الراعي: نحن بحاجة الى أشخاص يتولون الشأن العام بروح التجرد
Read this story in Englishشدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على أن لبنان يجتاج الى أشخاص يتولون الشأن العام "بروح التجرد من المصالح الذاتية والمكاسب المادية"، لافتا الى أن نداء المطارنة الموارنة الذي أطلق الأربعاء الماضي كان بهدف وعي الأزمة الإقتصادية – الإجتماعية وخطورتها.
وقال الراعي في كلمة له ألقاها في قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان: "لبنان بحاجة إلى تجدد في شعبه وقادته وهيكلياته، لكي يواكب مقتضيات الحداثة والعولمة، ويسهمَ في استقرار المنطقة وفي البلوغ إلى "ربيعها العربي" الحقيقي المنشود".
وعليه، اكد أن لبنان يحتاج إلى "أشخاص يتولَون الشأن العام، الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي والسياسي، بروح التجرد من المصالح الذاتية والمكاسبِ المادية، ويتفانَون بمحبة وشجاعة، في سبيل خدمة الخير العام والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، ويقاومون الظلمَ والاستبداد والحكم التعسفي والفسادَ الإداري وهدرَ المال العام".
وأضاف: "النداء الذي أطلقناه مع السادة المطارنة، الأربعاء الماضي، إنما أردناه من أجل وعي الأزمة الاقتصادية-الاجتماعية وخطورتها، التي تنذر بالإنهيار الكبير، ومن أجل وضع خطةِ نهوضٍ من قبل الحكومة والمسؤولين المعنيين، قبل فوات الاوان".
وأردف: "اقترحنا بعد التشاور مع مجموعة من الخبراء في الاقتصاد والمال والاجتماع، الحلولَ الكفيلة بتجنب الانهيار. لكن تلبية النداء والانكباب على المعالجة يقتضيان وجودَ مسؤولين ذوي قلوبٍ مُحِبَة للبنان وشعبه وكيانه، وذوي عقولٍ نيِرة، وإراداتٍ حرة مسؤولة، وذوي ضمائرٍ حية تصغي لصوت الله الداعي إلى تأمين الخير الشامل لكل إنسان".
كما أكد الراعي أن "الكنيسة المؤتمنة على كرامة الإنسان وحياته وحقوقه ومصيره، لا تنفك توقظ الضمائر بتعليمها الاجتماعي، الذي يشمل الشؤون الاقتصادية والانمائية والسياسية"، معتبرا أنها لا "يمكنها أن تعتنق أي نظام سياسي أو اقتصادي خاص، ولا يمكنها أن تتلون بهذا او ذاك من الألوان السياسية، بل تشجع كل أداء ونظام يضمن للانسان حقوقَه وخيره واستقراره وكرامته، ويفسح في المجال لجميع المواطنين ليحققوا شخصيتَهم في مناخ من الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتكافؤ الفرص".
وأشار الى أنه "يبقى على المواطنين في ضوء هذه المبادىء، أن يميزوا أداء ممثليهم في الحكم والمسؤولين السياسيين والمحازبين، وأن ينتخبوا ممثليهم وفقا لهذه المبادىء عن وعي وحرية ضمير".