اتهام سوريا لتيار "المستقبل" يتفاقم وتحرك على المستويين القضائي والأمني

Read this story in English W460

استمرت قضية اتهام تيار المستقبل، عبر النائب جمال الجراح، بالتورط في أحداث سوريا بالتفاعل، في وقت بدا وكأن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قرّر أن يأخذ هذا الموضوع على عاتقه، في ظل الفراغ الحكومي الحاصل، بعدما طلب من رئيس المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري التواصل مع الجهات المعنية في دمشق، لتظهير كامل الصورة.

وقال السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي لصحيفة "السفير" إن ردود تيار المستقبل وحلفائه على كلامه الأخير، تندرج في إطار إطلاق الذرائع الهادفة للهروب الى الامام، ولا تصبّ في خانة البحث عن الحقيقة. ورأى أن العلاقة المميّزة بين لبنان وسوريا والأمن المشترك بين البلدين، يستدعيان الحرص على جلاء الحقيقة من دون التوقف عند النصوص الجامدة والشكليات البروتوكولية.

واعتبر أن "التحريض على إثارة الاضطرابات والفوضى في سوريا، وحجم الابتزاز للعمال والطلاب السوريين في لبنان، هما أمران لا يحتاجان إلى شهادتي، بل عكستهما مختلف وسائل الإعلام".

اضاف "إن هناك إثباتات تعزز الاعترافات التي عُرضت عبر شاشة التلفزيون السوري، ولكن سواء نشرت هذه الإثباتات أم لا، فإن المطلوب تحرك من لبنان للبناء على المعطيات الموجودة، وهذا ما لمسنا مؤشراته من خلال اجتماع رئيس الجمهورية مع نصري خوري".

وفي هذا الإطار، قال الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري لـ"السفير" إنه التقى امس الاول السبت رئيس الجمهورية بناء لطلب سليمان، وتبلغ منه السعي عبر الأطر الرسمية الى متابعة هذا الملف عبر القنوات القضائية والأمنية الرسمية لدى الجانبين اللبناني والسوري، من اجل تكوين صورة واضحة عما يجري وجلاء كل الملابسات، موضحاً ان سليمان اكد له حرصه وحرص لبنان على استقرار سوريا، ورفضه ان يكون لبنان منطلقاً لأي اعمال مخلة بأمن سوريا.

واوضح خوري انه سيباشر اتصالاته خلال اليومين المقبلين، وسيتحرك على المستويين القضائي والأمني في البلدين لتحديد طرق المتابعة، واستكشاف إمكانية ان تبادر الجهات الرسمية الى تكوين ملف كامل، يطرح حسب الأصول لاتخاذ المقتضى بناء عليه.

الى ذلك، أكدت أوساط الرئيس نبيه بري لـ"السفير" انه ينتظر تكوين ملف حول قضية جمال الجراح، حتى يدعو هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع ليبنى على الشيء مقتضاه، موضحة انه نصح الجراح خلال لقائه به بأن يهدأ طالما انه يؤكد عدم صحة الاتهامات الموجّهة اليه.

واستغربت أوساط الاكثرية الجديدة "الحملة المحمومة لتيار المستقبل وحلفائه في 14 آذار رداً على الاتهام السوري للجراح، والذي لم يرتق بعد الى مستوى طلب رفع الحصانة عنه وتوقيفه، بينما لا يحرك هذا الفريق ساكناً حيال 33 مذكرة توقيف صادرة عن القضاء السوري بحق شخصيات بارزة في صفوفه، ومن بينها نواب ومقربون جداً من الحريري".

من ناحيته، شدد رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على أن "الاتهامات السورية بحق تيار المستقبل والنائب الجراح هي اتهامات باطلة وليست مبنية اطلاقا لا على وثائق ولا على مستندات"، مضيفا "يجب أن لا ننسى أن هذا الذي يتهمونه هو نائب ولديه حصانة، وبالتالي هناك اسلوب يجب اعتماده، عبر القنوات الرسمية الصحيحة".

التعليقات 0