حزب الله يرحب بخطاب الحريري "الايجابي" بعد عودته الى لبنان
Read this story in Englishرحب حزب الله الخميس بعودة رئيس الوزراء سعد الحريري الى لبنان، معتبرا تصريحاته "ايجابية" بعدما عبر عن استعداده للمشاركة في حوار بين الطرفين المتخاصمين في لبنان.
وكان الحريري اثار في الرابع من تشرين الثاني صدمة بالاعلان عن استقالته من الرياض منددا بسيطرة ايران وحزب الله على الشؤون اللبنانية وتدخلهما في نزاعات المنطقة.
وبعد بقائه أسبوعين في الرياض وسط ظروف "غامضة" لم تتضح ملابساتها عاد الحريري الثلاثاء الى بيروت حيث اعلن تعليق استقالته بانتظار المشاورات حول الملفات الشائكة بشأن نشاط حزب الله الذي يتمتع بنفوذ واسع على الساحة اللبنانية.
وافاد بيان لكتلة الوفاء للمقاومة "تبدي كتلة الوفاء للمقاومة ارتياحها الكبير لمآل التطورات السياسية في لبنان". واضاف "إن عودة دولة رئيس الحكومة الى البلاد والتصريحات الايجابية التي صدرت عنه، والمسار الايجابي الذي تسلكه المساعي والمشاورات تبشر بإمكانية عودة الامور الى طبيعتها".
وكان الحريري دعا الاربعاء في كلمة له بعد عودته الى لبنان الى "الالتزام بسياسة النأي بالنفس من الحروب وعن الصراعات الخارجية والنزاعات الاقليمية"، آملاً أن يشكل قراره "مدخلاً جدياً لحوار مسؤول" من شأنه أن "يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب".
ويشارك حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب النظام السوري.
وفسرت استقالة الحريري على انها في اطار اختبارات القوة القائمة بين الراعيتين الاقليميتين للمعسكرين اللبنانيين اي السعودية وايران.
وتعتبر ترسانة حزب الله، الوحيد الذي لم ينزع سلاحه عند انتاء الحرب (1975-1990)، محور الخلاف بين الاطراف اللبنانيين، ويعتبر معارضو الحزب المتهم بانشاء دولة داخل الدولة، انه يستغل سلاحه لإملاء ارادته على البلاد.
وكان رئيس الجمهورية قبول استقالة الحريري التي تعد سابقة في الحياة السياسية اللبنانية، إذ يقضي العرف بأن يتسلم رئيس الجمهورية الاستقالة خطياً من رئيس الحكومة خلال لقاء يجمعهما.
وصعد عون مواقفه تجاه السعودية، مؤكداً أن لبنان لن يقبل بأن يبقى رئيس حكومته "رهينة لا نعلم سبب احتجازه" في الرياض، على رغم نفي الأخيرة ذلك وتاكيد الحريري مراراً أنه حر في تنقلاته.
وربط محللون بين الاستقالة المفاجئة والتوتر المتصاعد اقليمياً بين السعودية الداعمة للحريري وإيران، أبرز حلفاء حزب الله.
ولطالما شكل لبنان البلد الصغير الذي يقوم نظامه السياسي على تقاسم السلطة وفق حصص طائفية وعلى "ديموقراطية توافقية"، ساحة لتجاذبات بين القوى الإقليمية وخصوصاً سوريا، السعودية وإيران.