نصرالله يعلن مد يد المساعدة للشعوب العربية:المقاومة مستمرة بالتسلح وضجيج السلاح لن يؤثر فيها
Read this story in Englishفي احتفال التضامني مع انتفاضات الشعوب في تونس ومصر والبحرين وليبيا واليمن الذي نظمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية مساء السبت توجه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إلى الشعوب العربية قائلاً:"نحن معكم ونشد على أيديكم ونحن حاضرون لنمد يد العون والمساعدة في كل ما تقتضيه المساعدة أن نكون إلى جانبكم".
ووجه نصرالله نداء من "لبنان المقاومة المحررة والمنتصرة لهذه الشعوب أن الخيار الوحيد هو الثبوت والصبر وأن تكونوا على ثقة من نصر الله وعونه لكم إن صبرتم وبقيتم في ساحات الجهاد".
وحذر من "اللعبة الأميركية لدفع الأمور في أكثر من بلد إلى تقسيم هنا وحرب أهلية مفتوحة هناك" معتبرا أن هذا "ما يخدم المشاريع الأميركية البديلة للمنطقة".
وإذ دعا الدول العربية أت تبقى العيون "باتجاه فلسطين طالما أنها تدعم إسرائيل فأميركا كاذبة في كل ادعاءاتها حول حقوق الإنسان" شدد على أننا "يمكن أن نعيد النظر في سياسة الولايات المتحدة الاميركية عندما يتغير موقفها من فلسطين".
وتحدث الأمين العام لحزب الله عن الثورات في كل من الدول العربية فدعا شعوب تونس ومصر إلى التوحد "لأن الإنقسام قد يؤدي إلى إعدة إنتاج الأنظمة الحاكمة خصوصا في مصر بما لها من تأثير كبير في العالم العربي قائلاً:"إخواننا في مصر محط آمالنا جميعا".
وعن ليبيا وإذ شدد على أنه "ليس أمام الثائرين في ليبيا سوى الصمود" حذرهم من أن"التدخل العسكري الأجنبي فيها قد يأخذها إلى لعبة الأمم لذا ندعو الثوار فيها إلى الإنتباه".
وإذ رفض السكوت عما "يجري في اليمن من قتل للمتظاهرين وإضطهاد" توجه بالتحية إلى جميع شعوب الدول العربية من "لبنان المقاومة".
واستفاض نصرالله في الحديث عن البحرين "بسبب حساسية الوضع هناك كما قال" فلاحظ في هذا الصدد أن جامعة الدول العربية لم تحرك ساكنا أمام النموذج الليبي حيث شعب يقتل ويقصف بالدبابات، لم ترسل جيشا للدفاع عن المدن الليبية وهو شعب يقتل أما في البحرين أرسلوا الجيوش للدفاع عن نظام أصلا غير مهدد بالسقوط".
وإذ جزم أن المعارضة البحرينية "هي سلمية بحتة لم تكسر زجاجا ولم تعتد على أحد" أبدى اعتقاده أن "المظلومية هي محاصرة الدماء بحصار الطائفية".
وعليه سأل الأمين العام لحزب الله:" لماذا السكوت عن الظلم اللاحق بهم؟ لماذا؟ بل لماذا يتم إدانة التحرك واتهام الجرحى؟ ما هو الفرق بين نظام آل خليفة في البحرين وآل القذافي ومبارك؟" متابعا:"هذه الأنظمة كلها تابعة وخاضعة؟".
وتوجه إلى المعارضين البحرينيين قائلاً:"لا تحزنوا من فتاوى الطائفيين لأن هنالك أصوات كبيرة من أهل السنة يقفون إلى جانبكم".
وتابع:"اثبتوا في الدفاع عن حقوقكم، لديكم قيادة حكيمة وشجاعة فاسمعوا لها إن دماءكم وجراحكم ستهزم الطاغين وما أنتم عليه اليوم يستحق الشهادة وإن طالت المدة".
إلى ذلك رأى أن "النداء هو وجوب أن يتحمل الحكام العرب والنخب لإيجاد الحلول المناسبة مما يؤدي لحفظ الوحدة وحقن الدماء وتحقيق طلبات الشعوب".
وتوجه بثقة إلى الشعب العربي:"ربيعكم بدأ ولن يوقفه شيء ولن ينقلكم أحد لخريف آخر، ستنصرون وننتصر ان شاء الله".
وبالإنتقال إلى الوضع اللبناني، علق على المظاهرة التي نظمت الأحد الماضي وعن الكلام حول سلاح حزب الله:" شهدنا دعوة تحت شعار إسقاط السلاح ومازالت مستمرة بأشكال مختلفة وقيل في هذا كل ما يمكن أن يقال، واستخدمت وسائل إعلام مختلفة حتى الرسوم المتحركة حتى سمبا وموفاسة".
في الشكل أراد نصرالله أن يقول الآتي:"كل ما قالوا وسمعناه، والمهرجانات والخطابات، دون أن يحصل أي أذى أو ضربة كف هو دليل على كذب الإدعاء وعلى ألا مسدس في رأس أحد ولا رشاش في وجه أحد".
كذلك كشف أن "قوى الأكثرية الجديدة كانوا شركاء فعليين طوال الليل والنهار لحماية من يشتم المقاومة ومن يعتدي عليها".
أما في المضمون فقال:"ليس لدينا ما نناقش حوله، وموضوع المقاومة لا يعالج بالتحريض فنحن لا نخاف من الحوار".
وأشار إلى أن كل "الضجيج لن يؤثر شيئا على أداء المقامة فهي مستمرة في التدريب والتسليح والتنظيم ورفع مستواها والتعاون في المعادلة الذهبية وآخر نتائجه اكتشاف المنظومة التجسسية في جنوب لبنان".
