حكومة ميقاتي الثلاثينية هذا الاسبوع: التأليف رهن حل عقدة تمثيل سنّة المعارضة السابقة
Read this story in Englishاقتربت ولادة الحكومة العتيدة الى حدّ تراه الجهات المعنية "بين عطلة نهاية هذا الاسبوع ومطلع الاسبوع المقبل".
وذكرت صحيفة "النهار" ان رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي "انجز صيغة جديدة معدلة لتركيبة حكومية ثلاثينية بعدما صرف النظر عن صيغة اولى كان اطلع عليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في لقائهما الاخير قبل يومين من 26 وزيراً".
واضافت الصحيفة ان "الصيغة الجديدة الثلاثينية هي سياسية مطعمة بتكنوقراط يفترض معها ايجاد حل معقول لمطالب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون".
واوضحت "النهار" ان "ميقاتي أعد العدة لاحتمال صدور اعتراضات على هذه الصيغة، فاذا لم تقترن بالموافقة المطلوبة من اطراف الاكثرية الجديدة، فسوق يجد نفسه مضطراً الى المضي نحو تركيبة جاهزة بديلة تضم 20 وزيراً جميعهم من التكنوقراط".
من جهة اخرى، اكّدت الاوساط المواكبة لتأليف الحكومة بأنها "متفائلة بخطوط التشكيلة الثلاثينية"، وان "البحث في ملف الحكومة بات متقدماً جداً وفي مراحله النهائية وان ميقاتي يبحث مع الاطراف في الاسماء والحقائب وستكون للبنان حكومة قبل نهاية الشهر الجاري، في أبعد تقدير علما ان الايام المقبلة ستكون فاصلة".
واشارت هذه المصادر الى ان "الاتصالات نشطت أمس الخميس مع جميع الاطراف انطلاقاً من العنوان الاساسي الذي وضعه ميقاتي منذ تكليفه من حيث تأكيد دوره رئيس وزراء مكلفاً بالتوافق مع رئيس الجمهورية".
ونقلت الاوساط عن ميقاتي انه "آلى الى نفسه الحفاظ على الدستور والانفتاح على جميع الاطراف من دون تحفظ ومن هذا المنطلق اعطى الاتصالات كل مداها لان همه الانقاذ والاطلالة على اللبنانيين بحكومة منتجة تكون بوابة للحل ولا تتحول ازمة اضافية".
وذكرت الاوساط ان ميقاتي "استقبل مساء امس الخميس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي عقب عودتهما من دمشق، كما استقبل لاحقاً النائب علي حسن خليل".
كما اشارت الى ان "موفداً من الاكثرية الجديدة سيقوم اليوم بزيارة عون في الرابية للبحث معه في التطورات والتشكيلة الحكومية المطروحة".
وفي معلومات لمصادر سياسية مطلعة "العملية تجاوزت الاسماء والحصص"، وتمّ "طرح اسناد وزارة الداخلية الى النائب سليمان فرنجية مع انه سبق ورفضها".
وطرح الداخلية "جاء على خلفية أن يقبل فرنجية بتولي الداخلية إذا كان ذلك سيشكل الحل الوحيد المتاح لحلّ الخلاف بين عون ورئيس الجمهورية الذي يتمسك باحتفاظ الوزير زياد بارود بهذه الحقيبة".
وكشف ان فرنجية "أبدى مرونة او على الاقل قابلية لدرس الأمر".
واشارت "النهار" الى ان التيار الوطني الحر تحفظ حيال الاجواء التفاؤلية التي سادت في شأن اقتراب الولادة الحكومية، كما لم تصدر اي اشارة عن "حزب الله".
واكّد الرئيس نبيه بري عقب لقائه ميقاتي امس "ان عملية تأليف الحكومة جرى وضعها على نار حامية"، لكن التجارب السابقة تدفع للقول "لا اقول فول حتى يصير في المكيول".
واشارت مصادر مطلعة لصحيفة "السفير" ان بري اكّد لميقاتي أنه "صار لزاما كسر حالة المراوحة وإيجاد مخارج تؤمن ولادة سريعة للحكومة حتى يتسنى لها مواجهة التحديات المحدقة بالبلد على كل المستويات".
واضافت المصادر إن بري "شدد على أهمية تمثيل سنة الأكثرية الجديدة، في حكومة ميقاتي وأنه إذا كان مبررا في الحكومات السابقة أن يتم تهميش هذه الشريحة السياسية الوازنة، فإن المطلوب اليوم أن تتمثل في الحكومة".
واشارت الى انه خلال اللقاء "بدا واضحا أن مسألة التمثيل السني توازي في أهميتها موضوع التمثيل المسيحي، حيث اتخذت قيادة الأكثرية الجديدة، قرارا واضحا بعدم الدخول إلى حكومة لا تتمثل فيها المعارضة السنية السابقة، وهو أمر طرح أمام الرئيس المكلف منذ اليوم الأول، وتحديدا من جانب "حزب الله" الذي بدت قيادته في موقع تسهيل مهمة الرئيس المكلف في كل الاتجاهات، بما في ذلك احتمال التضحية بالحقائب والحزبيين، وتعبيد الطريق أمام البيان الوزاري، وكانت مسلمتها الوحيدة أن تتمثل المعارضة السنية السابقة في الحكومة الجديدة".