بري يستنجد بقطر... وصول دفعة جديدة من لبنانيي ابيدجان
Read this story in Englishوصلت في السابعة والنصف من صباح الجمعة الى مطار بيروت، دفعة ثالثة من اللبنانيين المغتربين في ساحل العاج، على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط والتي اقلت 244 راكبا بينهم 95 لبنانيا قادمون من ابيدجان.
وأفادت صحيفة "السفير" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أجرى، أمس الخميس، اتصالا بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتمنى عليه وضع الأسطول الجوي القطري بتصرف الحكومة اللبنانية من أجل إجلاء اللبنانيين في أبيدجان. وقالت مصادر بري انه تلقى وعدا بالتجاوب مع الطلب اللبناني.
ولم تختلف حال اللبنانيين الوافدين من ابناء الجالية الللبنانية القادمين من ابيدجان عن الذين سبقوهم لجهة المعاناة والظروف الصعبة التي واجهوها قبيل وصولهم الى بيروت والذين كانوا قد انتقلوا الى اللومي عاصمة توغو بمساعدة القوات الفرنسية وعبر طائرات عسكرية فرنسية اقلتهم الى توغو لتنقلهم بعد ذلك احدى طائرات طيران الشرق الاوسط .
وقد تحدث عدد من ابناء الجالية اللبنانية عن خسارتهم الكبيرة في ابيدجان بسبب الاوضاع السائدة هناك، فاشار السيد علي قعفراني من بلدة طورا الذي يعمل هناك في تجارة السيارات منذ اكثر من 18 عاما الى ان خسارته المادية ضخمة هذا عدا عن ضياع سنوات عمره وحسرته عندما كان يشاهد بام العين تخريب وتكسير وسرقة محاله.
اما المواطن جعفر شور (من بلدة طورا) لم يختلف حاله عن حال العديدين، فاكتفى بمعانقة والدته في المطار طالبا منها عدم البكاء وشكر الله على وصوله بالسلامة بعد الخسارة والخراب الذي لحق باعماله هناك.
اما المواطن جمال سقلاوي فكان من الاشخاص القليلين الذين وصلوا الى المطار وهم يضحكون اذ انه لم يستطع الحصول من منزله الا على "سروال" اضافة الى قبعة يضعها على راسه.
وكانت قد وصلت طائرة "الميدل ايست" ظهر الخميس تنقل على متنها عددا من اللبنانيين القادمين من ساحل العاج، حيث بلغ عددهم 262 راكبا بينهم 176 راكبا من اللبنانيين حضروا بمساعدة القوات الفرنسية الموجودة على الأرض، كما وصلت قبلها صباح الاربعاء طائرة على متنها 136 لبناناً.
الى ذلك، تبلغ وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، مساء أمس الخميس، من السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر أن السلطات الفرنسية طلبت منه أن ينقل للجهات الرسمية اللبنانية أن مطار أبيدجان أصبح آمنا، وباستطاعة الطائرات اللبنانية أن تهبط فيه.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت لصحيفة "السفير" إن الشركة تبلغت من شركات التأمين أنها ترفض الإجازة بهبوط الطائرات المدنية التي تغطيها في مطار أبيدجان بوصفه مطارا "غير آمن حتى الآن".
وأضاف "نحن نتابع مع الجهات المعنية في لبنان والخارج الموضوع لحظة بلحظة، وفور تبلغنا موافقة شركات التأمين سنحرك أسطولنا باتجاه العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، وفي كل الأحوال سنواصل إرسال طائرات الميدل ايست إلى كل من أكرا ولومي لإجلاء من وصلوا إلى هناك"، آملا التوصل إلى نتائج ايجابية في الساعات المقبلة، وواعدا بأن تبذل الشركة كل إمكانياتها في سبيل إنهاء مأساة لبنانيي ساحل العاج.
وفي السياق ذاته، استنفرت البعثة الدبلوماسية اللبنانية سفارات وقنصليات لبنان في أفريقيا، من أجل حجز أكبر عدد ممكن من شركات الطيران الداخلية (تشارتر)، نظرا لسهولة تأمينها على عكس شركات الطيران العالمية، بحيث تنتقل كل طائرة يتم استئجارها من البلد المعني إلى أبيدجان لإجلاء اللبنانيين المتجمعين في المطار أو الذين سينتقلون إليه في الساعات المقبلة، حيث تم تزويدهم، أمس بالمؤن والمياه وحليب الأطفال، عن طريق السفارة اللبنانية.
وأفادت "السفير" أن عددا من المتمولين ورجال الأعمال اللبنانيين في القارة السوداء وضعوا طائراتهم بتصرف بعثة وزارة الخارجية للانتقال إلى أبيدجان، ونقل اللبنانيين من هناك. ومن المقرر أن تصل فجر اليوم إلى مطار بيروت طائرة "ميدل ايست" تقل حوالي 200 لبناني كانوا قد نقلوا من توغو إلى أكرا، فيما تواصلت المبادرات الفردية بالانتقال من أبيدجان إلى بوركينا فاسو، عبر البر، في مخاطرة تستغرق حوالى العشر ساعات.