جنوب لبنان ينتظر بفارغ الصبر رؤية الرئيس نجاد على الحدود
Read this story in Englishيترقب سكان جنوب لبنان بغالبيتهم رؤية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي يصل الى لبنان الاسبوع المقبل، يطأ ارض الجنوب ويتجول عند الحدود على مرمى حجر من اسرائيل، الامر الذي يرون فيه رمزا وتحديا للدولة العبرية.
في قرية كفركلا الحدودية، يقول عبد الله لوكالة فرانس برس "هنا، سيكون احمدي نجاد على بعد متر واحد من اسرائيل، مجرد وجوده هنا هو رمز وتحد".
ويدير عبد الله مطعما قرب بوابة فاطمة التي يتوافد عليها الزوار منذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان العام 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال، لمشاهدة المواقع العسكرية الاسرائيلية المتاخمة والمستوطنات المقابلة.
ويقول عبد الله بنبرة تحد "اترقب اللحظة التي سيقترب فيها احمدي نجاد من الشريط الشائك ليقول ان اسرائيل في قبضته".
ورغم ان السلطات الايرانية واللبنانية لم تؤكد بعد رسميا جولة احمدي نجاد في الجنوب، فان الاستعدادات لهذه الزيارة تسير على قدم وساق في المنطقة التي تعتبر معقلا لحزب الله الشيعي، حليف ايران في لبنان.
وتثير الزيارة المقررة في 13 و14 تشرين الاول جدلا سياسيا في لبنان، اذ وضعها سياسيون ينتمون الى قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية النيابية في خانة "الاستفزاز".
وعلقت خلال الساعات الماضية على طريق مطار بيروت وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة، المعقل الآخر لحزب الله، لافتات باللغتين العربية والفارسية ترحب باحمدي نجاد الى جانب صور كبيرة له وقد بدت الارزة، رمز لبنان وراءه في الصورة.
وافادت مصادر في حزب الله ان استقبالا شعبيا آخر سيعد للرئيس الايراني في الضاحية الجنوبية بالاضافة الى الجولة الجنوبية.
وقد ابلغت الولايات المتحدة التي تتهم ايران بتسليح حزب الله، الحكومة اللبنانية بقلقها من زيارة احمدي نجاد، بينما رات اسرائيل ان الزيارة "يجب ان تثير الى اقصى حد قلق الذين يهتمون حقا باستقرار لبنان والشرق الاوسط".
ويقول عبد الله وهو يراقب جنديين تابعين لقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان متمركزين قرب الاسلاك الشائكة عند الحدود، "لا يمكن للعالم كله ان يمنعه من المجيء الى هنا، فهو رئيس دولة عظمى تمتلك الطاقة النووية".
وترفرف اعلام ايرانية في المكان، فيما ينهمك عمال من الهيئة الايرانية للمساهمة في اعادة اعمار لبنان بتثبيت نصب تذكاري ل"انتصار المقاومة" على اسرائيل، في اشارة الى صمود حزب الله امام الجيش الاسرائيلي في حرب تموز 2006.
ويؤكد عبد الله ان شعور الجنوبيين لدى زيارة احمدي نجاد "سيكون مماثلا لما شعرنا به لحظة التحرير، حتى هو لن يصدق عينيه".
وذكر مسؤول في حزب الله في الجنوب لفرانس برس ان جولة احمدي نجاد ستشمل قرية قانا التي تعرضت في 1996 و2006 لعمليتي قصف اسرائيليتين اوقعتا مجزرتين قتل فيهما عشرات الاشخاص بينهم عدد كبير من النساء والاطفال.
كما سيزور منطقة بنت جبيل التي شهدت معارك ضارية بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في 2006.
ويرجح ان تشمل الزيارة "معلم مليتا للسياحة الجهادية" الذي يضم اسلحة وعتادا وبقايا دبابات وآليات اسرائيلية غنمها مقاتلون من حزب الله خلال معارك مع جنود اسرائيليين.
وتقول خديجة "ايران ساعدتنا على اعادة اعمار الجنوب اكثر مما فعلت الدولة اللبنانية"، مؤكدة انها تريد "توجيه الشكر" الى الرئيس الايراني في قانا.
في بنت جبيل، يغدق السكان المديح على احمدي نجاد. ويرى طالب الذي يبيع قطع غيار سيارات ان الرئيس الايراني "رجل متواضع، ومؤمن حقيقي".
ويضيف "الناس هنا مدينون ببقائهم الى ايران"، في اشارة الى الدعم الايراني لحزب الله في المشاريع الاجتماعية اضافة الى الدعم السياسي.
وينشط عمال الهيئة الايرانية في تسوية الارض وتزفيت الطرق المجاورة لملعب كبير في المنطقة يتوقع ان يلقي فيه احمدي نجاد خطابا.
ويقول علي وهو يدخن النرجيلة في "حديقة ايران" في قرية مارون الراس المجاورة لبنت جبيل "هذه الزيارة تشرفنا"، فالايرانيون اصلحوا الطرق والجسور" بعد حرب 2006.
وتزين صور الرئيس الايراني والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي المكان الذي يشمل مسجدا صغيرا على صورة مسجد الاقصى في القدس ومقهى.
في المناطق الجنوبية التي ينحسر فيها نفوذ حزب الله، يبدو الناس اقل حماسا لاستقبال الرئيس الايراني.