نصرالله للحريري:لا يحق لك التكلم بسياسة المحاور وإيران لم تسقط حكومتك
Read this story in Englishبعد أقل من يومين على هجوم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على إيران رد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قائلا:"نحن نفتخر ونعتز بعلاقتنا مع تحالفنا مع إيران وسوريا ودول أخرى وما نتكلمه في السر هو ما نعلن عنه في العلن".
وذكر نصرالله في كلمة له مساء السبت أن "إيران ساعدت لبنان ولولا وقفتها بشكل أساسي لكانت بعض البيوت لم تعمر حتى الآن" مؤكدا عدم علم "الحزب حتى أين ذهبت الأوموال المقدمة من إيران".
وفي إشارة تضمينية إلى الحريري تابع نصرالله:"إذا كان هناك من أحد حزين على إسقاط الحكومة فإيران ليس لها دخل بالموضوع والإيرانيون عرفوا من وسائل الإعلام كغيرهم بإسقاطها".
أما عن كلام الحريري عن إيران فتوجه إلى الحريري قائلا:"اتهمتونا بتخريب العلاقات اللبنانية العربية بعد خطابي عن البحرين لماذا لم تلتزموا أنتم؟أنتم أصحاب نظرية لبنان أولا ونحن نظرتنا مخالفة".
وأردف:"لا يمكنك أن تقول ما قلته وأنت رئيس حكومة تصريف أعمال، عندما تصبح رئيس لحزب المستقبل يمكنك أن تقول ما تقوله ولكن الآن لا وحتى لو كنت رئيسا لحزب عليك إبعاد لبنان عن سياسة المحاور".
وعليه جزم أن "الأيام المقبلة ستؤكد أن ما يحصل تقديم أوراق اعتماد جديدة على قاعدة نقدر أن نهاجم حزب الله وإيران ليس كما قبل".
وتحدث أيضا عن موضوع "تهديد البحرين بطرد 10 لبنانيين" فاعتبر أن "ذلك يدل على ضيق صدر الحكومة البحرينية" مضيفا:"إذا كانوا يظنون انهم باستهداف لقمة عيش اللبنانيين في البحرين سنغير موقفنا لا لن نغيره لأن هناك فهناك أناس آخرين يضحون كل يوم ويسجنون" في الإشارة إلى اللبنانيين الشيعة في البحرين.
وإذ دعا حكومة البحرين إلى عدم الإقدام على هذه الخطوة الخاطئة "لأنها ستؤدي إلى التعقيد" استغرب موضوع طرد لبنانيين من الإمارات معتقدا أنه "اليوم يستُغَل ظرف سياسي معين لخدمة مشاريع كبرى ومن الخطأ أن تضغطوا على اللبنانيين فهم ليس لهم دخل بمواقفنا".
وعن موضوع تشكيل الحكومة ففي الشكل رأى الأمين العام لحزب الله أن "الإعتبار الوطني يقول أن الأغلبية هي من تسمي رئيس الحكومة" مشيرا إلى أنه "تم اللعب على الطوائف بأن الشيعي هو من يسمي السني في وقت أن عدد نواب حلفائنا هو أكبر من عدد الشيعة.. هذا ظلم".
وشدد على أنه "من المعيب على تيار المستقبل و14 آذار أن يستخدموا لقائي مع أي شخصية سنية لأهداف تحريضية مستشهدا بواقعة وهي أن "الرئيس رفيق الحريري كان يناقش معي شخصيا عملية تأليف الحكومة".
أما ما يقال عن اتهام 14 آذار حزب الله بالحزب الحاكم قال:"أنتم تعلمون أنه كذبة منكم، في التحريض لا يمكن لأحد أن يحقق أهدافه ولذلك فشلتم من الـ"2005" حتى اليوم".
وحول مضمون التشكيل أشار إلى أنه "من الطبيعي أن تأخذ الأمور وقتا ولا أريد التكلم عن أي ضغوطات بل التقسيمات في لبنان تقتضي وقتا، أنا لا أعطي شيئا نهائيا فهذا شأن الرئيس المكلف".
وكشف انه "في الأعداء والتوزيع حسمت المرحلة ومن مصلحتنا جميعا أن تشكل حكومة في أسرع وقت وظلم جديد لنا اتهامنا بتكليف العماد عون بتأخير التشكيل".
