بيضون:لتصحيح الشيعية السياسية أخطائها ولا يمكن بقاء لبنان بجيشين
Read this story in Englishأشار الوزير الأسبق محمد عبد الحميد بيضون خلال كلمة ألقاها بالذكرى السنوية السادسة لاغتيال رئيس رفيق الحريري ورفاقه في البيال ان "الشعب اللبناني شعر بكامله بأنّه مهدد، أطلق في حياته ثورة استعادة لبنان الكرامة والحريّة".
وأردف بيضون قائلا ً:"نشعر اليوم أن التضامن مع خالد سعيد ومحمد بوعزيزي ضد الظلم الذي لحق بهما هو الذي فجر الثورات، واعاد للشعوب العربية الشعور بالكرامة" معتبرا أن هي نفسها المشاعر التي اطلقت حركة 14 اذار، فقد شعر الشعب اللبناني ان كرامته تحت الاقدام".
وذكر أن "الفقرة "ي" من الدستور تقول إن كل حكومة تشكل بعد اليوم بقوة السلاح ليست شرعية" مطالبا "فخامة رئيس الجمهورية ان لا يوقع اي مرسوم تحت هذا النوع من الضغوطات، والهدف من الانقلاب اصبح انتقاماً شخصياً من سعد الحريري".
واستغرب بيضون الحملة على الحريري قائلا ً:"لم نشهد في تاريخ لبنان حقداً ينفجر في وسائل الاعلام وعلى المنابر والشاشات كما نرى على الحريري".
وأعلن أننا "قلنا اكثر من مرة ان المقاومة تعتبر سلاحها مقدساً وان هناك اغلبية من اللبنانيين تعتبر المحكمة والعدالة مقدسة".
وأسف بيضون على "أن الشيعية السياسية تركت الامام الصدر، واتهموا نصف اللبنانيين بانهم خونة وعملاء للأميركيين والنصف الاخر اعتبروه مقاومة، ويقول الامام الصدر أيضاً "لا مصلحة تتقدم على مصلحة لبنان"، أليس في ذلك اعلاء لشعار "لبنان اولاً" قبل ثلاثة عقود".
وإذ ذكر بأن "الامام الصدر كان يقول: إن علاقتي مع المسؤولين السوريين هي في خدمة لبنان ولا يمكن ان تكون على حساب سيادته"، إستذكر بيضون كذلك "الامام محمد مهدي شمس الدين الذي قال: إنّ على الشيعة في لبنان ان لا يكون لهم اي مشروع خاص غير مشروع الدولة"، مشددًا على أنّ "هذا ما يقوله أئمة الشيعة، وبالتالي على الشيعية السياسية الجديدة ان تصحح اخطاءها والوقت لم يفت بعد".
وإذ أكد أن "الجميع يحترم انجازات المقاومة" استطرد بيضون قائلاً:"لا يمكن ان تستمر المقاومة كجيش مستقل ولا يمكن بقاء لبنان بجيش تحت المحاسبة وهو الجيش اللبناني وجيش المقاومة فوق المحاسبة".
وعليه رأى أنه إذا "أرادت المقاومة أن تستمر كجيش فعليها ان تتصرف كما الجيش اللبناني الذي لا يتدخل في السياسة وليس سلاحاً لطائفة او فئة".
وإذ لفت بيضون إلى أنه "من مآثر الشيعية السياسية ورقة التفاهم مع "التيار الوطني الحر" التي لم يطبق أي من بنودها وصف تحالف 8 آذار أنه تحالف الشهيات المفتوحة على الإستيزار".
ونصح بيضون "أن تشارك قوى 14 آذار في الحكومة إذا كانت حصتها وازنة مع حصة الفريق الآخر وعدم ترك ميقاتي أن يقع في براثن الآخرين، فهل يعقل أن يقع في براثن وئام وهاب؟".
من جهة أخرى طالب بتفعيل عمل المجلس النيابي كما باستكمال اصلاحات "الطائف" قائلا ً:"نحن نرى اليوم رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية أصبحا "باش كاتب" عند امراء الحرب الذين يريدون اسماء ومواقع و"هذا بدو يجيب صهره أو إبن عمو أو خيو"، هذا ليس الطائف الذي يقول بأن من يشكل الحكومة هو رئيسها بالتفاهم مع رئيس الجمهورية".
وطرح بيضون المعادلة التالية للصراع مع إسرائيل:"لقد جربنا الصراع مع اسرائيل على كافة الجبهات، ولنجرب الان الصراع مع اسرائيل عبر الدولة، وهي انتصرت علينا من خلال الدولة، فلنحارب بالدولة ولتكن المقاومة بيد الدولة".
وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، لفت بيضون "كل اللبنانيين" إلى أنّ "هذه المحكمة تعرضت لحملات كبيرة"، مشددًا في المقابل على أنّ "المحكمة الدولية ليست مؤامرة، ولا كل ما يصدر عن مجلس الامن مؤامرة".
أشار إلى أنّ "نظرية المؤامرة هي انطواء على الذات واسرائيل هزمت العرب عبر نظرية المؤامرة" مذكرا بكلام الرئيس السوري بشار الأسد أنه "يجب ان يكون القرار الاتهامي مبنياً على وقائع وإتهامات، وبالتالي لماذا المطلوب من سعد الحريري ادانة القرار الاتهامي؟".
وعن الموضوع المالي أكد بيضون أنّ "الحريرية لم تفشل وفي عام 1998 قالوا لرفيق الحريري يجب ان ترتاح، فكان الدين 18 مليار دولار أميركي، وانتهى العهد آنذاك بدين بلغ 40 مليار دولار فماذا لم يخفضوه كما يدعون، والان في تجربة موازنة 2010 اقرت في الحكومة وصوتوا عليها حتى "البرتقاليون" ايضاً، والعجز في هذه الموازنة في اعلى نسبة، ولم نر أحد منهم يريد ان يخفض الانفاق في الحكومة ومن كان سبب الانفاق هو المجلس النيابي".
وختم بيضون كلمته مشددا على أن "لبنان الحر المستقل هو امانة الشهداء في 14 آذار ولنكن جميعا امناء على هذه الرسالة، فالعقل اقوى من السلاح".