نزار زكا: دولتي لا تزال تتجاهل قضيتي

توجه السجين اللبناني في ايران نزار زكا بالشكر لكل الذين يتضامنون معه في قضيته، فيما لا تزال الدولة اللبنانية "تتجاهل" قضيته.

ونقلت عالة زكا رسالة صدرت عنه،جاء فيها "أتوجه الى زملائي الإيرانيين من المعتقلين السياسيين الموجودين معي تحت الأرض، بجزيل الشكر والإمتنان للعاطفة الصادقة التي أغدقوني بها والتعاطف الذي أظهروه معي، من خلال الإحتفال سويا بعيد ميلادي، الرابع الذي أقضيه في سجن إيفين، على مائدة قاموا خصيصا بتحضير أطباقها، كل حسب تقاليد منطقته، وذلك كبادرة إعتذار نيابة عمن خطفني ولأن ليس من شيم الإيرانيين دعوة شخص ومن ثم إعتقاله تعسفيا. كما أشكر كل من شاركنا المائدة من عناصر الحرس في سجني".

وتوجه زكا بالتقدير الى "الإتحاد اللبناني للفروسية برئاسة اللواء سهيل خوري، للمبادرة المميزة التي شهدتها بطولة لبنان في الفروسية أمس الأحد في ضبية، من خلال الإحتفاء بعيد ميلادي والتأكيد أن الفروسية، وأنا إبنها، لا تكتمل إلا بعودتي إليها".

وأضاف "أشكر كذلك إبني عمر زكا، والجالية العزيزة في واشنطن وكل الإصدقاء الأميركيين الذين أقاموا كأس الحرية لنزار زكا في لعبة البولو Polo في العاصمة الأميركية، في حضور مسؤولين اميركيين كبار".

وتابع "الشكر موصول لكل من ساهم ماديا ولوجستيا ومعنويا في إنجاح هذه المبادرة. أشكر كل هؤلاء بلا إستثناء من إيرانيين وأميركيين ولبنانيين مقيمين ومنتشرين، في حين لا تزال دولتي في غيبوبة كاملة، تتجاهل قضية لبناني خطف في طهران بينما كان يلبي دعوة رسمية".

وكانت السلطات الإيرانية حكمت على الناشط اللبناني المقيم في الولايات المتحدة الاميركية نزار زكا (49 عاماً) بالسجن لمدة عشر سنوات مع غرامة مالية قدرها 4.2 ملايين دولار، بعد إدانته بالتعاون ضد إيران.

ولم تنجح الوساطات بالافراج عن زكا. وآخر اللقاءات معه عقدها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في ايران منذ أشهر.

وأدين زكا بموجب المادة 508 من قانون العقوبات الإيراني التي تنص على السجن لما يصل إلى عشر سنوات لأي شخص يتعاون مع دولة أجنبية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وكان زكا قد أوقِف في طهران في 18 أيلول 2015، بعد مشاركته في مؤتمر بناءً على دعوة مسؤولة حكومية إيرانية.

وهو كان قد زار طهران سابقاً، وشارك في مؤتمرات تختص بقضايا المعلوماتية والانترنت. واكتفى الإيرانيون حينها بالقول إن زكّا مشتبه فيه بالتجسس، وأشيع أن توقيفه متصل بكونه كان يعدّ العدة، مع شخصيات إيرانية معارضة، لبدء موجة احتجاجات في إيران، لمواجهة مشروع الحكومة إنشاء شبكة إنترنت خاصة بها، مستقلة عن الشبكة العالمية.

وهذا المشروع الذي تبنته الحكومة الإيرانية منذ سنوات، بسبب العقوبات، وربطاً بعمليات التجسس التقني التي قامت بها أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية ومحاولات التخريب التي تعرّضت لها منشآت إيرانية حساسة.

وشغل زكا منصب الأمين العام لـ"المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات ــ إجمَع" في لبنان، وكان ناشطاً في "المجتمع المدني" في المجال المسمّى "حرية الانترنت" تحديداً.