ميقاتي دعا الى طاولة حوار عنوانها "حياد لبنان": موقفنا ازاء سوريا "استثنائي"
Read this story in Englishشدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على أن موقف لبنان ازاء ما يحصل في سوريا، استثنائي، خصوصاً بسبب العلاقة التي تربط البلدين من جهة، والعلاقة مع الدول العربية التي لا يجب أن تتزعزع علاقة لبنان بها من جهة أخرى. ودعا ميقاتي الى الجلوس حول طاولة حوار حقيقية عنوانها "حياد لبنان" عن كل الصراعات في المنطقة ما عدا الصراع العربي - الإسرائيلي.
ونفى ميقاتي أن يكون قد طلب منه تأمين منطقة محايدة وعازلة في شمال لبنان وتحديدا من الاميركيين، وقال في حديث الى صحيفة "الجمهورية" أنه "في حال طلب مني أي شيء، فكلامي وجوابي واحد، رجاء تفهموا خصوصية لبنان ومن ضمن هذه الخصوصية المعقدة لا نستطيع الموافقة على شيء، فأرجو منكم دعم سياسة النأي والحياد لهذا الوطن".
وشدد ميقاتي في حديثه للصحيفة، أننا "نحن في لبنان في وضع استثنائي ازاء ما يحصل في سوريا" فالبلدين يتصلان "بالجغرافيا السياسية وبالعلاقات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية بين البلدين، وبعلاقات بنيت على التعاقد بموجب الاتفاقات المشتركة تحت عنوان المجلس الأعلى اللبناني - السوري، ولدينا بروتوكولات ومذكرات موقعة بين البلدين".
ولفت لـ"الجمهورية" الى انه من جهة أخرى لدينا "الأخوة العرب الذين نتمسك بعلاقتنا معهم وهم لديهم موقف تجاه سوريا، ولو أخذنا مثلا موقفا عكس الارادة العربية أخشى أن تتأثر هذه العلاقات الممتازة مع الدول العربية".
وقال أنه "من الافضل أن ننأى بأنفسنا عن الموضوع السوري، "وسيثبت للبنانيين بعد خروجنا من العاصفة في المنطقة ان هذه السياسة هي الأفضل".
وسئل ميقاتي عما يحكى عن حديث اميركي وأوروبي عن لبنان ما بعد الرئيس السوري بشار الاسد، فأجاب "لست من الاشخاص الذين يحذرون من المغامرة والمقامرة والفرق بينهما نقطة واحدة. وأنا لست مستعداً لأن أقوم بأي مغامرة او مقامرة تمس مستقبل لبنان".
وحول انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا، أكد ميقاتي لـ"الجمهورية" أن "المطلوب من الجيش هو الحفاظ على حدود الوطن، فهل يحتاج الجيش الى تغطية للحفاظ على الحدود".
وأضاف "أنا في تصريحاتي أؤكد أن الجيش خط احمر والامن خط احمر".
وعن الوضع الحكومي اللبناني، شدد ميقاتي لـ"الجمهورية"، على أنه "لم يعد مسموحاً أن تبقى الحكومة فقط كاسحة ألغام، بل عليها ان تلعب دورها". وأردف "علينا أن نكون يداً واحدة، فنبدأ بالإعلان عن إنجازات هذه الحكومة على كل الأصعدة من الكهرباء إلى الشؤون الاجتماعية، وصولا إلى الإصلاحات الاقتصادية والإدارية المطلوبة".
ولفت الى أن "الجميع يرصد طريقة تجاوز لبنان هذه المرحلة باستقرار وسلام ومن خلال تحقيق إنجازات كبيرة، وآن الأوان أن يستفيد البلد من الفرص المتاحة أمامه، فلبنان دخل كتاب "غينيس" بإضاعة الفرص".
وأمل ميقاتي "أن تنطلق الحكومة انطلاقة جديدة وجدية بعدما عبرنا الأزمة الأخيرة، فنقارب كل الملفات بهدوء لنصِل إلى ما نصبو إليه".
وكان ميقاتي قد علق جلسات الحكومة في الاول من شباط، اثر خلافات مع وزراء تكتل "التغيير والاصلاح" حول ملفات عدة اهمها التعيينات، مطالباً بحكومة "منتجة". وعاود مجلس الوزراء جلساته الاثنين الفائت برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا.
وعبر "الجمهورية" دعا ميقاتي الى الجلوس "حول طاولة حوار حقيقية عنوانها حياد لبنان وكيف يمكن أن نحيد لبنان عن كل الصراعات في المنطقة ما عدا الصراع العربي - الإسرائيلي".
وأكد ميقاتي أنه "حان الوقت لأن ننظر الى لبنان والى من اطلق شعار "لبنان اولا"، نقول نعم لنبحث في الموضوع اللبناني وما هو مرتبط بلبنان وما نريده للبنان هو الاساس".
وعن العلاقة مع الاطراف السياسية كافة، كـ"14 آذار" ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري" أكد ميقاتي أنه منفتح على الجميع "وفي حياتي لم أهاجم أي طرف، لست من الصنف الذي يهوى الشجار والمساجلات".
وعن "الشريك الدستوري"، رئيس الجمهورية، قال ميقاتي أن العلاقة "يسودها كل الاحترام والمحبة"، و"كل منا يتمسك بصلاحياته، وأعتقد انه من النادر أن نجد منذ الطائف علاقة تربط بين رئيسي الجمهورية والحكومة كالتي تربط بيننا".
ووصف ميقاتي، رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه "عرّاب الحل" لكل أزمة "بعقلانيته ونضوجه السياسي وحكمته التي زادتها خبرته في السنين الماضية". ورأى في الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "رمز المقاومة"، وفي رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون "شخص صاحب مبدأ".