الراعي: لا يمكن القبول بما يجري في طرابلس ولا بظاهرة "المجالس العسكرية" للعشائر والمذاهب
Read this story in Englishأعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي انه "لا يمكن القبول" بما يجري في طرابلس مذكرا أن الشمال ليس للإنفلات الأمني وصندوق بريد لأحداث سوريا، رافضا أيضا "العودة إلى منطق الميليشيات والممارسات الميليشياوية، وظاهرة ما يُسمّى "بالمجالس العسكرية" للعشائر والمذاهب" في إشارة إلى عشيرة آل المقداد التي خطفت عدة سوريين في لبنان.
وقال الراعي في خلال عظة قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي بالديمان "لا يمكن القبول بالإنحطاط الذي بلغ إليه مجتمعنا اللّبناني من خلال:الإنفلات الأمني، والعودة إلى منطق الميليشيات والممارسات الميليشياوية، وظاهرة ما يُسمّى "بالمجالس العسكرية" للعشائر والمذاهب، وتجاوز القوانين، والعبث بالأمن الأهلي والنظام العام".
وشهد لبنان في الأسابيع عمليات خطف لسوريين ردا على خطف المواطن حسان المقداد في سوريا. كذلك تشهد طرابلس منذ بداية الأسبوع اشتباكات عنيفة جدا أدت إلى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى.
ورفض الراعي "الإعتداء على كرامة الإنسان بالخطف وعلى مؤسّسات الدولة الإداريّة والعسكريّة والقضائيّة، والتغطية السياسيّة لكلّ هذه الممارسات الشّاذة والمُشينة".
وشكر الله "على مساعي الخيّرين التي أدّت إلى الإفراج عن أحد اللبنانيين المخطوفين في سوريا، ونأمل في الافراج عن العشرة الباقين" مناشدا "اللبنانيين الذين يحتجزون مخطوفين أن يفرجوا عنهم".
وكان قد أفرج السبت عن المخطوف في سوريا حسين عمر. وعمر هو واحد من بين أحد عشر حاجا خطفوا في 22 أيار الماضي في حلب أثناء عودتهم من زيارة حج في إيران.
وتابع الراعي كلامه باالقول "لا يمكن القبول بما يجري في عاصمة الشمال طرابلس، وتحديداً في باب التبّانه وجبل محسن، وبجعلها ساحة للتقاتل والقتل، وصندوقاً لتبادل الرسائل المتفجّرة على خلفية الإنقسام الحاصل حول أحداث سوريا المؤلمة والمؤسفة".
وأضاف "كم ارتفعت من اصوات مسؤولة تندّد بما يجري في لبنان عامّة، وفي طرابلس والشمال تؤكّد أنّ الفيحاء ليست مدينة الإنفلات الأمني والتعصّب الديني والإنغلاق على الأفكار الجديدة والحداثة، وأنّ عكار والضنّية والقلمون ليسوا موئلاً للإرهاب. فلطالما كان الشمال منطلقاً لوحدة لبنان وأبنائه، وأرض الولاء للدولة والخزان البشري لمؤسّساتها العسكريّة والأمنيّة".
من جهة أخرى، قال البطريرك الماروني "أننا نترقّب زيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان من 14 إلى 16 أيلول المقبل، التي سيُعلن فيها الإرشاد الرسولي الخاصّ بمسيحيي الشرق الأوسط".
واعتبر الراعي الإرشاد الرسولي "وثيقة ربّانية من العناية الإلهية، لكون الروح القدس يخاطب أبناء كنائسنا في هذه المنطقة، ويكشف أمامنا الطريق إلى التجدّد في حياتنا المسيحيّة، وإلى الإلتزام برسالتنا".
وفي هذا الإطار، رفض الراعي "القبول باستمرار دوّامة العنف والحرب في سوريا، وبمسلسل المتفجّرات في العراق، أيّاً كان مصدرها، ومهما كانت أسبابها وغاياتها".
وتوجه بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة إلى المسيحيين بالقول "وجودكم في لبنان وبلدان الشّرق الأوسط ضرورة حيويّة لمجتمعاتنا المشرقيّة، وأنتم فيها مواطنون أصيلون وأصليّون منذ ألفَي سنة".