لا جديد في تأليف الحكومة قريبا: تداول بحكومة ثلاثينية مقسمة بحسب الأحجام والأوزان
Read this story in Englishشكلت الذكرى السادسة لانطلاق "ثورة الارز" تحت شعار "رفض وصاية السلاح" محفزاً أساسياً الى استعجال تأليف الحكومة الجديدة من غير ان تتضح فرص نجاح هذه المحاولة في وقت قريب وتحديدا في الاسبوع الجاري.
وفي هذا الاطار، أشار سياسيون معنيون بالجولة الجديدة من المشاورات والاتصالات لصحيفة "النهار" الى ان المعطيات المتوافرة عن الاتصالات تفيد أنها لم تحسم بعد القواعد الاساسية للتركيبة الحكومية سواء من حيث عدد أعضائها ام توزيع القوى المشاركة فيها بما يبقي الشكوك ماثلة في امكان ولادتها في وقت سريع.
فقد أكدت في هذا المجال مصادر وزارية في "تكتل التغيير والاصلاح" لـ"النهار" ان لا جديد بالنسبة الى تأليف الحكومة قريبا، وقالت ان الامور لا تزال تراوح مكانها في حلقة الجمود.
وعليه، أجرى الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي في الساعات الأخيرة سلسلة اتصالات بعيدة عن الاضواء شملت كلاً من الوزير محمد الصفدي، المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، وينتظر ان تتوّج بلقاء بينه وبين رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون، لم يحدد موعده، ولكنه وصف بالحاسم على صعيد حسم موعد إعلان الوزارة التي بات مرجحاً أن تتألف من 24 وزيراً.
والتقى رئيس تكتل "النضال الوطني" وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، مساء أمس الاثنين، وزير الطاقة جبران باسيل موفداً من العماد عون، وتمحور البحث حول تفعيل علاقة التنسيق بين الحزب التقدمي و"التيار الوطني الحر" حيث تمّ الاتفاق على ترجمة ذلك بخطوات عملية وبفاعلية وفي وقت قريب جداً" على حد تعبير جنبلاط.
في هذا السياق، كشف مصدر مواكب لمسار تأليف الحكومة لصحيفة "الشرق الاوسط" عن "صيغة قيد التداول لحكومة ثلاثينية مقسمة بحسب الأحجام والأوزان على الأكثرية الجديدة، بحيث تكون حصة تكتل "التغيير والإصلاح" 11 وزيرا، شرط أن يتخلى عون عن التمسك بحقيبة الداخلية لصالح شخصية مستقلة تحظى بقبول الجميع، وينال التيار "الوطني الحر" 6 وزراء: اثنان للنائب سليمان فرنجية، واثنان للأرمن "واحد طاشناق والآخر يقترحه عون ويحظى بقبول ميقاتي" ووزير للنائب طلال أرسلان، أما بري فله 4 وزراء "3 شيعة وكاثوليكي" وحزب الله 3 وزراء، في حين تكون حصة رئيس الجمهورية 3 وزراء و6 لميقاتي و3 للنائب جنبلاط".
وردا على سؤال عما إذا كان الثلث المعطل في هذه التركيبة بات في عهدة تكتل عون، أم ثلاثي "سليمان - ميقاتي - جنبلاط"، اشار المصدر الى انه "في ظل حكومة متجانسة لا حاجة للحديث عن ثلث معطل، خصوصا أن الأكثرية الجديدة تعتبر الحكومة حكومتها، وهي بالتأكيد لن تبادر إلى تعطيلها أو إسقاطها، كما كان حال حكومة سعد الحريري، وما دام كل فريق أخذ فيها بقدر حجمه وتمثيله".
ونقلت صحيفة"المستقبل" عن زوّار رئيس الجمهورية ميشال سليمان القول "إن الرئيس ينتظر مشاورات رئيس الحكومة المكلف نجيب للبناء على الشيء مقتضاه"، وأوضحوا أن "البحث مع ميقاتي لم يصل إلى التفاصيل بعد بانتظار إنهاء مشاوراته".
وكشف الزوّار أن الرئيس سليمان "ما زال متمسكاً بثوابته بشأن الحكومة، وأهمها أنه لن يوقّع على مراسيم تشكيل حكومة من لون واحد".
ورأت اوساطا حزبية في قوى 8 آذار ان العقبات التي تعترض تأليف الحكومة وإن يكن بعضها داخليا ويتمحور على الحصص الوزارية لقوى الاكثرية الجديدة، الا انها ترتبط بالتوقيت الخارجي الذي لم يحن بعد على رغم الحديث عن الاسراع في التأليف بعد مهرجان قوى 14 آذار.
ولم تغفل الاوساط، بحسب ما نقلت عنها صحيفة "النهار"، ان القوى الخارجية وفي مقدمها سوريا لم تتدخل بعد لتذليل العقبات الداخلية، فضلا عن ان "حزب الله" القادر على اقناع بعض حلفائه بتسهيل عملية تأليف الحكومة يأخذ في الاعتبار التمهل الخارجي والمتغيرات الاقليمية من تونس الى مصر الى البحرين. وعزت هذه الاوساط التريث في التأليف الى ضرورة توضيح رؤية الحكومة العتيدة حيال عدد من المسائل الاساسية والدور الذي ستضطلع به في معالجتها ومواجهتها.
في المقابل، رأى ركن في قوى 14 آذار أن "الفريق الخصم سيصبح في وضع سيئ اذا لم تتألف الحكومة خلال أسبوع".
وتوقع ان يحاول الرئيس ميقاتي "الإفادة من مشهد التجمع الشعبي الكبير في ساحة الشهداء أول من امس للضغط في اتجاه تشكيل حكومة أقرب الى التكنوقراط"، كما توقع ان يلح عليه فريق 8 آذار للتعجيل في عملية التأليف "لأن ما حصل يوم الأحد موقف شعبي وسياسي صارخ من السلاح لا يملك الفريق الآخر رداً عليه سوى تأليف الحكومة"، مشيراً الى أن "مشهد الحشد الضخم كان مفاجئاً لهم ولنا أيضاً".
واعتبرت المصادر نفسها من جهة أخرى ان ما يتردد عن عزم الرئيس ميقاتي على تكرار صيغة "الجيش والشعب والمقاومة" الموجودة في بيان حكومة الرئيس الحريري "يلزمه أخذ ما ورد في البيان نفسه لجهة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أما في حال حصول اجتزاء فان ذلك ستكون له تداعيات لا يمكن أن يتحملها الرئيس ميقاتي وحلفاؤه". وأضافت "أن الحديث عن ترحيل ملف المحكمة الى طاولة الحوار لا يمكن أن يمر باعتبار أن الملف الذي لا يزال مطروحاً على الطاولة هو الاستراتيجية الدفاعية ولا شيء آخر سواه".