مشاورات مكثّفة بين الاكثرية الجديدة... مسودة حكومية سياسية مطعّمة بذوي كفايات
Read this story in Englishتسارعت الاتصالات بين الأطراف السياسية المعنية بتأليف الحكومة العتيدة في محاولة جديدة للخروج من الجمود الذي حال دون ولادتها.
وإستقبل رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي، وعرض معه التطورات الراهنة، وتم التأكيد حسب بيان المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي "على متانة العلاقة الوطيدة بينهما، والتي لن تؤثر فيها محاولات التشويش عليها بهدف الاستثمار السياسي في محاولات تعكير صفوها".
وكان ميقاتي قد أجرى عصر امس الاثنين مشاورات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، ثم انتقل الى عين التينة لاستكمال البحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وناقش معهما ـ كما قالت أوساط ميقاتي لصحيفة "السفير" ـ صيغة لحكومة يؤمل أن ترضي جميع الاطراف المعنية، مؤكدة ان الأمور تتقدم، "لكن لا شيء نهائياً بعد".
وفي هذا الاطار، أفادت صحيفة "النهار" ان أجواء الرئيس سليمان "إيجابية"، وتمحور البحث بينه وبين ميقاتي على مسودة حكومية سياسية مطعّمة بذوي كفايات وسط معطيات ايجابية، لكنها تنتظر مشاورات مكثّفة مع جميع اطراف الاكثرية الجديدة. وفهم ان البحث تناول صيغة تضم 26 وزيراً بينهم ثمانية وزراء لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون.
وفيما تردد ليلاً ان ميقاتي تواصل مع الرابية، أكدت "النهار" أن أي اتصال كهذا لم يتم.
كما نقلت الصحيفة معلومات مفادها ان المفاوضات لا تزال في المربع الاول منذ شهرين واكثر. فقد ذهب الوزير جبران باسيل والنائب علي حسن خليل والمستشار السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين خليل الاسبوع الماضي فريقاً موحداً بالتنسيق مع رئيس "جبهة النضال" النائب وليد جنبلاط بعرض يتعلق بتأليف الحكومة. وذهب جنبلاط الى عون ضمن تحالف الفريق الواحد. إلا ان قوى 8 آذار لم تدرك حتى الآن مغزى ما يريده ميقاتي.
في المقابل، توقع مصدر رسمي مواكب لعملية التأليف لـ "السفير" ان "ولادة قريبة للحكومة العتيدة على ان تكون الزيارة المقبلة للرئيس ميقاتي لقصر بعبدا هي آخر زيارة له كرئيس حكومة مكلف، بحيث يصطحب معه التشكيلة الحكومية ليتشاور بشأنها مع سليمان قبل صدور مراسيم قبول استقالة حكومة تصريف الأعمال، وتكليف ميقاتي، وتشكيل الحكومة".
كما أبدت مصادر مواكبة للمشاورات لصحيفة "الحياة" تفاؤلها بأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة على صعيد حلحلة العقد التي ما زالت تؤخر تظهير التركيبة الوزارية.
وفي هذا السياق، أفادت "الحياة" أن ارتفاع وتيرة الاتصالات الرامية الى تهيئة المناخ لولادة الحكومة تزامنت مع توجه شقيق رئيس الحكومة المكلف طه ميقاتي الى دمشق للقاء كبار المسؤولين السوريين لاستكشاف موقف القيادة السورية لجهة تسريع الخطوات لتأليف الحكومة، والتناغم في هذا الشأن مع حلفائها في لبنان بدءاً ببري، مروراً بجنبلاط وانتهاء بـ"حزب الله" والقوى المتحالفة معهم.
وأردفت الصحيفة إن "التحضيرات قطعت شوطاً على طريق ترطيب الأجواء بين ميقاتي وعون يسبق اجتماعهما في أي لحظة، والأرجح على عشاء عمل بدعوة من رئيس الحكومة المكلف.
وأوفد جنبلاط أمس الثلاثاء الوزير وائل أبو فاعور الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة لوضع بري في أجواء اللقاء الذي جمعه مع عون في الرابية ليل الاثنين والذي خصص الجزء الأكبر منه كما قالت مصادر في الحزب "التقدمي" لـ"الحياة"، للبحث في الخطوات الهادفة الى تعزيز العلاقة بين الطرفين واستمرار التواصل، خصوصاً أنهما الآن أمام تحالف سياسي جديد يفترض ترسيخه، لا سيما في الجبل.