الموسوي: هدف الفريق الآخر منع ميقاتي من تأليف الحكومة
Read this story in Englishاكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي انه ثمة نهجين يقسمان البلد، أحدهما أثبت بالملموس والعلن والناتج أنه تمكن من إنقاذ لبنان في أكثر من موقع، فيما النهج الآخر بات واضح الأهداف إذ يريد رهن سيادة لبنان واستقراره وقراره لقوى خارجية سواء عبر التواصل مع السفراء الأجانب في لبنان أو عبر إجراءات دولية بات في طليعتها ما يسمى المحكمة الدولية التي تكاد تتحول إلى مفوض سام يشترط في تعيين وتسمية الرؤساء والوزراء ومن يكون منسجما مع طلبات هذه المحكمة وإجراءاته".
واوضح الموسوي ان "ما يصرح به أكثر من مسؤول غربي بأن الحكم على الحكومة أو الوزير أو الرئيس سيتم انطلاقا من موقفه من هذه المحكمة (الدولية الخاصة بإغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري).
واضاف أنه "ثمّة من يشكل في لبنان امتدادا لهذا الموقف بحيث نصل بالفعل إلى وضع تتحول فيه المحكمة إلى حاكم سياسي وأمني للبنان، وهذا الحاكم لا يتوخى بطبيعة الحال تحقيق المصالح الوطنية بل تحقيق المصالح الاجنبية الغربية وفي طليعتها حماية أمن إسرائيل".
وشدّد الموسوي على ان "النهج الذي يعتمده الفريق الخارجي يؤدي إلى إفقاد لبنان سيادته بحيث تصبح الدولة خاضعة للسفير الغربي أو ما يسمى المحكمة الدولية".
وذكر الموسوي ان "ما ينشر من برقيات أرسلها السفير الأميركي السابق في لبنان وما تتضمنه من حقائق المواقف التي يتبناها هو والفريق الآخر" وان هذه "البرقيات تظهر بوضوح تصرّف المتحدثين اللبنانيين كمخبرين يقدمون المعطيات أو كباحثين عن وظيفة سياسية تقوم على مقايضة التزام الجهة الدولية وهي الولايات المتحدة الأميركية بتقديم الدعم لبقائهم في السلطة خدمة لمصالحهم الخاصة مقابل أن يلتزم هؤلاء بأداء مهمة حماية إسرائيل من خلال المشاغبة على المقاومة التي تشكل تهديدا للأمن الإسرائيلي".
واشار الى ان "أصحاب هذا النهج تسببوا على المستوى الداخلي بإيصال البلاد إلى مستوى من التفكيك المذهبي والطائفي لم يشهده الوطن من قبل، وهو نهج يؤدي إلى ضرب الوحدة الوطنية وإثارة الفتن، أما على المستوى السياسي والإداري والمالي والإعماري فقد قامت سياسات هذا الفريق على أدوات فاسدة خدمة لأغراضهم الخاصة بحيث تحولت موارد الدولة إلى شركات خاصة، بل إنه جرى نهب حقوق المواطنين اللبنانيين وهو ما تسبب في تقليص مساحة الدولة وبالتالي إسقاط هذه الدولة".
واوضح أن هذا "الأمر تؤكّده وقائع ما جرى من مساعٍ لتفكيك الوحدة الوطنية واستشراء للفساد في الإدارات، وهو ما يعني أن نهج هذا الفريق هو نهج إسقاط الدولة بل إسقاط نهج الوطن".
ورأى أن "الهدف الفعلي للحملة الحالية التي يشنها الفريق الآخر هو خلع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ودفعه إلى الخروج من عملية تأليف الحكومة".
واكّد الموسوي أنه "من أجل ذلك تجري محاولات إثارة الفتنة فيما تمارس دول كبرى وعلى رأسها الإدارة الأميركية ضغوطا مباشرة من أجل منع تشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس ميقاتي ويتم استخدام تهديدات متنوعة مالية وأمنية وسياسية معروفة لهذه الغاية".
واعرب الموسوي عن أن "نهج الفريق الآخر لا يعتقد كذلك في وجدانه وتفكيره بأن إسرائيل عدوة للبنان وأنها تشكل تهديدا له، بل إن بعض هذا الفريق طرح على طاولة الحوار ما يفهم منه أن لبنان هو من يشكل تهديدا لإسرائيل، وهو بطبيعة الحال لا يعتقد بالتالي بأن على لبنان أن يكون مؤهلا لمواجهة العدوان ولذلك هو لا يفكر في كيفية أن يكون البلد محصنا في مواجهة الجار كما يسميه هذا النهج الذي يؤدي الى تشريع الأبواب اللبنانية أمام الغزو الإسرائيلي والاستجابة لكل الطلبات الاسرائيلية بما يهدد الثروات الطبيعية للبنان فضلا عن سيادته واستقلاله ودوره".
واشار الموسوي إلى أن "النهج المقابل للفريق الآخر وضع على الدوام نصب عينيه العمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، ولذلك شرع بإجراء حوارات مع كل القوى السياسية في لبنان أدت إلى إبرام تفاهمات شتى مع هذا الطرف أو ذاك، وفي طليعة هذه التفاهمات ذاك الذي أبرم مع شريك أساسي في الوطن هو التيار الوطني الحر"، مؤكدا أن هذا النهج لم يوصد باب الحوار في وجه أحد في لبنان بل شرعه على القوى السياسية اللبنانية ما عدا القوى العسكرية السياسية التي نشأت في أحضان العدو الإسرائيلي وتلقت منه التدريب والدعم والرعاية".
وشدّد الموسوي على ان "المقاومة تمكّنت أيضا من الوصول إلى وضع قتالي تسليحي يؤمن حصانة لبنان بعيدا عن أوهام الحصانة عبر تحالفات دولية لا تؤتي أكلها".
واوضح ان "نهجها يسعى إلى بنيان وبلورة الدولة العادلة القوية وتكريس هذا المفهوم عمليا، وهي تحقق اليوم المزيد من الانتصارات بعدما كان رهان الفريق الآخر على عدوان تموز وعلى حرب جديدة أكثر تدميرا تشنها إسرائيل على لبنان تؤدي إلى استئصال المقاومة وتركيع شعبها".
ولفت الموسوي الى ان "سقوط حلم وخيار ورهان هذا الفريق لأن المقاومة وبالرغم من كل العراقيل تمكنت من إعادة بناء قدراتها القتالية أربعة أضعاف وفقا للتقديرات الإسرائيلية".
وختم بأن "الفريق الآخر راهن كذلك على استخدام السلطة من أجل إعاقة المقاومة وإضعافها والقضاء عليها ففقد السلطة ولم يعد أمامه إلا استخدام أمر واحد هو إثارة الفتنة وصولا إلى إسقاط رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي".