داره".

ولفت الى أن "السعودية تعلن باسم الأكثرية الساحقة من العرب والمسلمين، إن أهل مكة أدرى بشعابها، وان مسؤولية مكافحة الاٍرهاب الذي يتخذ من الاسلام وسيلة للطعن بالإسلام، تقع على المسلمين وقياداتهم ودولهم، وعلى العرب بالدرجة الاولى، الذين يتعرضون لابشع الحملات العنصرية، التي لا وظيفة لها سوى الاساءة لدورهم ومكانتهم في العالم".

وتعاني معظم الدول العربية من تنامي خطر الارهاب الذي يفتك بها منذ اندلاع الحرب في سوريا.

ولم يسلم لبنان من تداعيات هذه الحرب. إذ شهد تفجيرات عدة في مختلف المناطق لاسيما في الضاحية الجنوبية لبيروت وآخرها كان تفجير برج البراجنة المزدوج، وبعلبك أيضا.

كذلك شهدت بلدة عرسال الحدودية معارك دموية بين الجيش وتنظيمات ارهابية تسللت الى داخل البلدة في آب 2014 وانسحبت الى جرودها حيث ما زالت تتمركز هناك.

م.ن.