قتيل و6 جرحى في خرق جديد للهدوء الذي شهدته طرابلس لساعات
Read this story in Englishقتل رجل اربعيني واصيب ستة اخرون بينهم ثلاثة عناصر من الجيش الاحد مع استمرار اعمال القنص في طرابلس hلتي شهدت في الايام الاخيرة مواجهات عنيفة بين جبل محسن وباب التبانة.
وقال مصدر أمني لـ"فرانس برس" ان "القتيل يدعى عماد عثمان وهو في الاربعين من عمره"، مشيرا الى انه قضى قنصا في حي الاميركان في منطقة جبل محسن.
ونقلت قناة الـ"LBCI" عن الحزب العربي الديمقراطي أنه لن يرد عسكريا على مقتل عادل عثمان ويترك الأمر للجيش
واضاف المصدر ان "ثلاثة جرحى اصيبوا قنصا في منطقة جبل محسن كذلك"، مشيرا الى "سقوط ثلاث قنابل انيرغا في منطقة المواجهات"
وتابع المصدر انه رغم دوريات الجيش اللبناني في المنطقة فان "المسلحين يستقلون دراجات نارية مع سلاح ظاهر وحين تسعى قوة من الجيش للقبض عليهم يفرون الى الاحياء الشعبية ذات الازقة الضيقة حيث تصعب ملاحقتهم".
ولفت ايضا الى ان "ثلاثة عناصر من الجيش اصيبوا بجروح خلال ملاحقة الجيش لمجموعة مسلحة داخل طرابلس والاشتباك معها".
واوضح ان الجيش "حاصر مجموعة مسلحة تحصنت في بعض المنازل وتمركزت على سطوح بعض الابنية في منطقة الزاهرية في طرابلس"، متحدثا عن اشتباكات "استمرت طوال ساعة استطاع الجيش بعدها القبض على افراد المجموعة العشرة".
وارتفعت بذلك حصيلة الجولة الاخيرة من الاشتباكات التي شهدتها طرابلس منذ الاثنين الى 16 قتيلا و118 جريحا.
وكان قد ساد الهدوء الحذر في طرابلس في وقت تكثفت الاتصالات السياسية والاجراءات الامنية لفرض وقف اطلاق نار ثابت، لم يحل دون خرقه بسقوط قذائف واستعمال رصاص القنص صباح الأحد.
وظلت تسمع بين المنطقتين، اللتين هجرهما سكانهما، اصوات طلقات نارية متقطعة صباحا بفعل استمرار عمليات القنص، فيما نفذ الجيش اللبناني انتشاراً واسعاً على خطوط التماس، وسيّر دوريات مؤللة ونفذ بعض المداهمات.
بدورها أفادت إذاعة "صوت لبنان 93.3" صباح الأحد أنه " خرق هدوء طرابلس سقوط قذيفتين قرب جامع الناصري والثانية عند سوق الخضار ولوحظ استعمال رصاص القنص".
ولفتت الإذاعة إلى أن "طريق الملولة باتت سالكة والجيش يعزز انتشاره في المنكوبين وطلعة العمري".
كما اقيمت نقاط تفتيش مماثلة في منطقة الجسر البحصاص المعرض والميناء.
وكانت قد أكدت مصادر عسكرية لصحيفة "الحياة" ان الجيش اللبناني يعمل على "تنظيف المناطق التي يتمركز فيها من الدشم والمتاريس التي ارتفعت في الايام الاخيرة خلال الاشتباكات، وهو يطبّق وقف اطلاق النار ويرد بالنيران على اي جهة تحاول ان تخرقه".
في المقابل أطلقت هيئات المجتمع المدني في طرابلس صرخة احتجاجية استنكاراً للاشتباكات التي تهز الاستقرار في المدينة عبر اعتصام بدأ عند العاشرة أمام بلدية طرابلس.
و قال رئيس بلدية طرابلس نادر غزال ان المعتصمين "لن يعودوا الى منازلهم قبل أن ياخذ الجيش دوره وتعود هيبة الدولة".
وأكد الغزال في حديث إلى صحيفة "المستقبل" أن "ما تتعرض له مدينة طرابلس من اعتداءات مؤسفة لا تمت الى واقعها بأية صلة"، مستنكراً "حال الفلتان الذي حصل بعد تنفس الصعداء اثر انعقاد اللقاء الموسع في دارة الرئيس ميقاتي والذي أكد فيه المجتمعون وقف اطلاق النار، ودخول الجيش للفصل بين المتنازعين".
واعتبر أن "ما شاهده أبناء طرابلس في كل الأحياء والشوارع مؤشر الى الفلتان الحاصل وتظهير للفوضى العارمة".
بدورها أكدت مصادر امنية بارزة لـ"النهار" صباح الأحد "ان قوى الجيش والامن الداخلي تمكنت من توسيع خطة انتشارها وقامت بعمليات دهم كثيفة وتعقب لمجموعات مسلحة ومصادرة اسلحة".
وأشارت الى ان "الامساك الامني بالارض يجري بحزم وسلاسة مما يسمح بالسيطرة على الموقف تدريجاً" موضحة أن "الإنتشار العسكري والامني مكّن هذه القوة من السيطرة على اماكن تتيح اكثر فأكثر ضبط عمليات القنص ومكافحتها".
ولفتت المصادر نفسها الى ان "الانهاك الذي اصاب اطراف النزاع لعب هو الآخر دوراً في تراجع المعارك، ذلك ان جبل محسن لم يعد يحتمل حصاراً خانقاً ينعكس على الاوضاع المعيشية فيه، كما ان الوضع المعيشي والخدماتي في باب التبانة ومناطق اخرى من المدينة بلغ حداً مأسوياً لم تعد معه هذه المناطق تقوى على الاستمرار وسط شلل تام".