مفاوضات ماراثونية مفتوحة مع عون وميقاتي يستعين بالحلفاء
Read this story in Englishأشارت بعض المعلومات الصحافية إلى أن العقدة التي تؤخر التشكيل الحكومي تكمن عند مطالب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.
ولكن اوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رأت ان الاتصالات الجارية مع عون لا تنطوي على تعقيدات وانما هناك مطالب ولكل انسان الحق في تقدير الحصة التي يريدها، لكن رئيس الوزراء المكلّف هو الذي "يدوزن" التشكيلة الحكومية بالتشاور مع رئيس الجمهورية.
وفيما لم تستبعد أوساط ميقاتي إمكان عقد لقاء قريب بينه وبين رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، أفادت صحيفة "السفير" ان طه ميقاتي، شقيق رئيس الحكومة المكلف، تناول، امس الجمعة، طعام الغداء مع الوزير جبران باسيل، وتباحثا مطولا في موضوع توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة.
وفي مفارقة، أفادت صحيفة "الحياة" أن ميقاتي يجري حالياً مفاوضات ماراثونية ومفتوحة مع التكتل، سواء مع عون مباشرة، أو من خلال باسيل، وهو يستعين بحلفائه طالباً منهم التدخل من أجل "تنعيم" مواقفه انطلاقاً من أنه يحترم رأيه لكنه غير ملزم بجميع مطالبه.
وأكدت مصادر "الحياة" ان قرار ميقاتي الانفتاح مجدداً على قوى 14 آذار يمكن ان يساعد على تحسين شروطه في المفاوضات مع عون الذي يصر على أن يتمثل بـ 8 وزراء كحد أدنى في حال ضمت الحكومة 30 وزيراً، من دون أن يسلّم حتى الساعة بإشراك وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية.
ولفتت المصادر نفسها الى أن ميقاتي يرغب في أن تكون حصة عون في الحكومة وازنة لئلا يقال انه اجتاح التمثيل المسيحي وأحكم سيطرته عليها.
وقالت ان هناك صعوبة في تمثيل "تكتل التغيير" بحقيبة سيادية، باعتبار ان الحقائب السيادية موزعة على رئيسي الجمهورية (الداخلية) والمجلس النيابي نبيه بري (الخارجية) والرئيس المكلف بشخص الوزير محمد الصفدي (المال) إضافة الى إسناد الدفاع الى النائب السابق فايز غصن من حصة زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وتفيد معلومات "الحياة" بان "حزب الله" الحليف الأول لعون لا يزال يلتزم الصمت ويفضل عدم الدخول كطرف، على الأقل في العلن، في الجهود الرامية للتخفيف من مطالبه، لكنه يتواصل معه على الدوام للوصول الى قواسم مشتركة لتضييق رقعة الاختلاف بما يسمح للمفاوضات بأن تنتهي الى نتائج ملموسة تسرّع في ولادة الحكومة.
وقال أمين سر التكتل إبراهيم كنعان لـ"الشرق الاوسط" إن "ما يطالب به العماد عون بالحصول على الحصة المسيحية في الحكومة كاملة حق طبيعي لأكبر تكتل نيابي مسيحي، وبالتالي ليس شرطا تعجيزيا أو اعتداء على حق أحد، خاصة في ظل رفض الفريق المسيحي الآخر المشاركة وقيام حكومة من لون واحد".
وأضاف كنعان لـ"الشرق الأوسط": "على كل تكتل أن يتمثل بحسب حجمه النيابي، وإعطاء الرئيسين سليمان وميقاتي الثلث المعطل غير مطروح لأنهما لا يمتلكان كتلا نيابية تسمح لهما بذلك. عندما كنا بصدد حكومة وحدة وطنية وجب إعطاء رئيس الجمهورية حصة ليكون هناك توازن ويلعب دوره كحكم توافقي، أما الآن وبما أننا بصدد حكومة من لون واحد فالتوازن الذي كان قائما لم يعد مطلوبا، علما بأن الثلث المعطل كان ضمانة للأقلية في حكومة تجمعها بالأكثرية، اليوم نحن في حكومة أكثرية فلا مكان للثلث المعطل".
وعن سبب تأخر التشكيلة الحكومية في ظل ما يحكى عن خلافات في الصف الواحد قال كنعان "بالكاد مضى أسبوعان على التكليف، وهذا يدحض كل ما حاول الفريق الآخر تسويقه عن أن الأمور معلبة، وأن الحكومة حكومة حزب الله وإيران. ما يحصل من مداولات طبيعي جدا، ولم نصل لحد الخلاف مع أي من الفرقاء حلفائنا ولا حتى مع الرئيس سليمان. في بعض الأحيان قد تتضارب المطالب، لكن ليس لدرجة الوقوع في مأزق".
ودعا كنعان من "يطالب بإعطاء حصة لرئيس الجمهورية بالتوجه إلى المجلس النيابي لإقرار صلاحياته التي قد تكون أنفع له بمائة مرة من حصة وزارية".
إلا أن مصادر أخرى تعتقد بأن لتريث ميقاتي أسبابه الموجبة التي تتجاوز عون الى رغبة سوريا في ضوء ما يتردد من أن دمشق تستمهل التأليف لأنها ليست في وارد الدخول في احتكاك مع المجتمع الدولي، إضافة الى رغبة القيادة السورية في لملمة التداعيات المترتبة على عملية إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وهذا ما عبّر عنه أخيراً وزير الخارجية السوري وليد المعلم بقوله ان الجهود مستمرة لتأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان.
ولا تستبعد المصادر نفسها ان يكون لقيادة "حزب الله" رأي في تريث ميقاتي لجهة عدم الإسراع في تأليف الحكومة لاعتبارات تعود الى حساباته، إضافة الى معاودة التواصل بين ميقاتي وقيادات في 14 آذار، ما يوفر له ذريعة لتبرير تمهله في المشاورات.