إنتهاء مظاهرة "حزب التحرير ولاية لبنان" نصرة لشعب سوريا في طرابلس دون حوادث أمنية
Read this story in Englishبعد التصعيد الذي شهدته الأيام القليلة المقبلة والتهويل بوقوع صدامات، انتهت الجمعة مظاهرة "حزب التحرير ولاية لبنان" التي نظمها قرب جامع المنصوري في مدينة طرابلس "نصرة لشعب سوريا" دون أي حوادث أمنية تذكر.
وذكرت قناة الـ"LBC" في هذا المجال أن "متظاهرو الحزب الذي كان عددهم متواضعا جدا طالبوا الدولة بمزيد من الإنفتاح" مشيرة إلى أنه "لم تكن هناك مشاركة فاعلة من التيار السلفي في المدينة".
من جهتها أشارت قناة الـ"OTV" إلى أن إلى أن عدد المشاركين لم يتجاوز الـ1000 لافتة إلى أن ما حصل " جاء كصيغة وسطية إذ تم الإنطلاق من ساحة الجامع إلى ساحة النجمة.
وسار المتظاهرون حاملين اعلاما سوداء كتب على بعضها "لا اله الا الله محمد رسول الله"، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "اوقفوا المجازر بحق الشعب السوري" و"المسلمون في طرابلس يناصرون اخوانهم في درعا وحمص".
وتجمع هؤلاء في الساحة وهم يرددون هتافات "يا سوريا لا تهتمي غدا تاتي الخلافة" و"الله اكبر"، وحاول بعضهم القاء هتافات مناوئة للنظام السوري فتدخل مسؤولون في حزب التحرير ومنعوهم.
والقى مسؤول الاعلام في حزب التحرير احمد القصص كلمة امام المحتشدين قال فيها "نحن امة اسلامية واحدة ونصرة اخواننا في سوريا واجب شرعي".
واضاف ان "النظام السوري يمارس ابشع انواع التنكيل والقتل بحق المتظاهرين السلميين، وسياتي يوم وترفع فيه راية لا اله الا الله في سوريا وتقام الخلافة الاسلامية في كافة ارجاء الدول العربية والاسلامية".
كما تحدث مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الاسلام الشهال فطالب "بانصاف الشعب السوري ووقف ما يرتكب بحقه من مجازر".
ورافق التظاهرة إجراءات أمنية مشددة نفذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي كما قطعت عناصر من قوى الامن ومكافحة الشغب كل الطرق المؤدية من المسجد الى ساحة النور وابقت على طريق واحد مفتوح بينهما.
وتولى قائد سرية طرابلس العميد بسام الايوبي الاشراف على الانتشار الامني الذي فرضته هذه العناصر في محيط المسجد وعلى اسطح المباني، فيما انتشرت عناصر الجيش اللبناني في الاحياء الرئيسية للمدينة ومحيطها، ولوحظ انتشار لعناصر الدفاع المدني والاطفاء.
وكانت منذ الصباح تجول سيارات تعلوها مكبرات للصوت يسيرها "حزب التحرير" وتدعو للمشاركة في التظاهرة.
وعن التظاهرات التي حكي عنها "دعما للنظام في سوريا" علمت قناة الـ"MTV" في هذا الصدد أنها "أُلغيت قبل دقائق قليلة من تنظيم مظاهرة حزب التحرير".
وعن ما حدث قبل بدء المظاهرة بساعات علم أن الإتصالات نجحت مساء الخميس في إقناع "حزب التحرير" بنقل مكان التظاهرة التي سينظمها في طرابلس من ساحة عبد الحميد كرامي الى ساحة النجمة.
من جهته كلن قد أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لصحيفة "الجمهورية" إن منظمي التظاهرة في طرابلس "تبلّغوا في شكل صارم بأنه سيُمنَع عليهم الخروج من محيط جامع المنصوري الكبير، حيث ستنطلق التظاهرة".
وأضاف "لقد أبلغنا اليهم صراحة تنفيذ قرار مجلس الأمن الفرعي بالسماح لهم بالتظاهر داخل حرم الجامع، واذا تجاوزوا محيطه، فهناك تدابير مشدَّدة ستنفذها قوى الأمن يدعمها الجيش اللبناني، ولا تهاون في هذا الأمر بتاتا".
كما تجدر الإشارة إلى أن قد عقد الخميس اجتماعا أمنيا في بيت الوسط جرى فيه جرى التأكيد على "التشدد في تطبيق قرار مجلس الامن الفرعي في الشمال منع التظاهرات واتخاذ الجيش وقوى الامن الداخلي كل الاجراءات الضرورية لتطبيق هذا القرار" بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.
وقال في السياق عينه مصدر أمني لصحيفة "السفير" الصادرة الجمعة إن "الحريري عبر عن ضرورة عدم القيام بأي خطوات تتخذ طابعا استفزازيا يؤدي إلى توترات".
بدوره كان قائد الجيش العماد جان قهوجي أعرب في اجتماعات مع اركان القيادة العسكرية وقادة الوحدات وضباطها عن "الحرص على عدم جعل لبنان مقرا أو ممرا لاستهداف أمن أي من الدول العربية الشقيقة" مشددا على "عدم السماح لاي كان وتحت أي ظرف أو شعار باستغلال الظروف الخارجية لاستدراج لبنان الى الفتنة".
وتأسس حزب التحرير عام 1953 وانتشر لاحقا في دول عدة عربية واسلامية رغم حظره في معظمها، وهدفه اقامة "دولة الخلافة" اي دولة اسلامية واحدة تضم كل البلدان الاسلامية ويشكل لبنان "ولاية" فيها.
وقد حصل هذا الحزب السني في لبنان على "علم وخبر" في العام 2006 من وزارة الداخلية.