حركة اتصالات لاعادة تحالف "حزب الله" و"أمل" و"تكتل التغيير والاصلاح" الى مساره الطبيعي

تشكل قضية تثبيت مياومي كهرباء لبنان، تهديداً للتحالف الثلاثي القائم بين "حزب الله" و"حركة أمل" و"تكتل التغيير والاصلاح"، الذي يرفض ان يبقى حليفه "مراقباً" لما يجري، في حين يشير رئيس مجلس النواب نبيه بري الى "قنوات دستورية" لحل الازمة.

الى ذلك، بدأت حركة الاتصالات بين الاطراف الثلاثة، تركزت بين معاون الامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لبري وزير الصحة علي حسن خليل ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل، في محاولة لانهاء الأزمة واعادة التحالف الى مساره الطبيعي، وفق صحيفة "اللواء"، التي لفتت الى ان

التطورات الاقليمية لا تسمح بخلط الاوراق لا في التحالفات ولا في التموضعات".

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، ان "حزب الله" يحاول التوفيق بين استمرار التحالف مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون وعدم النيل من مكانة بري.

وتتابع المصادر أن جهات مقربة جداً من "حزب الله" أفادت بأن "البعض يخطئ برهانه على أن ما حدث سوف يؤدي إلى تفكك العلاقة التحالفية بين الحزب والتيار، مشيرة إلى انه إذا كان هذا البعض قد رأى في نبرة التيار العوني العالية في التعاطي مع ملف المياومين دليلاً على ذلك، فهو مخطئ".

وأوضحت الجهات وفق مصادر "اللواء" أن "حدود ما جرى تبقى في اطار التفاعل الموضعي مع المسألة ليس أكثر، وأن الحزب استوعب ما جرى، بما في ذلك ردات الفعل، وخصوصاً من جانب الوزير باسيل".

وأقر مجلس النواب الاثنين قرار تثبيت مياومي كهرباء لبنان، وفقاً للقرار المعدل الذي اعدته هيئات التنسيق النيابية وليس كما أعده باسيل. ويرمي مشروع باسيل الى تثبيت 700 مياوم من اصل 2500 من خلال خضوعهم لمباراة محصورة.

من جانب آخر، أبدت اوساط قيادية في "التكتل" عبر صحيفة "السفير" امتعاضاً من سلوك "حزب الله" "الذي وقف في كثير من الاحيان متفرجاً على ما تعرض له "التيار الحر" من أذى وتجن، على أيدي الحلفاء المفترضين.

وأشارت الى أن "الحزب نفسه كان شريكاً في الاعتداء الأخير على التيار، عندما ترك مناصريه من المياومين يستهدفون وزارة حليفة هي وزارة الطاقة".

واعتبرت الاوساط عبر "السفير" انه لم يعد مقبولاً ان يبقى "حزب الله" منكفئاً ومراقباً، تارة بحجة عدم الانزلاق الى فتنة سنية ـ شيعية، وطوراً بذريعة عدم التسبب بمشكلة شيعية ـ شيعية".

ورأت أن بري "كان يدرك ضمناً انه لو أجرى التصويت على قانون المياومين بالمناداة، لما كان هذا القانون قد حصل على الاكثرية النيابية"، لافتة الى ان "المشكلة باتت أكثر تعقيداً، وبالتالي تستوجب مقاربة من نوع مختلف، تتخطى القواعد التي كانت تنظم الاتفاق والخلاف في السابق".

من جانب آخر، نفت الاوساط لـ"السفير" أن تكون "الحسابات الانتخابية تقف وراء الموقف الحاد الذي اتخذه عون من قانون المياومين، مضموناً وتصويتاً، معتبرة ان من يفترض ذلك، لا يعرف حقيقة عون ونمط تفكيره".

وكان قد نقل نواب عن بري تأكيده خلال لقاء الاربعاء النيابي، وفق "السفير" أن "إعادة التصويت غير ممكنة، مع إشارته إلى أن ثمة "قنوات دستورية" يمكن سلوكها لمعالجة الموضوع".

وشدد بري على صداقته مع عون، وثقته "بحكمته ومواقفه السياسية".

وفي ما خص تدخَل "حزب الله" في محاولة لحل الازمة، أفادت "السفير" أن الحزب "ينتظر أن تبرد الأعصاب وتهدأ النفوس، حتى يدخل على خط معالجة الأزمة الناشبة مع عون، مدركا انه لا بد في نهاية المطاف من التحاور بهدوء، وبعيدا عن الانفعالات، من أجل تسوية أي خلاف، بعدما يكون التصعيد السياسي قد أخذ مداه".

ونقلت قول مصادر مقربة من الحزب "انزعاجه من بروز المشكلة المستجدة داخل التحالف الأكثري، في لحظة محلية وإقليمية حساسة ومزدحمة بمخاطر داهمة تستوجب تماسكاً في مواجهتها".

ورفع بري الجلسة التشريعية الثلاثاء اثر مقاطعة الكتل المسيحية احتجاجاً على اقرار تثبيت مياومي كهرباء لبنان حيث رأوا أنه لا ينصف المسيحيين، المتواجدين باعداد قليلة في مؤسسة الكهرباء.