ميقاتي يتمسك بسياسة النأي بالنفس: حريصون على دعم الجيش ماديا ومعنويا

شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على تمسك حكومته بسياسة النأي بالنفس التي تتبعها، وأكد حرص الجميع على دعم الجيش اللبناني مادياً ومعنوياً.

وزار ميقاتي وزارة الدفاع الثلاثاء لنقل الموقف الصادر عن "هيئة الحوار الوطني"، وبالاجماع عن ضرورة دعم الجيش اللبناني مادياً ومعنوياً، كونه "المؤسسة الضامنة للسلم الاهلي والمجسدة للوحدة الوطنية".

وأشار الى ان الحوار، الذي عقد جلسة الاثنين في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، "يبقى الخيار الوحيد للاتفاق بين اللبنانيين على المواضيع التي تتباين وجهات نظرهم حيالها ، وواجب الجميع تسهيل استمرار هذا الحوار مهما كانت الظروف".

وأوضح ميقاتي أن "التجربة اللبنانية في الحوار والاتفاق التي اثمرت اتفاق الطائف الذي نتمسك بتطبيقه كاملاً، تشكل نموذجاً يُحتذى، ذلك ان العنف مهما اشتد وتنوّع، لن يقدم حلولاً مستدامة، بل يؤسس لمزيد من تدمير الذات".

من جانب آخر، وعن موقف لبنان مما يجري في سوريا، تمنى ميقاتي "لسوريا وشعبها ما نتمناه لوطننا من استقرار وازدهار وامان، ولن نمكّن احداً من استدراجنا الى تبديل موقفنا بالنأي بالنفس".

وتابع "كما لن تؤثر الضغوط التي يمكن ان تمارس علينا ، سياسياً وامنياً واقتصادياً في دفعنا الى مواقف وخطوات تتناقض مع قناعاتنا وما يجتمع اللبنانيون حوله من ثوابت".

وأكد ميقاتي من وزارة الدفاع على اهمية "المحافظة على الاستقرار في الجنوب من خلال تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته ، لأن هذا الاستقرار هو دائما الهاجس الذي لا يجوز ان ننشغل عنه لانه مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط".

ولفت ميقاتي الى "ضرورة المحافظة على وحدتنا الداخلية والتضامن في ما بيننا والتصدي ، مجتمعين ، لأي تصرف من شأنه ضرب الاستقرار واحداث فتن".

ودعا الى الحفاظ على لبنان "مساحة للالتقاء وواحة للحرية والديموقراطية، والمكان الطبيعي للتفاعل الثقافي والحضاري، وللتخاطب الراقي وتبادل الاراء على تنوعها".

وقال ان من "مهام الجيش المحافظة على هذه الصورة التي للبنان في اذهان الجميع ما جعله نموذجا يُحتذى به في ممارسة الديموقراطية بكل مفاهيمها ووجوهها".

وفي استقبال ميقاتي، كانت كلمة لقائد الجيش العماد جان قهوجي، قال فيها ان زيارة ميقاتي الى وزارة الدفاع الاثنين "تعبر في خلاصة الأمر عن عمق محبتكم للمؤسسة العسكرية، وثقتكم بدورها الوطني الطليعي، لا سيما في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن".

وقال "اننا ندرك تماماً حجم التحديات والمصاعب التي تواجهها البلاد، سواء على الصعيد الداخلي، أم على صعيد انعكاس الأزمات الخارجية على لبنان، مشيراً الى أن ذلك "يتمثل بوجوب الحرص على التوازنات اللبنانية الدقيقة، والتي تفترض من القيّمين على الدولة، التعاطي معها بكثير من الحكمة والوعي والمسؤولية، لأن أي مساس بها قد يعرّض مسيرة السلم الأهلي، والوحدة الوطنية لأخطار جسيمة لا تحمد عقباها".

وتعهّد قهوجي "الحفاظ على مكتسبات الوطن التي تحققت بدماء أبنائه وعرقهم وتعبهم، وسعياً إلى النأي بلبنان عن أحداث الخارج، وهي السياسة الحكيمة التي انتهجتم من موقع حرصكم على ركائز الميثاق الوطني".

وتوجه الى ميقاتي، قائلاً "كونوا على ثقة تامة بأنّ الجيش سيبقى تحت سقف القانون، ولن يعمل إلاّ في إطار توجيهات رئيس البلاد وقرارات حكومتكم الموقرة وصلاحياته المنصوص عنها في القانون".

وأكد أن "الجيش هو من صلب هذا الشعب، ويعمل في خدمة جميع أبنائه من دون أي تفرقة أو تمييز".

وأكد "استعدادنا للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل لبنان"، مضيفاً "سنتمكن من اجتياز هذه المرحلة الحرجة بأقلّ الأضرار الممكنة، ونعبر بوطننا الحبيب إلى شاطئ الأمن والسلام".