جنبلاط: لم يعد يربطني بالحريري الابن إلا ذكرى والده
Read this story in Englishوصف رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط تردي الوضع في كل اتجاه وعدم تأليف الحكومة هو "تصعيد تحريضي تقوم به قوى 14 آذار على أبواب 13 آذار من دون أن تملك مفتاح حلّ أو تسوية".
ويعتقد جنبلاط في مقابلة لصحيفة "الاخبار" ان "رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مع قوى 14 آذار يقودان الانقسام الداخلي إلى شرخ عمودي خطير يستهدف طائفة برمتها".
واوضحت الصحيفة عينها، انه "يسوء جنبلاط أيضاً أن يرى التحريض عليه يصل إلى طائفته ممّا يقوم به تيّار المستقبل في الشوف، ولا يبرئ النائب مروان حمادة منه" ويضع القطيعة معه في حالة "كاملة ونهائية".
وعن حسابه حمادة في في تيّار "المستقبل"، يشير الى انه "هو في تيّار المستقبل من زمان".
واشار الى انهم "يحرّكون الجرح الدرزي ويلعبون لعبة لا أودّ أن أسميها حقارة. يريدون تأليب الدروز عليّ".
واكّد جنبلاك ان الحريري الابن "لا يشبه والده. كان رفيق الحريري نموذجاً خاصاً واستثنائياً. كان في الإمكان التحدّث معه. لم يعد يجمعني برفيق الحريري إلا ذكراه. كان المحسن الكبير والكريم، وصاحب الطلّة الوطنية، والنفَس الطويل في الحوار والتفاهم. لم يقطع الاتصال مرة مع "حزب الله" ولا مع سوريا".
ويذكر جنبلاط بإستمرار الحوار الأخير الذي دار بينه وبين الحريري عشية توجّهه إلى دمشق لمقابلة الرئيس السوري بشّار الأسد، في 14 كانون الثاني، حيث "حمّله الحريري في كليمنصو موافقة على التسوية السعودية ـ السورية لنقلها إلى الأسد".
ويضيف انه "في الطريق أنبأه الوزير وائل أبو فاعور بأن قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين سيتسلم الاثنين، 17 كانون الثاني، القرار الاتهامي وفق ما أخطر القاضي دانيال بلمار الحريري به. فإذا بالحريري يتنكر لما حمله لجنبلاط، وكان قد أطلع الرئيس السوري عليه".
من جهة اخرى لا يرى جنبلاط وجوداً لـ"أسباب مبرّرة للتأخر في تأليف الحكومة". كما "لا يوافق الرأي القائل بأن لسوريا دوراً في هذا التأخير".
ويتساءل جنبلاط، أين تكمن العراقيل في تأليف الحكومة؟ وهل أصبح ميقاتي"السهل الممتنع، لا نعرف ماذا يريد ولا ماذا لا يريد؟".
ويذكر جنبلاط "انضمام الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري إلى التحريض بتحدّثه هو الآخر عن "سلاح الغدر".
واكّد انه "الواضح أن الأميركيين وراء كل ما يجري. عطّلوا التسوية السعودية ــ السورية، وهم يضعون الآن بتصعيد مواقفهم عبر قوى 14 آذار سلاح المقاومة في مواجهة القرار الاتهامي، في حين أننا بذلنا في المرحلة الماضية جهداً مضنياً بالتركيز على ضرورة الحؤول دون المفاعيل السلبية للقرار الاتهامي. لم تعد قوى 14 آذار تميّز بين سوء استخدام السلاح في الداخل، وهو موضوع مطروح للمناقشة، وتستند باستمرار إلى ما حدث في برج أبي حيدر، وبين السلاح الذي كنا قد وافقنا جميعاً على مناقشته من ضمن خطة دفاعية للبنان في مواجهة إسرائيل. الآن يذكّرون بـ7 أيار".
