بري صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب في العالم العربي
Read this story in Englishللمرة السادسة على التوالي، نجح السياسي المشهود له بحنكته السياسية وخفة ظله نبيه بري في الاحتفاظ بمنصب رئيس مجلس النواب، ليصبح صاحب أطول ولاية على رأس مجلس تشريعي في العالم العربي.
خلال 26 عاماً، بقي بري (80 عاماً) "دولة الرئيس" من دون منافس جدي، على رغم التغييرات التي طرأت على الساحة السياسية في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية، في ظل هيمنة النظام السوري الذي كان داعما له، وبعد خروج الجيش السوري إثر اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وما تلاه من تغيير في موازين القوى.
وأعيد انتخابه الأربعاء لأربع سنوات تالية، سيكون قد أمضى بنهايتها ثلاثة عقود كاملة على رأس البرلمان.
وصل بري الذي كان يصنف خلال الحرب الأهلية (1975-1990) بين "أمراء الحرب"، الى سدة الرئاسة الثانية خلال فترة النفوذ السوري. واستفاد من نظام سياسي معقد يقوم على محاصصة طائفية وتوازنات هشة، ليبقى في منصبه.
ونجح خلال كافة المراحل السياسية من فرض نفسه كوسيط بين القوى السياسية المختلفة، لكنه في الواقع الحليف الأول والثابت لحزب الله.
وكان بري اليوم المرشح الوحيد لرئاسة مجلس النواب. وهو يتمتع بشعبية كبيرة في المناطق الشيعية. ومنذ العام 1992، تاريخ وصوله الى رئاسة البرلمان، فاز جميع المرشحين على لوائحه بمقاعد في البرلمان.
يدرك بري جيداً أهمية الحفاظ على تحالفه مع حزب الله. وقد قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق هذا الشهر ان نتائج الانتخابات النيابية تؤكد معادلة "تحمي" البلاد ولطالما دافع عنها مع حزب الله وهي "الجيش والشعب والمقاومة"، ليؤكد مرة أخرى أنه سيدعم حليفه القوي في رفض التخلي عن سلاحه، وهو مطلب خصوم حزب الله.
وصوتت معظم الكتل الكبرى لصالح بري الذي فاز بأصوات 98 نائباً من اجمالي 128 عضواً في البرلمان، وتركت كتلة رئيس الجمهورية ميشال عون التي لطالما كانت على خلاف معه حول ملفات عدة الحرية لنوابها في التصويت له او الاقتراع بورقة بيضاء، من دون أن تعارض ترشحه.
طويل القامة، طليق اللسان، جهوري الصوت، سريع البديهة، لاذع في انتقاداته، لا يتردد بري في قول ما يجول بخاطر حتى خلال جلسة عامة منقولة مباشرة عبر أثير الاذاعات والتلفزيونات. كما يعرف بخفة ظله وكثرة استخدامه للأمثلة الشعبية في مداخلاته وخطاباته.
انضم بري الى حركة أفواج المقاومة اللبنانية (امل) التي أسسها الامام موسى الصدر عام 1970. وترأس الحرة في 1980 بعد عامين على اختفاء الصدر.
وشاركت حركة أمل برئاسته في الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، وخاضت مواجهات مع أطراف عديدة بينها الميليشيات المسيحية، والفصائل الفلسطينية في حرب المخيمات (1985-1988)، وحتى حزب الله قبل ان يصبح الطرفان شريكين اساسيين في الحياة السياسية.
كما شاركت في عمليات المقاومة التي ساهمت في خروج اسرائيل من لبنان العام 2000.
وقال بري عن تلك المرحلة لوكالة فرانس برس في قوت سابق "الأمور التي افتخر واعتز بها واكررها هي المشاركة في المقاومة وتأسيس المقاومة ضد اسرائيل. الأمور الاخرى (في الحرب) كلها كان يمكن تلافيها".
واضاف "كل حرب داخلية هي كما العين تقاتل العين في الجسم ذاته وكما اليد تقاتل اليد الاخرى في الجسم ذاته".
ويتميز بري ببلاغة في الكلام ويهوى الكتابة. وقد تم تلحين بعض كتاباته وبينها أغنية للفنان اللبناني مارسيل خليفة بعنوان "يا عريس الجنوب" حول اللبناني بلال فحص الذي سقط في عملية انتحارية ضد الجيش الاسرائيلي.
ويحول عمله السياسي دون ممارسة هوايتيه المفضلتين وهما السباحة ولعب البليار. ويرغب، كما يقول بكتابة مذكراته، لكنه لا يجد وقتا لذلك.
قبل أن يصبح نائبا، تولى بري خمس حقائب وزارية في الفترة الممتدة من العام 1984 حتى العام 1992.
ولد في سيراليون في 1938 من عائلة تتحدر من قرية تبنين في الجنوب هاجرت الى افريقيا، وعملت في تجارة الماس.
تخرج في العام 1963 من كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية وحل الأول على دفعته، ثم تابع دراسات عليا في الحقوق في جامعة السوربون في فرنسا وعمل محامياً في الاستئناف منذ العام 1963. كما عمل لسنوات طويلة في حقل الاستثمارات العقارية.
يشيد أنصاره بالخدمات وبورشة الانماء التي يقف وراءها في الجنوب المصنف من ضمن المناطق "الفقيرة والمحرومة" في لبنان. بينما يعتبر خصومه انه استغل الحرب والزعامة والمنصب لترسيخ شعبيته وتوظيف الاف من أنصاره في مرافق الدولة.
لكن رغم انتقاداتهم، لا يتردد خصوم بري في تأكيد احترامهم له ولقدرته على ادارة التناقضات.
بري متزوج وأب لتسعة أولاد، ستة منهم من زواج سابق.
Berri is a great survivor only because he belongs to the side doing the assassinating. The only time his life was in danger is right after the Pasdaran created Hezbollah. Lucky for him he was neither an intellectual nor a military strategist within Amal just a conniving self serving guy. So he was not viewed as a threat to the Pasdaran's plans. Along with the Syrians, they even learned to use his talents to further their goal in return for a small piece of the pie.