سليمان شديد الاستياء من عون... تباين حاد بين الرجلين يؤخر ولادة الحكومة
Read this story in Englishتفيد المعطيات التي تجمعت حتى يوم امس السبت ان التباين لا يزال على حاله بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي لن يكتفي بالمطالبة بحقيبة الداخلية بل انه مصر على تسمية معظم الوزراء المسيحيين وهو ما لا يرتضيه رئيس الجمهورية.
وأفادت صحيفة "النهار" ان كلاً من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة المكلف نجيب ميقاتي اتصلا بالنائب عون لتهنئته بعيد ميلاده.
وأفيد انه جرى خلال الاتصال بين بري وعون التداول بآخر تطورات تشكيل الحكومة. وقال بري لعون: "من أين جاءت خبرية أنه سيصار الى تبادل حقائب لتصبح الخارجية من نصيب تكتل التغيير والاصلاح والدفاع من نصيب بري؟". فرد عون ان لا علم له بشيء من هذا القبيل. وهنا أكد بري ان الوضع لا يزال كما هو وان حقيبة الخارجية ستبقى كما هي في حكومة تصريف الاعمال.
أما في اتصال ميقاتي مع عون فجرى التطرق الى مواضيع عدة و"الامور ايجابية"، كما قالت مصادر رئيس الوزراء المكلف.
وأكد الرئيس سليمان لزواره، بحسب صحيفة "الحياة"، استياءه الشديد من هجوم عون عليه، وشدّد على تمسكه بحصول وزير من فريقه على حقيبة الداخلية.
وفي هذا الاطار، قال زوار سليمان إنه إضافة الى تمسكه بحقيبة الداخلية وبتمثيله في التشكيلة الحكومية فهو لن يوقع على مرسوم تأليف حكومة لا تراعي الحد الأدنى من مقومات العيش المشترك والتوافق في التمثيل.
إلا أن الأوساط المواكبة للاتصالات الجارية مع عون في هذا الصدد تقول إن الخصومة بينه وبين رئيس الجمهورية باتت أكبر من حقيبة الداخلية إذ إنه يردد في مجالسه القول إن "من أتى به هو وزير الاستخبارات المصري السابق وعمر سليمان، وعليه ان يذهب مع عمر سليمان" قاصداً بذلك أن القاهرة لعبت دوراً في ترجيح ترشيح ميشال سليمان للرئاسة الأولى عام 2008.
وأشارت الأوساط نفسها الى أن لعون موقفاً من توزير بارود لاعتقاده أن الأخير أمعن في ولائه لسليمان من جهة ولاعتماده على اتصالات أجريت بينه وبين "حزب الله" لترجيح توزيره متجاوزاً عون وزعامته.
الى ذلك، تضمن نشاط ميقاتي أمس السبت، استقباله لوزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، وقيامه بالزيارة البروتوكولية للرئيس سليم الحص الذي كان غائباً للعلاج في المملكة العربية السعودية عندما زار ميقاتي رؤساء الحكومات السابقين بعد تكليفه.
ونقل زوار ميقاتي عنه قوله إنه لن يدع المهلة التي أعطاها لنفسه مفتوحة الى ما لا نهاية، ولكنه لن يألو جهداً في سبيل التوصل الى حكومة تريح المواطن والوطن عموماً. ونقل هؤلاء عن ميقاتي قوله ايضاً إنه مستعجل أكثر من غيره لتأليف الحكومة ولكنه حريص على الدستور ولن يتجاوز المؤسسات والقانون والتنوع والتوازن.
من جهة أخرى، نوه الرئيس الحص بالجهود التي يبذلها ميقاتي وتمنى له التوفيق، ناصحاً له بتشكيل حكومة تكنوقراط، من أهل الاختصاص في حال وصلت مساعيه لتشكيل حكومة سياسية مختلطة الى طريق مسدود.