ميقاتي يدعو الى تقارب الأطراف: سأستقيل إذا توصلنا الى اتفاق عبر الحوار

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن الحوار ضروري جدا "كي نخفف من التناقضات والفوارق بين وجهات النظر"، مشيرا إلى أنه قد يتم بحث "السلاح في المدن، خصوصا مسألة من الذي يملك قرار الحرب والسلم".

ورأى ميقاتي في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية الاثنين أن "الحوار ضروري جدا، فالحوار لم يدع إليه إلا للتوافق بين آراء مختلفة، لا بين رأيين متقاربين، ولهذا يجب أن نجلس سوية لكي نقرب ونتقارب أكثر فأكثر".

الى ذلك، أوضح رئيس الحكومة أنه "في حلقات الحوار الماضية كان الجميع يقر بوجود السلاح الموجه ضد العدو الإسرائيلي، وهذا أمر طبيعي، ولكن صار السلاح في المدن، وهذا ما أعتقد أنه سيتم بحثه".

وفي هذا السياق، نقل ميقاتي عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قوله في دعوته للحوار عن موضوع السلاح "سننظر كيف؟ ولماذا؟ ومتى يستعمل هذا السلاح؟ فهذه الأسئلة مشروعة، والإجابة عنها مشروعة، ولنرى أين سنصل بين مختلف الأطراف اللبنانية على نقطة صواب".

وتنعقد طاولة هيئة الحوار الوطني عند الساعة 11 من قبل ظهر الاثنين في القصر الرئاسي في بعبدا بدعوة من الرئيس سليمان. في ما رفضت "القوات اللبنانية" المشاركة، غير أن بعض أطراف "14 آذار" ستشارك في الحوار. وقد طالبت هذه القوى بعقد طاولة حوار لبحث سلاح "حزب الله" حصرا وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية.

أما عن السلاح الفلسطيني، فأكد ميقاتي لـ"عكاظ" "نحن في مباحثات دائمة مع السلطات الفلسطينية بشأنه، وأقولها بصراحة إنها متجاوبة جدا مع أي مطلب لبناني، وسوف نبحث بالتفصيل ما هو المطلوب القيام به من قبل السلطات الفلسطينية".

كما أعرب عن اعتقاده أن السلطات الفلسطينية "ستكون متجاوبة مع المطالب اللبنانية، وقد بحثت ذلك مرارا مع مختلف الفصائل الفلسطينية".

في مجال آخر، تطرق ميقاتي الى الدعوة الى استقالة الحكومة وقال إن "الموضوع ليس موضوع حكومة، إنما موضوع دولة، فإذا اتفقنا في الحوار على بناء دولة حقيقية، وأن من ضمن الأمور المطروحة لتسهيل هذا الأمر هو تكليف حكومة جديدة فلا أعتقد أن أحدا يتقاعس في القيام بتغيير الحكومة".

وتابع "أما اليوم فالتغيير إلى المجهول هذا أمر مرفوض، لأنه إذا كان لديك مريض مصاب بالحمى، ودرجة حرارته عالية جدا، هل تقوم بإجراء عملية جراحية له؟ طبعا تنتظر لتنخفض هذه الحرارة وتستقر صحته العامة ثم تقوم بالعملية الجراحية".

أما عن دعوة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الحكومة الى الاستقالة، فرد ميقاتي أن مكاري "ركن من أركان المعارضة، فأنا أحترم الرأي عندما يصدر من شخص في فريق آخر، حتى وإن طالبني بالاستقالة، فهذا الأمر طبيعي".

وأردف "كل يوم تردنا مطالبات بالاستقالة، بل طالبونا بألا نشكل الحكومة، وبالاستقالة في أول يوم بعد التشكيل، ولكن هذه مسؤولية وطنية نتحملها وسط هذه الظروف الصعبة والصعبة جدا، من أجل المحافظة على لبنان والمحافظة على وحدة هذا الوطن".

ولكن ميقاتي أكد أنه "إذا توصلنا إلى اتفاق طبعا سأستقيل، ولكن بالحوار، فأنا لن أستقيل الآن، بل سأستقيل عندما أكون مطمئنا لمستقبل لبنان".