جهود فرنسية لاقناع السعودية بالعودة عن قرارها في توقيف الهبات للجيش والعقد بين البلدين "قائم"

أكدت الرياض لباريس أن العقد بينهما بشأن هبة الأسلحة الى الجيش والقوى الامنية لا تزال قائمة إذ أن المعدات ستصنع ليتم تخزينها من الجانب السعودي، فيما تتطلع فرنسا الى محاولة إقناع السعودية بالعودة عن قرارها في إلغاء هباتها.

وأكد مصدر فرنسي عبر صحيفة "الحياة" الثلاثاء أن "باريس تأمل التحدث في موضوع ايقاف الهبة السعودية للأسلحة الفرنسية للبنان خلال زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز المرتقبة الى فرنسا في 4 آذار".

كما لفت المصدر الى أن "باريس تتطلع أيضا الى جهود السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري لجهة محاولة اقناع القيادة السعودية بالعودة عن قرارها التي تتفهمه باريس وتقرأه على ان الرياض أصبحت تعتبر دعمها للبنان قضية خاسرة في ضوء كل ما يقوله "حزب الله" وموقف وزير الخارجية جبران باسيل الممتنع عن ادانة الهجوم الايراني على السفارة السعودية وكل ما صدر من مواقف في الاسابيع الاخيرة وايضاً إخراج النائب والوزير السابق ميشال سماحة من السجن".

وأوضح ان الرياض أكدت لباريس ان "العقد بين السعودية وفرنسا قائم وان المعدات ستصنع ويتم تخزينها من الجانب السعودي حتى إشعار آخر".

ولكن في الوقت نفسه أشار المصدر الى أن "هناك قلق فرنسي من ان الموقف السعودي قد يشجع الجهات اللبنانية التابعة لـ"حزب الله" على تعزيز وضع يدها على لبنان، لذلك من الأفضل الا يترك الجانب السعودي الساحة لهؤلاء".

وأعلنت السعودية الجمعة بتوقيف جميع هباتها (أربعة مليار) الى الجيش على خلفية مواقف لبنان الرسمية المناهضة لها في المحافل العربية والاقليمية، القرار الذي لاقى ترحيبا من مجلس التعاون الخليجي.

اثر ذلك، أصدرت الحكومة أمس الاثنين بيانا رسميا اكدت فيه تمسك لبنان "بالاجماع العربي في القضايا المشتركة"، وشددت على ضرورة اتباع سياسة النأي بالنفس.

وكان وزير الخارجية جبران باسيل خرج عن الاجماع العربي في مؤتمر وزراء الخارجية العرب إذ امتنع عن التصويت على بيان أدانة ايران لاعتدائها على قنصليتها وسفارتها في طهران على خلفية اعدام السعودية للمعارض نمر النمر.