وأعطى الفريق الآخر بالقول:"عندما تقرر أي حكومة لبنانية أنها ستحفر في البحر في الجنوب بحثا عن النفط وتهددها إسرائيل لن تجد سوى هذه المقاومة لحفظ حق لبنان".
وأضاف ساخرا غامزا من قناة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري:"كيف سندافع عن حق لبنان في النفط والغاز؟ بالشعر والقصائد والكرافات؟ يومذاك فلنرى الجاكيت".
إلا أن نصرالله عاد واعتبر أن "هدف الحملة التي شنت هي زج المقاومة في سجال" مشددا:"نحن أخذنا على عاتقنا عدم الدخول في ذلك".
كذلك دعا أعصاره إلى عدم الإنجرار إلى "الإستفزاز ففيه يتم الذهاب أيضا إلى المجال الطائفي" مذكرا أنه "دائما هنالك من يضع نصب عينيه الفتنة السنية الشيعية".
وأضاف:"كانوا يأملون من خلال القرار الظالم والمحكمة الدولية جر لبنان لهذه الفتنة، ونعتبر أن القرار الظني صدر وليس له أي قيمة ولن تحصل أي فتنة سنية شيعية في لبنان".
إلى ذلك طمأن أن "المقاومة بخير وسلاحها بخير وجمهورها بخير وعيون المقاومة وسلاحها دائما وأبدا موجها إلى العدو ولكن "ما حدا يتحركش فيها".
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى وثائق "ويكيلكس" التي تنشرها صحيفة "الأخبار" فرأى أنها تترجم حجم الآمال المعقودة على حرب تموز وحجم الخيبات من انتصار آب".
وقسم هذه الوثائق إلى قسمين "القسم الأول هو نقلا عن فيلتمان وسيسون الذين نقلا آمال البعض ومشاعرهم، وفي هذا القسم أيضاً إذا قال أي سياسي أن هذا الكلام غير صحيح نحن سنقبل ذلك".
وتكلم عن القسم الثاني بالقول:"القسم الثاني ليس تحليلا بل هو مجموعة طلبات من احتلال بنت جبيل أو تدمير جزب الله أو ألا تتوقف الحرب إلا بشروط" واصفا هذه الطلبات بـ"التحريض".
وأضاف:"هنالك من يحرض عدو لبنان على قتل وقصف وتدمير لبنان وجزء من شعب لبنان وجزء من مقاومته وجيشه".
واعتبر أن "من أجرى مراجعة لمواقفها وأعلنت وقوفها إلى جانب المقاومة وهناك قسم آخر ما زال يقول ويمارس ما قاله في الويكيليكس كان يحرض ويدعو لتدمير لبنان ويتآمر مع المقاومة ولا زال يقوم بذلك".
وعليه أعلن نصرالله "أننا سنكون ملفا قضائيا ولن نقوم بمظاهرات" مكملا:"هل بنت جبيل وعيتا والناس الذين قصفوا، خصوصا عندما يقول أحدهم: اقتلوهم في حرب تموز، في الـ2006 كان لدينا معلومات من هذا النوع ولم نفضحها".
وإذ جدد القول "أننا سنتصرف بكل حضارية ونتابع الموضوع على مستوى القضاء" بدا حازما وبكل الجدية في هذا الموضوع حين قال:"سيفتح ملف ثان كملف شهود الزور في لبنان".
وبالنسبة إلى الملف الحكومة شدد على أن "هنالك ضغوط لتشكيل الحكومة منذ إعلان المعارضة أنها لن تشارك من قبل سفراء، يطالبون عدم تشكل حكومة من لون واحد".
وأكد أن "الموضوع ليس موضوع عقد داخلية، في الأكثرية الجديدة طلبات محقة وفي تشكيل أي حكومة الأمور تجري في هذه الطريقة" مستنتجا :"المسألة ليست فقط هذه، هذه العقد الداخلي منها طبيعي والخارجي منها غير طبيعي".
وختم في الموضوع الحكومة بالقول:"إن شاء الله ستعمل الأكثرية الجديدة على تشكيل الحكومة وستشكل برئاسة ميقاتي وهذا تحدي سياسي يجب أن نتحمله جميعا في الأكثرية".
هذا ونظمت قوى 14 آذار مظاهرة حاشدة في ساحة الشهداء يوم الأحد الفائت تحت عنوان رفض وصاية السلاح. وشدد الحريري حينها على انه "من المستحيل أن ان يبقى السلاح لعبة ترمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم، وان يبقى السلاح مرفوعاً في وجه إرادة الشعب الديمقراطية وفي وجه الحقيقة والحق".
كما أعلن جعجع "ثورة أرز ثانية لا ترتاح ولا تستكين إلا بعد زوال الدويلة وقيام الدولة" في إشارة إلى حزب الله طبعا.
وقد سقطت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 كانون الثاني بضغط من قوى 8 آذار على خلفية انقسام حاد حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وتتهم قوى 14 آذار حزب الله ب"تنفيذ انقلاب" عن طريق ترهيب عدد من النواب لدفعهم الى تغيير مواقعهم، ما نقل الاكثرية النيابية الى حزب الله وحلفائه بعد سقوط الحكومة بحسب رأيهم.
هذا فيما يرى حزب الله أكثر من مرة على لسان أمينه العام أن المحكمة أداة إسرائيلية وماضية في اتهام حزب الله زورا لتحقيق مكسبا إسرائيليا وهو إحداث فتنة سنية شيعية في لبنان.