ويقرّ جنبلاط بأنه "نعم كنت وسواي من قوى 14 آذار ممّن حرّضوا على السلاح. لكن ما كان ينبغي ألّا يحصل هو أن يأتي سعد الحريري بـ1400 شخص من عكار حينذاك ويلقي بهم في بيروت. علم الفريق الآخر بشيء يُعَدّ ضده لجرّه إلى فتنة وأعطاه مبرّراً لما فعل. أنا لا أبرّر ما تعرّض له تلفزيون المستقبل أو في بعض ما حدث في رأس بيروت. لكن هل ننسى المذكرة التي سرّبها إلياس المر للوصول إلى 7 أيار، وكذلك الخريطة التي سرّبها مروان حمادة للإعلام"؟
من جهة اخرى، لفت جنبلاط الى انه "أسمعهم يشبّهون الثورات العربية بما حدث في 14 آذار. هناك، في تونس ومصر، كل يوم تحصل خطوة جديدة تسقط قطعة من النظام السابق وتقدّم مكسباً للثورة، في حين أن هذا الفريق لا يعمل هنا إلا على إحداث شرخ عمودي ضد الشيعة. الحريري يفعل ذلك أيضاً. يذكرني ذلك بما كان يحصل في بداية الحرب عام 1975 عندما طلعت نظرية اليسار الدولي والغرباء الفلسطينيين، فطالت الحرب سنوات. يرفعون شعاراً مستحيل التحقيق، هو السلاح. كان الموضوع مطروحاً على طاولة الحوار الوطني فطيّروها. كيف يمكن إيجاد حلّ للسلاح بلا حوار وحدّ أدنى من الهدوء؟ ماذا يريد الحريري؟ تحطيم ميقاتي بأن يحلّل استخدام كل شيء، بما في ذلك المصارف والاقتصاد. ثم ماذا بعد؟ هل يستخدم ورقة السلاح كي يفاوض بها وكيف؟ يحشر طائفة برمتها ويهدّدها بالسلاح والمحكمة. يقول الآن إنه سلاح الغدر. وغداً هل يريد التفاوض مع محمد عبد الحميد بيضون وأحمد الأسعد؟".
وعن قطع الحريري الأمل نهائياً في تسوية مع "حزب الله" وسوريا، يجيب جنبلاط بالإيجاب، مضيفاً ان "الأبواب موصدة تماماً بين الحريري و"حزب الله"، وبينه وبين سوريا.
واشار الى انها المرة الأولى التي ينقطع فيها الاتصال بين اللبنانيين على نحو كامل.
في هذا الاطار يرى ان "الأميركيين الذين يحرّضونه قالوا ذلك. هذه تعليمات جيفري فيلتمان والأميركيين الآخرين. سمعت هذا الكلام من جون ماكين وجوزف ليبرمان عندما زارانا هنا 22 شباط. قالا إن "حزب الله" قتل الرئيس رفيق الحريري، وهدّد ليبرمان بقطع المساعدات العسكرية عن الجيش. قلت له: عندما اختلف اللبنانيون في الماضي انقسم الجيش، هل تريدان انقسام الجيش مرة أخرى؟ قالا لا. رددت على ماكين: إذا كنتم تريدون قطع المساعدات عن الجيش فاقطعوها، نشتري سلاحاً من سوق أخرى. طبعاً فهمت رسالتهما، وهي سلاح "حزب الله" واتهامه بقتل الحريري. قلت لهما إن المحكمة تفتقر إلى الصدقية وعدّدت الأسباب. قلت لماكين أيضاً: إذا كنتم تريدون استخدام الاقتصاد ضد السلاح، فليست هذه عدالة تنشدونها. خلاصة الأمر أنّ الأميركي يشجع على معادلة السلاح في مقابل القرار الاتهامي، والجماعة هنا يماشونه. ينسون أن الأميركيين كانوا وراء 17 أيار 1983، وكانوا بتحريضهم أيضاً وراء 7 أيار 2008".
واعتبر جنبلاط في عودة الحريري من الرياض "مستقوياً بالحملة على سلاح المقاومة دليلاً على عدم دقة ما شاع في أوساط قوى 8 آذار من أن هناك غضباً سعودياً عليه. ليس صحيحاً أن الملك غضب منه بعد إعلانه انتهاء معادلة س.س".
ويصف جنبلاط علاقته بالرياض بالـ"مقطوعة الآن"، مفضلاً وصف القطيعة بـ"سحابة صيف. وجود سعد في السعودية يجعله يتحرّك ضدي ويحرضها عليّ. ماشي الحال. اعتدنا ذلك. لم يكن في وسعي إلا أن اتخذ الموقف الذي اتخذته بعد تحوّلي في 2 آب ومقابلتي الرئيس بشّار الأسد والسيّد حسن نصر الله. قلت ذلك للسعوديين، وإنه لا يسعني إلا الوقوف إلى جانب التسوية والتحالف مع قوى 8 آذار. لكن الأمير مقرن أبلغ غازي العريضي أن العلاقة مقطوعة في الوقت الحاضر".