البطاركة والأساقفة الكاثوليك: للإلتزام الكامل بالمحكمة الدولية والحوار والدولة المدنية
Read this story in Englishدعا مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك الى الإلتزام الكامل بالشرعية الدولية بما فيها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والى ترسيخ الوحدة الوطنية وقيام الدولة المدنية على أساس الميثاق الوطني، مشددا على ضرورة اعتماد الحوار الهادىء بين الجميع، داعيا في الوقت عينه المجتمع الدولي الى بذل أقصى الجهود لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
وقال المجلس في بيان صادر له في اختتام دورته السنوية الخامسة والأربعين في الصرح البطريركي الماروني في بكركي: "يدعو آباء المجلس اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية الى ترسيخ الوحدة الوطنية على أساس الميثاق الوطني والولاء الكامل وغير المتجزئ لوطننا لبنان، واعتماد اسلوب الحوار الهادىء والتفاهم، في كل ما يؤول الى سيادة الدولة ومؤسساتها على كامل أراضيها والى استقلالية قرارها السياسي الوطني بعيدا عن أي تدخل أو ضغط خارجي".
ولفت البيان الى أن "استقلال لبنان، الذي احتفل به اللبنانيون في مطلع هذا الأسبوع، يقتضي نجاح الدولة في إدارة الشأن العام بقدراتها الذاتية، من خلال مؤسساتها الدستورية وممارسة نظام ديموقراطي يحفظ كرامة كل مواطن، ويعزز الحريات العامة وحقوق الإنسان وتداول السلطة".
وإذ أكد المجلس أنه "لا يسع لبنان إلا أن يستكمل قيام الدولة المدنية القائمة على المواطنة والميثاق الوطني، ويتحصن بالالتزام الكامل بقرارت الشرعية الدولية ومن بينها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من أجل الحقيقة والعدالة"، شدد على ضرورة "الحافظ على نموذجية العيش الواحد وحوار الحياة والثقافة بين المسيحيين والمسلمين"، آملين "إعلانه مركزا دوليا للحوار بين الأديان والثقافات والحضارات".
كما أهاب المجلس "بالسلطة السياسية إيلاء أمن المواطنين والشأن المالي والاقتصادي والاجتماعي اهتماما خاصا"، موضحا أنه "لا يمكن أن يظل المواطنون مهددين في الإعتداء على حياتهم وممتلكاتهم كما هو جار الآن".
وأضاف: "ليس من الجائز الإستمرار في الهدر وتبذير المال العام وعدم وضع سقف للدين العام الذي يتزايد سنويا بنسبة تنذر بالخطر. فلا بد من تشجيع الاستثمار وتحقيق الإنماء الصناعي والزراعي والريفي وإيجاد فرص العمل الضرورية لوقف النزف البشري، لاسيما الشاب إلى الخارج، وتوفير شروط معيشية لائقة لكل اللبنانيين، فضلا عن واجب تأمين الخدمات العامة، مثل الكهرباء، والمياه والنقل، والتغطية الصحية للجميع، وخفض سعر الدواء وسلامة البيئة".
وتوجه البطاركة والأساقفة في بيانهم الختامي الى اللبنانيين، دعوهم من خلاله الى "نبذ اللجوء الى العنف والحرب، والى اعتماد الحوار الوطني الهادئ بين جميع المواطنين من جميع الطوائف المسيحية والإسلامية الذين ساهموا عبر التاريخ في بناء هذه البلدان وثقافتها وحضارتها".
ورأى البيان أن على اللبنانيين " أن يعتمدوا طرق التعاون والتضامن والحوار لأجل مستقبل أفضل في خضم الأحداث الدامية الراهنة، ولأجل إرساء قواعد الحقيقة والحرية، والعدالة، والمحبة، وهي أساس السلام الحقيقي والحياة الكريمة والآمنة".
وطالب المجلس أيضا "المجتمع الدولي الى بذل أقصى الجهود لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، على أساس سلام عادل وشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية، بما فيها حق الفلسطينيين في العودة الى أراضيهم وفي اقامة دولتهم ضمن حدود آمنة ومعترف بها دوليا".
أوسع وأعمق في الكنيسة، كذلك يتطلعون الى دور فاعل ومؤثر أكثر فأكثر في المجتمع وفي الحياة العامة، و"خلق فسحات يحققون من خلالها أحلامهم". وما الثورات القائمة في البلاد العربية اليوم الا أحد أوجه هذه الطموحات.
وتوقف المجلس أيضا عند "واقع الشبيبة ودورهم في حياة الكنيسة وفي المجتمع، مناشدا "الرعاة والعائلات ومختلف الفعاليات الكنسية للإهتمام بشؤون الشباب وتقوية شهادتهم الإيمانية، وتحديث لغة تخاطب الكنيسة معهم لتكون مفهومة لديهم، ومن ثم اعطائهم الدور الذي يستحقونه في حياة الكنيسة ورسالته"ا.