الحريري: على حزب الله أن يفهم أن البلد أهم من سلاحه

رأى رئيس الحكومة سعد الحريري أن لبنان أهم من سلاح حزب الله، محملا النظام السوري وحلفاءه مسؤولية اطلاق الصواريخ من الجنوب، كاشفا في الوقت عينه عن إجراء مقابلة تلفزيونية في لبنان قريبا جدا.

وقال الحريري عبر موقع التواصل الإجتماعي تويتر ورداً على سؤال عن تجريد حزب الله من سلاحه:"على الحزب أن يعلم أن البلد أهم بكثير من أسلحته"، مؤكدا أن "المسؤول عن إطلاق الصواريخ في الجنوب هو النظام السوري وحلفاؤه".

ولفت إلى أنه اطلع على تقرير الـ"نيويورك تايمز" عن عمليات تمويل "حزب الله"، ملاحظا أن ما يقوم به الحزب خطير جدا، مضيفاً: "علينا في قوى "14 آذار" بالاشتراك مع مصرف لبنان لجم تسييس القضية".

وعن كيفية نزع السلاح غير الشرعي وإعادة الشيعة الى لبنانيتهم، أكد أن "الدولة هي الحل والطائفة الشيعية جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني وأي كلام عن تناقض بينهم وبين الهوية الوطنية غير مقبول".

وردا على سؤال عن قرار جمعية المصارف تغطية المبلغ الذي سددته الهيئة العليا للإغاثة إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال الحريري أنه "طالما أن المحكمة قد حصلت على التمويل فأنا سعيد"، موضحا "أن أي مال يذهب إلى الهيئة العليا للإغاثة يعني أنه يتم عبر الحكومة أي أن حزب الله موّل المحكمة".

وأشار إلى أن القرار الظني الصادر عن المدعي العام للمحكمة الدولية دانييل بلمار حدد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وهم أربعة من "حزب الله"، جازما بأن قيادة الحزب مسؤولة عن تسليم هؤلاء المتهمين.

وحول الاستقالات من المحكمة، أعلن "لا أجد شيئا غريباً في ذلك وإذا كان الأشخاص غير قادرين على إكمال العمل بسبب ظروف صحية أعتقد أن عليهم الذهاب".

كما استنكر الحريري تدخل "حزب الله" في قرارات المحكمة العسكرية، معتبرا أن ما قام به الحزب مشين، ويجب ألا يكون هناك أي تدخل بعمل الجسم القضائي.

هذا، وأعرب الحريريعن تفائله بالوضع في لبنان رغم الظروف الراهنة، وقال: "أنا دائما متفائل لأنني أؤمن بكم جميعا وبإمكانية القيام بأي شيء كشعب حر، ولا تدعوا الدخان يعمي نظركم. لبنان سيخرج قويا أكثر من أي وقت مضى".

وإذ كشف عن مقابلة تلفزيونية له"سوف أكون في مقابلة تلفزيونية في لبنان قريبا جدا (...) وعودتي الى لبنان قريبة"، قال الحريري "سأعود والخطر سيبقى، هذا هو الثمن الذي أنا على استعداد لدفعه".

وتطرق الحريري إلى علاقته برئيس جبهة النضال الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، قائلا: "لا حاجة لمصالحة مع النائب جنبلاط فنحن لسنا على خلاف"، مثمنا في الوقت عينه "دور المملكة العربية السعودية والذي هو دائماً الخير لجميع اللبنانيين وكل لبنان".

وأشاد الحريري أيضا بكلمة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بمناسبة عيد الميلاد، معتبرا أنها تعبر عن رؤية حقيقية لـ"الربيع العربي"، موجهاً له التهنئة والتحية بمناسبة الأعياد.

وكان الراعي قد أعلن اليوم الخميس في رسالة وجهها الى اللبنانيين بمناسبة حلول الأعياد "نتطلع الى ولادة ربيع عربي حقيقي مستقر قائم على الديمقراطية والتنوع وعدم التفرقة والأحادية".

في سياق آخر، رأى الحريري أن ما تشهده سوريا هو ثورة حقيقية لا مثيل لها في المنطقة ونتائجها ستظهر عاجلا أم آجلا، جازما بأن النظام السوري سينهار مثل لوح من زجاج انشق وانتظروا فقط كي ينهار.

وتوقع أن يكون الاجتماع المقبل للجامعة العربية مهما جدا وستتخذ فيه قرارات هامة، موضحا أن هناك اجتماعين مهمين، هما: اجتماع الجامعة العربية السبت وقمة مجلس التعاون الخليجي الإثنين والثلاثاء في الرياض.

واستغرب الحريري "موقف روسيا المعارض لإصدار قرار دولي بشأن سوريا، مؤكدا أن موسكو ترتكب خطأ حيال هذا الأمر.

ورداً على سؤال عن طلب المعارضة السورية المساعدة، قال: "نساعدكم وندعمكم في كل مساعيكم يا أصدقائي وسوف نقوم بكل ما هو ممكن لمساعدتكم سياسيا (...) غدا تدخل سوريا في شهرها العاشر من الاضطهاد والمأساة، وهي مناسبة للتعبير مجددً عن تضامننا مع الشعب السوري".

وعليه، دعا الحريري جميع العرب شعوبا ودولا وجامعة إلى مساعدة الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والكرامة.

وإذ استنكر تجاوزات الجيش السوري منطقة وادي خالد، رأى أن هذا الخرق يجب أن يتوقف، محملا الحكومة اللبنانية مسؤولية عدم اتخاذها أي موقف بشأن هذا الأمر.

وأعرب الحريري أيضا عن عدم تخوفه من وقوع حرب بسب وصول إسلاميين إلى السلطة، وقال: "إذا لم يلب الحكام الجدد مطالب شعبهم سوف يسقطون في الانتخابات المقبلة".