هآرتس: حزب الله هو اذكى عدو تواجهه اسرائيل في المنطقة

وصف معلق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية للشؤون العسكرية عاموس هرئيل، "حزب الله"، بأنه "العدو الاذكى التي تواجهه اسرائيل في المنطقة"، اليوم السبت، معتبراً ان طائرة الاستطلاع التي ارسلها الحزب فوق اراضي اسرائيل، والايرانية الصنع، هي دليل على التوازن المعقد في الردع لدى الجانبين.

واوضح هرئيل ان "المؤسسة الامنية في اسرائيل، تواصل التعتيم على مجريات التحقيق في حادثة خرق الطائرة للاجواء الاسرائيلية"، الا انه لفت الى ان "الطائرة لم تكن كما الطائرات الثلاث التي أطلقها حزب الله في ذروة الحرب الماضية قبل ست سنوات، اذ إن مهمة هذه الطائرة كانت مختلفة: تصوير اهداف في اسرائيل، واختبار منظومة الدفاع الجوي، الى جانب ايجاد نوع من الردع".

ولفت الى ان ايران و"حزب الله" يقومان منذ حرب تموز 2006 بـ"استخلاص العبر والدروس من تلك الحرب، وإجراء الاستعدادات العملانية للمواجهة المقبلة، لكن لا أحد معني بالتصعيد شمالاً".

وكان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله قد كشف الأربعاء أن "المقاومة أرسلت طائرة إستطلاع متطورة من الأراضي اللبنانية باتجاه البحر وسيرتها مئات الكيلومترات فوق البحر واخترقت العدو ودخلت وحلقت فوق منشآت وقواعد مهمة لعشرات الكيلومترات فوق الجنوب إلى أن اكتشفها العدو فوق ديمونا وأسقطها"، واصفا العملية بالـ"نوعية".

كما كشف أن "الطائرة صناعة إيرانية والمنتح كوادر من حزب الله وليست روسية".

ورأى هرئيل عبر "هآرتس" ان "حزب الله" لا يستطيع ان يكشف الان، عن اسلحته الثقيلة، وفي مقدمتها الصواريخ الدقيقة، ذات المديات المتوسطة والبعيدة، لان استخدامها ضد اسرائيل، من شأنه ان يتسبب بمواجهة عسكرية في المنطقة".

وعن اختراق الطائرة من دون طيار، الاجواء الاسرائيلية، رأى هرئيل انه "ورقة منطقية من ناحيته (نصر الله)، كي يستعرض قدراته العملانية، ويتسبب بإحراج للجانب الاسرائيلي".

من جانب آخر، لفت هرئيل الى ان المؤسسة العسكرية الاسرائيلية "تبذل جهوداً حثيثة لتهديد العدو، وإفهامه بانها قادرة على تفعيل قدراتها المتفوقة، رغم انها تفضل على نحو واضح، الردع على الحرب"، مضيفاً "بات واضحا ان الحرب المقبلة، ستبدأ في ظروف افتتاحية، تكون صعبة على الجيش الاسرائيلي".

ونقل هرئيل عن العقيد شاي، الذي عمل خلال حرب تموز في منصب ضابط المدفعية الرئيسي في قيادة المنطقة الشمالية، تشديده على ان "اسرائيل ستتعامل ايضا مع الجيش اللبناني، اذا تدخل في القتال".

واوضح شاي، وفق ما جاء في "هآرتس" إن "اسرائيل ستعمل، في حال وقوع الحرب، على دفع السكان المدنيين في لبنان، الى الفرار شمالاً، وبكل الوسائل المتاحة امامها، ومن ضمنها، توزيع مناشير من الجو تدعو الى ذلك، وايضا بلاغات تذاع بالراديو".

واشار الى ان "الجيش الاسرائيلي، سيحرص على إبقاء مسارات السير مفتوحة نحو بيروت، وسيسعى الى عدم التعرض لكل من يتحرك شمالاً"، لكنه اكد أنه "مع الاسف، سوف يصاب سكان مدنيون، لا علاقة لهم بالقتال".

وأكد شاي على "ضرورة إبعاد الحرب قدر الإمكان، لكن إذا فُرضت علينا، فإنه يجب ان نكون جاهزين ولدينا القدرة، على تكبيد "حزب الله خسائر فادحة"، وأكثر بكثير مما كانت عليه خسائره في حرب عام 2006، بل وأكثر وضوحاً وأكثر حسماً".

وافاد ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية، هرئيل الى أن "التفكير الاستراتيجي لدى اسرائيل، وايضا لدى حزب الله، متشابه الى حد كبير، فكلا الجانبين خرج من الحرب الماضية بخلاصة مفادها، بأنه من الافضل لهما عدم التصادم عسكرياً، لأن ثمن المواجهة سيكون مكلفاً للطرفين".