جنبلاط: "حزب الله" يسهل لميقاتي تشكيل الحكومة والأميركي يضغط عليه

Read this story in English

اكّد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ان "الخطاب السياسي بلغ مراحل قصوى من التوتر لا بدّ من تخفيفها".

وعبّر جنبلاط لصحيفة "السفير" عن "حالة القلق نتيجة هذا الخطاب المتوتر وخطورة انعكاساته على الشارع".

وابدى جنبلاط رضاه "عما تحقق حتى الآن من خلق حالة استرخاء لدى الشباب وتصحيح البوصلة"، مشيراً الى انه لقد "تعبت كثيرا من العام 2009، لكني حققت تقدما كبيرا والآن انا مرتاح نسبيا، لا زلنا بحاجة الى مزيد من العمل ربما، لكن القواعد الشبابية تفهمت ان حدة الخطاب السياسي لا توصل الى مكان".

واضاف جنبلاط انه "في اللقاء الذي حصل مع قواعد منظمة الشباب التقدمي أول من أمس الاربعاء، ركزت مقاربتي عل موضوع السلاح بشكل عام، وخطورة استخدامه من قبل كل الاطراف السياسية اللبنانية منذ الثمانينيات حتى الآن، وشرحت بالتفصيل ما جرى في الاقتتال بين "الحزب التقدمي" و"المرابطون"، وبين "الحزب التقدمي" و"حركة امل"، وبين "حزب الله" وحركة "امل"، وكذلك الاقتتال الذي جرى في ما كان يسمى المناطق الشرقية بين "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"حزب الاحرار" ومجازر الصفرا وغيرها، وبين قوات العماد ميشال عون و"القوات"، وكل هذه المعارك الداخلية كانت مؤلمة، وقد بيّنت لهم مخاطرها على كل الاطراف، لأصل الى طرح سؤال مفاده ان مقاربة موضوع سلاح "حزب الله " بالشكل الذي يُطرح فيه الآن الى اين ستؤدي؟"

ويردّ جنبلاط على كلامه بالتساؤل، "هل يقولون لي كيف سيصل كل هذا التحريض القائم حول سلاح المقاومة الى حل او نتيجة؟ واي افق لهذا الجو السياسي التحريضي القائم والذي يتخذ منحى مذهبيا احيانا، سوى زيادة حالة الاحتقان، بينما الفتنة الاميركية تضرب كل المنطقة؟ هل يرى سعد الحريري او سواه حلا لموضوع السلاح غير الحوار الهادئ الواقعي المنطقي الذي يوصل الى نتيجة لا تجعل لبنان ضعيفا امام اطماع اسرائيل ومخاطرها على لبنان؟"

واكّد جنبلاط ان "ما يحول دون الحوار هو الضغط الاميركي". وركّز على دور "دور جيف" اي مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان، في التحريض على رفض اي حلول او تسويات تؤدي الى حل الامور في لبنان لا سيما حول موضوع سلاح المقاومة".

وشدّد على ان الاميركيين "افشلوا اتفاق سوريا والسعودية على كل المسائل الخلافية التي كانت قائمة، من شهود الزور الى المحكمة الدولية والقرار الاتهامي المرتقب، وصولا الى موضوع السلاح، وضغطوا على السعودية لسحب يدها من الموضوع، اضافة الى وجود بعض القوى والشخصيات حول سعد الحريري التي لا تريد له ان يرتاح ويتوصل الى اتفاقات مع الآخرين (إشارة بصورة خاصة الى سمير جعجع).

وربط جنبلاط بين الدور الاميركي في إفشال "اتفاق س- س" وبين تأخير تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي".

واوضح جنبلاط ان "الضغط الاميركي قوي على ميقاتي لمنع تشكيل حكومة لا يرضى عنها الاميركيون في الشكل وفي التوجه السياسي".

واضاف انه "لا بدّ لميقاتي من ان يُقدم ويستعجل في تشكيل الحكومة وفق التوازنات المطلوبة، فالضغط الاميركي لن يتوقف، لذلك لا نجد مبررا كبيرا للتأخير في تشكيل الحكومة، لكن على الاطراف الاخرى ان تساعد الرئيس ميقاتي وتسهل له مهمته".

في المقابل، اكّد جنبلاط لـ"السفير" ان "حزب الله" سيسهل لميقاتي تشكيل الحكومة ولن يضغط عليه في موضوع المحكمة الدولية، ولن يطلب منه ما يحرجه في هذا الامر".

وكشف جنبلاط عن علمه ان "القيادة السعودية سألت بعض زوارها من شخصيات رسمية لبنانية مؤخرا، عن اسباب التأخير، وهي تشجع الرئيس ميقاتي على تشكيل حكومته".

وطالب جنبلاط "الاطراف الاخرى تليين مواقفها كثيرا، وألاّ تُحرج ميقاتي و"حزب الله" اكثر بمواقفها وبسقفها العالي، وتسهم احيانا في تجييش الجمهور السني الى جانب الحريري".

واشار الى انه على "حزب الله" ان يبادر ويقترب اكثر من كل الاطراف لمناقشة كل الامور في العمق وبالتفصيل لأنه احيانا يبتعد عن حلفاء له، وربما لديه اسبابه لكن يجب ان يناقشها معهم".

اما في ما يتعلق بالوضع الاقليمي، يرى جنبلاط "انه خلافا لمقولة البعض ان الاميركي يخسر ويتراجع في المنطقة، فالاميركي يريح نفسه في العراق وأفغانستان، وهو على وشك الانسحاب منهما، وها هو ينقض على الثورات التي اندلعت في بعض الدول العربية ليقطف منها ما يناسب مصالحه ويرتب اوضاعه فيها، والاميركي لا زال يملك اوراقاً للعبث في اكثر من منطقة، والدليل الضغط الذي يمارسه في لبنان ويعطل الحلول".

وختم جنبلاك بضرورة "ايجاد مقاربات هادئة لكل الامور المطروحة في لبنان، وأولها موضوعا السلاح والمحكمة، لكنه يسأل ماذا نفعل للحاقدين الذين لا يتبصرون بحقائق الامور وبمخاطر ما يفعلون بسبب حقدهم؟"

التعليقات 0