وعليه جزم أن "كل مل يقال عن نية أحد في الغالبية الجديدة انه يريد تعطيل الحكومة هو غير صحيح وظلم، هناك حقوق لكل جماعة معينة وهذا عرف من زمان، ونحن نأمل جميعا أن يتمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة تنقذ البلد".
كذلك طمأن "أننا نعتبر أنفسنا في الغالبية الجديدة في مركب واحد، نحن مصممون على مواجهة كل الصعوبات والضغوط والتعقيدات لتشكيل حكومة في أقرب وقت".
وعن وثائق "ويكيليكس" كشف أن "البعض حاول استغلال ما نشر لايجاد شرخ بيننا وبين حلفائنا لاسيما في أمل والتيار الوطني الحر او محاولة النيل من التحالف المستجد مع جنبلاط".
وعليه أكد نصرالله أمورا ذكرها في حرب تموز على حد قوله وليس على سبيل المجاملة وهي أن "بري كان شريكا كاملا في قيادة المعركة وكنا سويا في الاهداف نفسها وننسق يوميا كل من موقعه وهو تحمل أمانة دماء الشهداء ومعاناة المهجرين وناضل وفاوض وخاطر من اجل حماية لبنان وحفظ المقاومة ولولا جهوده وسهره لكان المشهد مختلفا".
وقال نصرالله لمن "يعمل على استهداف المقاومة من خلال العمل على موضوع حزب الله – حركة أمل": أقول لكل هؤلاء أن ييأسوا من هذا الأمر لأن الثقة التي تم تكريسها على مدى 20 عاما دون إنكار الخلاف القديم أصبحت أعمق وأقوى من أن ينال منها أحد".
أما ما إذا كانت الوثائق قد هزت العلاقة بين حزب والتيار الوطني الحر أوضح أن "نائبا التيار نفيا ما نسب إليهما وموقف العماد عون معروف إذا لن تؤثر على العلاقة بيننا".
أما بانسبة لجنبلاط "فهو كان قبلا خارج من صفنا وقد برر تصريحاته" على حد تعبير نصرالله.
وتطرق نصرالله إلى جريدة "الأخبار" التي حصلت على هذه الوثائق من موقع "ويكيليكس" فشدد على أنها "غير تابعة لحزب الله ولا تتلقى منه نصائح" سائلا:"كيف يعقل لو كانت تابعة لنا ان تنشر مقالات ضدنا في بعض الاحيان؟".
واستنتج قائلاً:"هدف فريق 14 آذار من 2005 حتى اليوم هو ضرب المقاومة وعزلها والنيل منها" جازما أن مضمون هذه الوثائق "يؤكد قيام صفقة بين 14 آذار وأميركا على قاعدة نعطيكم السلطة في لبنان مقابل رأس المقاومة".
وبدا نصرالله واثقا من كلامه إذ قال:"كذبوا فيلتمان وسيسون وأنا أتراجع عن حديثي".
وعاد واستغرب أنه "ليس هناك من اقتراح من 14 آذار للأميركيين لإيقاف الخروقات الإسرائيلية إلا في حال إضعاف حجج حزب الله إضافة لكل الأماني بالقتل والتدمير، من دماء من؟".
وبناء على ما قدمه سأل نصرالله فريق 14 آذار قائلا:"هل هذه العقلية تحمي لبنان في ظل التهديد الإسرائيلي اليومي وهل هي تحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والسيادة؟أليس هذا الأمر مؤلما؟ هل هذه العقلية بهذا المستوى من الحقد والتواطؤ والتدني يمكن أن تبني دولة في لبنان؟(...) هل المقاومة التي حررت الأرض تواجه بهذا الكم من الغدر؟
وعليه جزم الأمين العام لحزب الله أن "النتيجة السياسية هي ان المقاومة بقيت وذهبت السلطة" متوجها للفريق الآخر بالقول:"لم تقدُروا مع كل التواطؤ الدولي والإقليمي والطيران الإسرائيلي من إنهائنا ولن تقدروا".
كما وشدد على أنه "لا أحد يمكنه إلغاء الآخر في لبنان ولا مصلحة لأحد بإلغاء الآخر".
