سليمان: يجب الفصل بين التزام لبنان بالمحكمة الدولية ومسارها

Read this story in English W460

أعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن وجوب الفصل بين التزام لبنان بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان وبين مسارها، قائلاً "اذا حصل أي خلل أو خطأ فعلى لبنان أن يصوب على هذا الخلل".

وأشار في حديثه الى صحيفة "اللواء" أنه "اذا حصل أي خلل أو خطأ، كما حصل في قضية الضباط الأربعة فعلى لبنان أن يصوب على هذا الخلل ، كما فعلت عندما زرت الولايات المتحدة لا أن نتنكر لالتزاماتنا الدولية".

والضباط الأربعة اعتقلوا في 30 آب 2005 بموجب مذكرة توقيف صادرة عن القضاء اللبناني استناداً على إفادات شهود الزور، وتم الإفراج عنهم في 29 نيسان 2009 بناء على أمر من المحكمة الدولية بسبب عدم وجود "عناصر إثبات كافية".

واعتبر سليمان أن "الجو العام اليوم تجاه المحكمة كما يراه أفضل من ذي قبل، وتبدى ذلك بوضوح بعد تأكيدي في الأمم المتحدة الالتزام بها وبموجباتها"، كاشفاً أنه لا يملك حتى الساعة تصوراً واضحاً لحل أزمة التمويل، لكنه يعلق آمالاً على الجهود التي تبذل للوصول إلى هذا الحل.

وأعرب عن أمله في تفهم اللبنانيين، والتعاون في ما بينهم لكي يفي لبنان بالتزاماته، بما في ذلك سداد حصته المالية عن قناعة واقتناع وليس تحت تأثير التهويل من هذه الجهة أو تلك بفرض عقوبات في حال عدم التزامه بتسديد موجباته خصوصاً وأن المحكمة انشئت بعد موافقة جميع الأطراف عليها في طاولة الحوار الوطني، وفي مؤتمر الدوحة.

وكشف سليمان أن "الوضع الأمني مقلق لارتباطه الوثيق بما يجري حول لبنان، لكنه ليس خائفاً لأن ما من أحد في الداخل له مصلحة في أن يسوء هذا الوضع ولا يوجد بالتالي قرار بالتفجير"، وشدد على أهمية الاستقرار وعدم المس به من أي طرف لأن الجميع يدرك حجم المخاطر المحدقة.

وعن الوضع على الحدود مع سوريا والاختراقات التي تحصل أعلن سليمان لـ"اللواء" عن اتصالات تمت على أعلى المستويات بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، وبين الأجهزة الأمنية أسف خلالها الجانب السوري للخروقات غير المقصودة التي حصلت، وتعهد بعدم تكرارها احتراماً منه لاستقلال لبنان وسيادته على كل أراضيه، ملاحظاً في هذا الصدد أن السوريين زرعوا ألغاماً على طول الحدود لمنع التسلل والتهريب.

ونوّه سليمان بدور وتأثير العولمة وثورة الاتصالات التي اجتاحت العالم في العقدين الماضيين وحولته إلى قرية كونية صغيرة، قائلاَ أن "رياح التغيير ليست مقتصرة على دولة أو منطقة بذاتها، بل هي تجتاح الكرة الأرضية بكل دولها بما فيها تلك العريقة بأنظمتها الديمقراطية، والتي بات يتوجّب عليها الاستجابة للتغيير بالعمل السريع على تحديد ذاتها، بمزيد من الديمقراطية ومزيد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية".

وأشار سليمان أن "لبنان بتجربته الديمقراطية العريقة، وبتعدديته وتنوعه، وتمتع جميع مكوناته وأقلياته بالحقوق المتساوية، قد يُشكّل النموذج الأنجح لحركات التغيير التي يشهدها العالم".

التعليقات 0