المطارنة الموارنة: لكتاب تاريخ يضم كل لبنان او سيتسبب بانقسام البلد

شدد المطارنة الموارنة على أن كتاب التاريخ يجب أن يكون "كل تاريخ لبنان وتاريخ كلّ لبنان، أو يكون مشروع انقسام جديد في البلاد"، مشيرين الى أن تاريخ لبنان لا يُقرّر خارج الإجماع الوطني الذي تمليه الحقيقة الموضوعية بروح الميثاق.

واعتبر المطارنة في بيانهم اثر إجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، أن ما يثار في موضوع الثقافة الوطنية، وبخاصة حول كتاب التاريخ ، هو جدال يجب أن يؤدي إلى ما يخدم مستقبل الوطن والأجيال الطالعة.

واعتبر البيان أن "السجال المستمر في لبنان حول ممارسة السلطة في الحكم وحدودها سيؤدّي حتماً الى تعثّرات أكبر في البلاد، وينعكس سلباً على خير المواطن وحقوقه.

وأشار الى أن "المطلوب وضع قواعد تعالج هذا الخلل. لأنّ تطوير الأداء ونظام العمل في مؤسسات الحكم يتطلب الإرتكاز على ما نصّ عليه الدستور، وما تعهّده اللبنانيون في وثيقة الوفاق الوطني، وعلى الأعراف الميثاقية".

وتطرق البيان الى "ما أثاره موضوع الأجور وما نتج عنه على الصعيد الحكومي، وما يُثار في موضوع المالية العامة"، فدعا "المسؤولين جميعاً إلى إيجاد حلّ سليم للأمور المالية العالقة، ووضع خطة نهوض إقتصادي متكاملة".

وأكد أنه "ما من اقتصاد وطني سليم بلا معايير ملزمة، تلهم سياسة اقتصادية غايتها الخير العام، وضبط الهدر، والعدالة التوزيعية، والتماسك الاجتماعي، وحماية الأضعف".

ورحّب البيان "بالدور الوطني الذي تؤدّيه القوى الأمنية وبخاصة ما يقوم به الجيش اللبناني من حماية للحدود، وسهر على الأمن في كل المناطق اللبنانية"، وأشار الى أن الآباء "يتطلعون إلى أن يسهم الإجماع الذي لقيه هذا الدور في ترسيخ الأمن وضبط الحالة الطارئة المستجدّة، وبسط شرعيّة الدولة على كامل حدود الوطن وأرجائه".

وحول الوضع في سوريا، قال البيان أن الآباء يشعرون "بالأسى العميق على الضحايا التي تسقط نتيجة المواجهات الدموية في سوريا، وهم يستصرخون الضمائر للإبتعاد عن العنف وسفك الدماء، واللجوء الى الحوار والحلول السلمية".

ولفت الى "أن مستقبل الشعوب لا يقرّره العنف، بل الروابط العميقة التي تشد أواصر الوحدة، وتؤسّس نُظُمًا سياسية تليق بالإنسان وبكرامته".