جنبلاط: مسألة القاعدة تعالج برفع التنسيق الأمني وليس بالبعثرة والتصريحات الإعلامية

دان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط التفجيرين الارهابيين في دمشق، مشددا على الحل السياسي في سوريا، داعيا في الوقت عينه الى رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وقال جنبلاط في حديث الى جريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي:"مع أن تزامن وقوع الانفجارين في دمشق وتحديدا في المنطقة الامنية التي تضم مراكز الأجهزة العسكرية مع وصول بعثة المراقبين العرب يثير علامات إستفهام عديدة، إلا أن ذلك لا يلغي بأن الحزب التقدمي الاشتراكي يشجب ويدين بشدة هذين التفجيرين الارهابيين".

وذكَر جنبلاط أنه "كان من أوائل القوى السياسية التي دانت وتدين استعمال القوة في مواجهة المظاهرات السلمية التي تطالب بحقوق سياسية وإنسانية مشروعة".

كما شدد على أن "العنف يولد العنف وهذه قاعدة ثابتة لن يكسرها الا العودة الى الحل السياسي".

وإذ أصر على "تغليب الحل الأمني على الحلول السياسية التي تبقى وحدها الكفيلة بإخراج سوريا من أزمتها الكبيرة"، رأى جنبلاط أن "هذه الأحداث يفترض ألا تشكل ذريعة للتهرب من السماح لبعثة المراقبين العرب من زيارة كل المناطق السورية دون إستثناء، أو أن تخرج الأمور عن مسارها الطبيعي وتحول الاهتمام عن متابعة التنفيذ الحرفي والدقيق لمبادرة جامعة الدول العربية التي هي بمثابة سلة كاملة متكاملة غير منفصلة عن بروتوكول بعثة المراقبين العرب".

هذا وقال جنبلاط:"حبذا لو تتمتع بعض الجهات الرسمية بشيء من الحكمة والعقلانية والتروي في معالجة مسائل أمنية حساسة كما حصل في ما أشيع عن مسمى مطاط هو تنظيم "القاعدة" ،في إشارة الى ما تم تداوله حول إرسال عناصر من القاعدة من عرسال الى سوريا،مضيفا: تنظيم القاعدة "تحول الى عنوان قابل للاستخدام في أي لحظة من أي كان".

وأكد أن "هذه الأمور لا تعالج من خلال التصريحات السياسية والاعلامية، إنما من خلال رفع مستوى التنسيق الأمني بين الأجهزة الرسمية اللبنانية وتحديدا مخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات، أسوة بما حدث في مرحلة كشف الشبكات التجسسية الاسرائيلية وملف فتح الاسلام".

وأشار الى أن "البعثرة الأمنية اللبنانية غير مفيدة لا سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة ولبنان".

وأردف: "هذا يحتّم بناء مقاربات جديدة لعمل الأجهزة المختلفة بما يضمن الاستقرار اللبناني والسلم الأهلي، ويحول دون إنزلاق لبنان الى متاهات في الأمن أسوة بالمتاهات السياسية كالتي مورست داخل مجلس الوزراء أخيرا، فكان التصويت السياسي على ملف إجتماعي معيشي ليكرس منطق المزايدة وتسجيل الانتصارات الوهميّة على منطق العقلانية والمعالجة الحقيقية للمشاكل والقضايا التي تهم الناس".

وأوضح جنبلاط أن "التشفي ليس هو المدخل المناسب لحلحلة هموم المواطنين، بل المواقف المتوازنة التي تتلاءم مع واقع البلد ومعطياته".