تأليف الحكومة: دخول سوري على الخط يوسع اطار التفاؤل باحتمال الولادة قريباً
Read this story in Englishاتسع امس الاربعاء اطار التفاؤل لدى الجهات المعنية بتأليف الحكومة الجديدة، مع الدخول السوري المباشر على خط المساعدة في تذليل العقبات التي ما زالت تعترض إنجاز عملية التأليف، الامر الذي رفع منسوب التوقعات باحتمال ولادة الحكومة قريباً.
وقالت اوساط مواكبة للاتصالات لصحيفة "النهار" إن هذه الاتصالات مستمرة بزخم ويبدو أن الامور تتجه ايجابا على صعيد بلورة التركيبة الحكومية، موضحة "أن هناك شيئا قريبا" واستبعدت "أن يكون الامر اليوم الخميس"، مما أوحى بترقب تطورات قريبة.
وتزامن ذلك مع زيارة قام بها رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية امس لدمشق حيث قابل الرئيس السوري بشار الاسد. وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان اللقاء تناول "الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة اللبنانية والاوضاع على الساحة العربية".
وقالت مصادر مقربة من فرنجية لصحيفة "الحياة" إن الجانب السوري أكد أنه "يتمنى إنجاز الحكومة عكس ما يشاع عن أن سورية مع التمهل في تأليف الحكومة، مع أنها لا تتدخل في معالجة العقد وهذا الأمر متروك للفرقاء اللبنانيين، ولا تمارس أي ضغط على أحد".
ورُصد زوار بالجملة الى العاصمة السورية التي زارها أمس الاول شقيق الرئيس المكلف، طه ميقاتي، فيما توجه اليها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، حيث التقى اليوم الخميس الاسد وبحث معه بحسب "سانا" التطورات على الساحة اللبنانية وجهود تشكيل الحكومة إضافة إلى التطورات الجارية في المنطقة.
كما زار دمشق، أمس الاربعاء، المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، بعد لقاء ليلي جمعه الثلاثاء بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، فيما كان المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل يواكب المشاورات والاتصالات.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "السفير" إن الاجواء الإجمالية التي تمخضت عنها حركة الاتصالات في دمشق وبيروت هي إيجابية على العموم، ولكن ذلك لا يعني أن ولادة الحكومة ستتم خلال ساعات، لأنه لا تزال هناك حاجة لبعض الوقت من أجل إنضاج عملية التأليف وتذليل آخر العقبات التي تعترضها، لافتة الانتباه الى أن الامور تبقى مرهونة بنتائجها.
وأكدت المصادر أن الدخول السوري على الخط يرمي بالدرجة الاولى الى حث الأطراف اللبنانية المعنية على بذل أقصى جهد ممكن للإسراع في تشكيل الحكومة، وبالتالي قطع الطريق على أي محاولة للإيحاء بأن دمشق لا تستعجل التأليف، مشيرة الى أن الرئيس الاسد حريص على عدم الدخول في التفاصيل المتعلقة بالأسماء والحقائب وما شابه.
وفي المعلومات المتوافرة حول المرحلة التي بلغها الأخذ والرد بشأن الصيغ الحكومية، تردد أن الرئيس ميقاتي وضع مسودة تشكيلة من 26 وزيراً، مطعمة ببعض شخصيات التكنوقراط، خصوصاً من الطائفة السنية.
لكن أوساط ميقاتي أشارت الى أن التشكيلة قابلة للتوسع الى 30 على الارجح، لإرضاء مطالب العماد ميشال عون ولضمان أوسع تمثيل، معتبرة أن ما من شيء ثابت حتى الآن لا من حيث الشكل ولا من حيث الاسماء.
وفي سياق متصل، عزز مرجع مواكب للاتصالات المناخ التفاؤلي المستجد بقوله لـ"السفير" إن الأمور أخذت في الساعات الأخيرة منحى إيجابياً، في ظل العروض المتبادلة، بعدما دخلت عملية التأليف مرحلة إسقاط السواد على البياض، أي الأسماء على الحقائب.
وأشار المرجع الى أنه تم خلال اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي مناقشة مسودة تشكيلة حكومية قوامها 26 وزيراً، ولكنها لا تتضمن توزيعا كاملا للحقائب والأسماء، مؤكدا أن الاتفاق تام بين سليمان وميقاتي على وجوب تشكيل حكومة تؤمن التوازن وأوسع تمثيل عبر ضم شخصيات إليها من التكنوقراط والمستقلين، وجازماً بأن سليمان ليس في وارد التوقيع على حكومة من لون واحد أي تضم فريق 8 آذار وحده.
قالت مصادر لبنانية رسمية لصحيفة "الحياة" إن ميقاتي "أنجز قبل يومين تشكيلتين للحكومة العتيدة واحدة موسعة مختلطة من سياسيين وتكنوقراط والثانية جميع وزرائها من التكنوقراط ومصغرة" وإن التشكيلتين وضعتا على طاولة البحث من أجل تفعيل جهود إصدار الحكومة الجديدة، لكن توقيت إنجاز الحكومة استناداً الى التفاوض حول هاتين الصيغتين "ليس محدداً بعد، في انتظار نجاح المفاوضات في هذا الشأن".