وفي إشارة منه إلى دعوة رئيس الهئية التنفيذية في القوات اللبنانية إلى فتح ملف قضائي ضد حزب الله لخرقه الدستور قال نصرااله:"ونحن جاهزون لأي ملف قضائي ونحن في الوقت عينه لدينا أقوالكم ولنترك القضاء يحكم وليس أنا".
كذلك بحث نصرالله في موضوع اللبنانيين القاطنين في ساحل العاح تمنى ان "نضع الخلاف السياسي جانبا ونتذكر أن لدينا الآلاف من العائلات تعاني هناك وعلينا البحث عن مساعداتهم، هم لا ينتظرون منا مواقف عاطفية بل أن يكون جميع المسؤولين إلى جانبهم لمواجهة آثار هذه المحنة".
وحول موضوع السجون وإذ لفت إلى أن "هناك أناس مطالبهم غير مؤمنة وإلى جانب الإكتظاظ" قال:"من جهة 14 آذار قيتقارب الموضوع من ناحية الكيد السياسي أن حزب الله من حرك المسجونين والأهالي لأهداف مخترعة من قبلهم".
وعليه رد قائلا:"والله هذا ظلم واستمراره يمنع تفاهم الناس مع بعضها وبناء الوطن سويا".
وتابع قائلا:"الناس بيوتها مهدمة أنتم تظلموننا،أناس محبوسة ومظلومة تظلموننا نحن وذلك من أجل تحقيق أهداف سياسية، هذا ظلم لن نسامح عليه".
وعاد وأمد أن "كل جهد نقدر عليه من أجل حل موضوع سجن رومية نحن جاهزون لانه موضوع إنساني وليس حزبي".
وفي موضوعين منفردين شدد على "أننا أبناء هذا البلد وإحدى التي أذكرها مع الرئيس رفيق الحريري رحمه الله في موضوع الإتهامات أن البعض ينظر لنا أننا جالية وقلت له: نحن أبناء هذا البلد أبا عن جد من مئات السنين ونحن ليس لدينا جنسيتين ولا عملين، نحن خلقنا هنا وكبرنا وعشنا وهنا سنموت وسنبقى ولن نرحل".
وطمأن أن "لبنان ليس خيارنا بل قدرنا ونعني بذلك أنه وطننا دما وحياة وصمودا وتجذرا في هذه الأرض".
وحول الإتهامات بأنه يعيش في سرداب أو ما شابه قال:"مفخرة لي أن أكون في سرداب أو مخبأ لأن الإسرائيلي يريد قتلي، هذه نقطة قوة، نحن عشاق شهادة ولكن لن نقدم أي هدية مجانية للعدر بظهوري للعلن كما يعتقدون".
وتوترت العلاقات البحرينية اللبنانية منذ أقل من شهر وذلك بعد إعلان مملكة البحرين استنكارها كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ووصفته حينها أنه "يمثل منظمة إرهابية حافلة بسجل زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة".
والجمعة، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري إتصالا هاتفيا ظهر الجمعة بملك ممكلة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة جرى خلاله البحث بالعلاقات بين البلدين والتطورات على الساحة العربية وهذا ما اعتبره نصرالله "حقا مشروعا".
أما في الموضوع الإيراني، فقد شن الحريري هجوما على إيران الخميس بقوله:"لبنان والعديد من الدول العربية، في الخليج وغير الخليج، تعاني سياسياً، واقتصادياً وأمنياً، من التدخل الإيراني السافر في الداخل العربي، بل إن أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، وبينها لبنان يتمثل في الخروقات الإيرانية المتمادية للنسيج الإجتماعي للمنطقة العربية".
واشار الحريري في كلمة القاها خلال افتتاح اعمال الدورة السادسة للملتقى السعودي – اللبناني ببيروت الى ان "الدول العربية، لم تقارب هذا الأمر من زاوية العداء لإيران".
وعليه رأى أن "القيادة الإيرانية ترجمت هذا الأداء العربي المسؤول والدعوات المتتالية للإنفتاح، بأنه من علامات الضعف والإستسلام في الموقف العربي، فقررت الذهاب إلى أبعد مدى، في خرق المجتمعات العربية واحدةً تلو الأخرى، فكان ما كان في لبنان، ثم البحرين ثم غيرها".