"ويكيليكس" عن بري: من سيكون بحاجة لحزب الله إذا تحرّرت مزارع شبعا؟
Read this story in Englishنقلت صحيفة "الأخبار" عن وثائق تعود لموقع "ويكيليكس"، وتتعلق بدور رئيس مجلس النواب نبيه بري في المفاوضات خلال حرب تموز، تُظهِر أنّ بري تولى، إلى جانب المفاوضات، "حملة إعلامية حاول من خلالها الضغط على محاوريه الأميركيين وتأكيده الدائم أنّ المقاومة ستنتصر".
واشارت الوثيقة انّ "بري فصل منذ بداية الحرب مواقفه عن "حزب الله" وأكد للسفير الأميركي في لبنان آنذاك جيفري فيلتمان أكثر من مرة أنه لم يلتق الأمين العام لـ"حزب الله" منذ اندلاع القتال".
واضافت الصحيفة ان "بري نبّه السفير الأميركي إلى كونه غير مسؤول عن ردّ "حزب الله" على أي عرض لوقف إطلاق النار وما إذا كان الحزب سيطلق سراح الجنديين الاسرائيليين الأسيرين".
وجزم بري بأن "إسرائيل لن تفوز سواء استمرّت في ضرباتها الجوية أو نقلت عملياتها إلى البر".
وذكرت الصحيفة انه "في اليوم العاشر من الحرب، قال بري أن إسرائيل لم تتمكن من الاضرار بقدرات "حزب الله" العسكرية"، ونفى ما يقوله الجيش الاسرائيلي عن قتل 100 مقاوم.
كما اشار الى أنّ "الحزب خسر 11 مقاتلاً لا غير خلال الأيام العشرة الأولى من الحرب، مؤكّداً انه "كلما قصفت إسرائيل منزلاً عائداً لشخص من "حزب الله" تقول أنها قتلت أحد المقاتلين. وبهذا المنطق، تكون إسرائيل قد قتلت 600 فرد من حركة أمل".
واكّد بري لفيلتمان، حسب الوثائق، أنّ "الشعب لا "حزب الله"، سيقاتل إذا احتلت إسرائيل الجنوب وسيكون بين المقاومين مقاتلون من حركة أمل".
وبحسب ما نقلت الوثيقة عن بري، انّ "أربعة من مقاتلي "أمل" كانوا موجودين أصلاً في مارون الراس، إلى جانب مقاتلي "حزب الله".
وفي الخامس والعشرين من تموز، شدّد بري على ضرورة تضمين أي بنداً يتعلق بتبادل الأسرى، واكّد ان "حزب الله" لم يصل لوضع يستجدي فيه وقف إطلاق النار بأي شروط".
ولفت بري، دائما بحسب الصحيفة، إلى أنّ "القوات الاسرائيلية لم تتمكن من دخول مدينة بنت جبيل ولم تستطع سوى احتلال مارون الراس لكن مارون الراس ليست لوس انجلس، فيها منزلان وحسب".
وقبل نهاية اللقاء، أكد بري محورية حل قضية مزارع شبعا "وإذا لم تتحرر، فسأعارض شخصياً نزع سلاح "حزب الله". لكن، "إذا تحررت مزارع شبعا، فمن سيكون بحاجة إلى "حزب الله"؟ يسأل بري بحسب فيلتمان.
واضافت الوثيقة انه في الخامس من آب، سجّل لقاء آخر بين بري وفيلتمان الذي أتى إلى رئيس المجلس النيابي وبرفقته مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، الذي اقترح حلا من مرحلتين، تتضمن الأولى "وقف العمليات الحربية مع بقاء الجيش الاسرائيلي حيث هو على أن تكون قضية الأسرى على حدة". وبحسب الوثيقة، ردّ بري قائلاً أنه "يفهم وجهة نظر رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود أولمرت بشأن عدم تبادل الأسرى، إلا أنه أرجع محاوريه إلى عمليات سابقة لتبادل الأسرى، كانت تتضمن الافراج عن آلاف الأسرى العرب مقابل عدد قليل من الجنود الاسرائيليين".
وأكد بري أن الجيش اللبناني سينتشر في الجنوب، وأنه سيقود شخصياً سيارة "جيب" تتقدّم دبابات الجيش اللبناني لكنه رفض اقتراح بقاء الجيش الاسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، قائلا أنه "لا يضمن أن لا يستمرّ "حزب الله" بالقتال في هذه الحالة".
وذكرت الصحيفة ان بري "هدّد يوم التاسع من آب بالانسحاب من المفاوضات إذا استمرّ الحديث عن نشر القوات متعددة الجنسيات".
واكّد بري لولش انه "إذا أصرت إسرائيل على وجود قوات متعددة الجنسيات، فلتنشرها على جانبها من الحدود".
واشار الى أهمية الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا، قائلا أن "تحريرها يعني انتفاء الحاجة للمقاومة".
وأصرّ بري على هذه النقطة في لقائه الأخير مع ولش في 11 آب 2006 حيث طلب أن "يسجّل للتاريخ" موقفه بأنّ عدم حلّ مسألة مزارع شبعا سيؤدي إلى استمرار المشاكل مع إسرائيل".