تواصل مساعي التأليف... باسيل: اهتزازات المنطقة لن تجعلنا نقبل بحكومة كيفما كان
Read this story in Englishتواصلت المساعي لانجاز التفاهمات الاساسية بين قوى الاكثرية الجديدة على التركيبة الحكومية. والتقى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي امس الاثنين لهذه الغاية وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي والوزير محمد الصفدي والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، وظل على تشاور دائم مع المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، تردد ان لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، يفترض ان يشكل مؤشرا في اتجاه تذليل بعض العقبات الحكومية.
وقالت اوساط ميقاتي لصحيفة "النهار" انه مرتاح الى مسار الاتصالات، الامر الذي يزيد امكانات التفاهم الكامل ويؤسس لحكومة متناغمة ومتفاعلة على القواعد الدستورية الصحيحة، موضحة انه على اهمية عامل الوقت، فإن ما يهم ميقاتي ان تكون الحكومة في مستوى طموحات اللبنانيين.
واضافت ان رئيس الوزراء المكلّف يسعى الى ان تقوم الحكومة على اسس دستورية تحفظ الحياة السياسية، ولو جاءت متأخرة، من ان تأتي على اسس سياسية غير ثابتة تطيح الدستور ولا تملك مكونات التماسك.
من جهة أخرى، صرّح مصدر بارز في قوى 8 آذار لـ"النهار"، أن عملية التأليف قطعت شوطاً كبيراً وانتقل الكلام الى حيّز التطبيق العملي. لكنه لم ينكر ان ثمة قطبة مخفية تتصل بمقعد وزاري حائر بين الكتل والقوى المشاركة في عملية التأليف.
وبدا واضحاً ان العقدة الاساسية التي لا تزال عالقة تتصل بحقيبة الداخلية التي لم يحسم امرها بعد. وفي حين يتفاءل بعض قوى الاكثرية بإمكان ولادة الحكومة الخميس او الجمعة المقبلين، أفادت صحيفة "النهار" ان عقدة الداخلية حالت حتى الآن دون بت التوزيع النهائي في التركيبة الحكومية. فقد اتفق مبدئياً على ان تكون حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط 11 وزيراً وحصة "تكتل التغيير والاصلاح" 10 وزراء وحصة "امل" و"حزب الله" والحزب القومي والنائب طلال ارسلان والمعارضة السنية 8 وزراء.على ان الاتفاق لم يحصل بعد على الوزير الثلاثين، اي وزير الداخلية، لان العماد ميشال عون لم يسلم بعد بصيغة اختياره توافقياً بين الرئيسين سليمان وميقاتي وعون نفسه. وافادت المعلومات ان هناك طرحاً مثيراً للخلافات يقضي بأن يسمي عون لا الرئيس سليمان ثلاثة مرشحين لهذا المقعد ويجري اختيار واحد منهم، مما يعني حصول عون وتكتله على 11 وزيراً بصورة مبطنة وهو امر لم يحظ بالتوافق.
وقال وزير الطاقة جبران باسيل لصحيفة "السفير" انه لن يكون بإمكان الحكومة المقبلة ان تستمر إذا لم تتوافر فيها مقومات الاستمرار، مشددا على ان المطلوب حكومة لا تستكمل سياسة تقطيع الوقت، بل تكون قادرة على الثبات وتحصين لبنان، في مواجهة عواصف المتغيرات.
واعتبر باسيل ان "من يعتقد ان الاهتزازات في المنطقة ستجعلنا نقبل بحكومة كيفما كان هو مخطئ"، مشددا على انه "كلما تأزم الوضع نصبح أكثر إصرارا على تشكيل حكومة متينة تستطيع التصدي للتحديات، بدلا من ان تتحول الى مجرد ريشة في مهب رياحها".
وكان قد حصل ليل السبت - الاحد الماضي اجتماع في القصر الجمهوري بعيدا عن الاعلام، بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف، جرت خلاله مراجعة لمسار الامور انطلاقاً من حرص ميقاتي على عدم الاقدام على أي خطوة إلا بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، يقابله حرص من سليمان على دعم الرئيس المكلف ومساعدته في مهمته، علما ان مصادر مطلعة أفادت بأن مسودة حكومية نوقشت بين سليمان وميقاتي، وانه كانت لرئيس الجمهورية ملاحظات عليها.