المصريون في لبنان يخشون تحول بلادهم الى عراق ثان
Read this story in Englishيسيطر القلق على افراد الجالية المصرية في لبنان وهم يتابعون التطورات المتسارعة في بلادهم، فيما يخشى كثير منهم ان تنزلق مصر نحو دوامة عنف وفوضى سياسية، وان يصبح وضعها مماثلا لوضع لبنان، او حتى العراق.
ويقول شحاتة المصري (36 سنة) الذي يعمل في محطة للوقود في بيروت "كل ما افكر فيه عندما اتابع التظاهرات هو اننا سنتحول الى لبنان او عراق جديد".
ويضيف المصري وهو اب لثلاثة اولاد ويتحدر من المحلة الكبرى في دلتا النيل، "في لبنان يعيش الجميع في هاجس عودة التفجيرات. في العراق، لا توجد حكومة ولا برلمان، انها الفوضى. اما الآن فدور مصر حيث لا يوجد برلمان حقيقي، وقريبا ايضا لن يكون لنا رئيس".
ويتابع "انا سعيد لان عائلتي لا تعيش في القاهرة".
وتشهد شوارع العاصمة المصرية ومدن اخرى منذ 25 كانون الثاني تظاهرات مناهضة للرئيس حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود، مطالبين بتغيير سياسي وباسقاط النظام.
وتحولت التظاهرات التي بدأت سلمية الى اعمال عنف ومواجهات بين مناهضي مبارك ومؤيديه. وقتل اربعة اشخاص بالرصاص صباح الخميس في ميدان التحرير في وسط القاهرة ما يرفع الى سبعة عدد القتلى الاجمالي خلال الساعات الاخيرة.
وتضاف هذه الحصيلة الى 300 قتيل على الاقل سقطوا خلال الاسبوع الاول من التظاهرات.
ويعيش نحو 40% من 80 مليون مصري باقل من دولارين في اليوم وفقا للاحصاءات الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام بقضايا فساد.
ويعيش في لبنان حوالى 50 الف مصري بعضهم دخل البلاد بطريقة غير شرعية، بحسب مسؤول في السفارة المصرية في بيروت.
ويعمل هؤلاء خصوصا في محطات الوقود والفنادق والمخابز والمطاعم ويتلقون اجورا لا تزيد في غالب الاحيان عن المئتي دولار في الشهر الواحد.
كما انهم غالبا ما يقيمون في غرف صغيرة ينقصها الكثير من مستلزمات الحياة الاساسية. ويجدون صعوبة بالغة في دفع رسوم اقاماتهم.
ويقصد المصريون لبنان للعمل بعدما يكونون قد فشلوا في العثور على وظيفة في بلادهم حيث يبلغ الحد الادنى للاجور، منذ العام 1984، ستة دولارات في الشهر.
وينقسم المصريون المقيمون في لبنان اليوم حيال التطورات السياسية، وهم يراقبون بلادهم تنزلق نحو الفوضى.
لكن بين معارضتهم لمبارك او تاييدهم له، يخشى هؤلاء ان تتحول القاهرة الى بيروت ثانية حيث لا ينتهي الكباش السياسي، او الى بغداد ثانية حيث تستمر اعمال العنف.
ويقول وجيه جرجس (53 عاما) الذي يعمل حارس مبنى "ما يحدث اليوم يمثل انقلابا ضد المصريين انفسهم".
ويضيف "اعيش في بيروت منذ 20 سنة، لذا فانا اعرف ما هو عدم الاستقرار".
ويوضح وجيه جرجس، المسيحي القبطي المؤيد لمبارك، "كان من الخطأ ان يظن هؤلاء الشبان الذين يدعون تاييد الديموقراطية، انهم يستطيعون اذلال مبارك وطرده من بلد بناه بنفسه".
ويسال جرجس، وهو متزوج من لبنانية واب لثلاثة اولاد، "من الذي سيتولى الامر الآن؟ الاميركيون؟ ام الحكم الاسلامي؟".
ويؤكد محمد ايهاب (28 عاما) الذي يعمل في محطة للوقود في بيروت منذ حوالى اربع سنوات، ولاءه لمبارك، معتبرا ان "افضل ما حدث لمصر هو حسني مبارك".
ويوضح "اتابع التظاهرات على التلفزيون واكاد لا اصدق ان هذه مصر. فما هي مصر من دون مبارك، عمودها الفقري؟ هذا كل ما يمكن ان يقال".
الا ان آخرين يتطلعون الى اليوم الذي يتنازل فيه مبارك (82 عاما) عن السلطة، علما انه سبق واعلن انه لن يترشح لولاية جديدة بعد ولايته الخامسة التي تنتهي في ايلول المقبل.
ويقول عزت (34 عاما) الذي يعمل حاجبا في فندق في العاصمة اللبنانية "لم نكن سعداء من نواحي عدة في ظل حكم مبارك. نحن جائعون منذ وقت طويل".
ويضيف عزت الذي تعيش زوجته واولاده الاربعة في ضواحي القاهرة "يستحيل تأمين الطعام لاولادك وارسالهم الى المدرسة. وحين يتحدث احد ما عن هذا الامر، يتعرض للضرب او يدخل السجن".
ويتابع "لكن الآن، ونحن نراقب ما يجري هناك، اخشى اننا نسير على خطى العراق، واننا سننقلب ضد بعضنا البعض".