قبرص تكثف جهودها لحل خلاف الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل
Read this story in English
كشفت مصادر لبنانية معنية بملف الحدود البحرية، أن الجانب القبرصي أبلغ لبنان برغبة اسرائيل في إيجاد حل لمسألة الحدود البحرية بين الجانبين.
وأشارت المصادر لصحيفة "السفير" إلى أن الجانب القبرصي وضع الجانب اللبناني في حصيلة اتصالات تمت بينه وبين الجانب الإسرائيلي في الآونة الأخيرة عبّر فيها الإسرائيليون عن رغبتهم في التوصل إلى حل لمسألة الحدود، وعدم السعي إلى تصعيد الأمور حول هذا الموضوع.
وأوضحت أن القبارصة ايجابيون في التعامل مع الموقف اللبناني،"حتى أنهم في اتفاق الترسيم بينهم وبين الإسرائيليين ابقوا على النقطة 1 معلقة من دون تثبيت، بحيث لا تصبح نهائية، إلا بموافقة جميع الأطراف، بما فيها لبنان".
وأكدت المصادر لـ"السفير" أن لبنان لا يريد الدخول في أية مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، مع إسرائيل، وهو لا يريد سوى تأكيد حقوقه بالإفادة من ثروته النفطية في كامل منطقته الاقتصادية الخالصة.
يُشار الى ان المشكلة تبقى في تثبيت حدود لبنان الدولية البحرية وحقه في ثرواته الطبيعية النفطية والغازية ضمن حدود منطقته الاقتصادية الخالصة، خاصة في ظل التهديد الإسرائيلي الدائم لحقوق لبنان النفطية جراء خطأ في الترسيم البحري ما بين قبرص وإسرائيل الذي جاء على حساب لبنان ويهدد بتضييع مساحة بحرية على لبنان تزيد عن 850 كيلومتراً مربعاً.
بدورها افادت مصادر دبلوماسية لبنانية واسعة الاطلاع لصحيفة "السفير" أن "الإدارة الأميركية تقوم باتصالات مكثفة بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي، وأحيانا عبر الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى حل لمشكلة الحدود البحرية".
وأشارت إلى أن "الإدارة الأميركية تستند في دورها إلى احتمال أن يعطي النزاع البحري مبررا جديدا للمقاومة اللبنانية في استهداف إسرائيل والمنشآت النفطية البحرية".
وأكد وزير الخارجية عدنان منصور لـ"السفير" إن الوزارة تنتظر ما ستقوم به الأمم المتحدة على صعيد تأكيد حدود لبنان البحرية وفق المراسلات والوثائق التي سبق وأرسلها إلى المنظمة الدولية.
وأوضح منصور للصحيفة عينها انه "سبق لنا أن تكلمنا مع الجانب القبرصي الذي رسم حدوده مع إسرائيل، وبالتالي طلبنا العمل على تصحيح الخطأ الذي ألحق الأذى والضرر بلبنان من خلال القيام بإعادة ترسيم الحدود بينهما، وفقا للنقاط الحدودية الدقيقة والثابتة وهناك متابعة متواصلة في هذا الموضوع بين الجانبين اللبناني والقبرصي".
يُذكر أن إسرائيل تقول أن الحدود التي رسمها لبنان لمنطقته الاقتصادية الحصرية "تتعدى على منطقة اسرائيل، وتناقض حتى الاتفاق الذي ابرمه لبنان نفسه مع قبرص سنة 2007"، يرد لبنان أن الخارطة التي قدمها الى الامم المتحدة تتوافق مع اتفاقية الهدنة الموقعة بين الدولتين في 1949 ولا يمكن بالتالي لاسرائيل ان تطعن بها، كما يعتبر ان الاتفاق الذي وقعته اسرائيل مع قبرص في 2010 لترسيم حدودهما البحرية يخالف اتفاقا موقعا بين لبنان وقبرص في 2007.