قباني: إرسال حزب الله للطائرة عمل استراتيجي ممتاز ولكن نتمتى لو أنه تم في ظل الدولة

رأى مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني أن "لبنان يمر بمرحلة خطرة وأن "لا إنتخابات إذا نجح مخطط ضربه"، واصفا إرسال حزب الله لطائرة "أيوب" بالعمل "الإستراتيجي الممتاز"، متمنيا في الوقت عينه لو أنه تم في ظل الدولة.

وقال قباني خلال استقبالهوفد من أعضاء نقابة المحريري برائسة الياس عون اليوم الإثنين: "اليوم، عندما يوضع قانون انتخاب نرى الصراع بارزا وواضحا بأن كل فئة تريد أن تأخذ الشعب اللبناني إلى جهتها لتنجح هي".

ولفت الى أن "الدولة في لبنان ليست دولة للاسف"، معتبرا أنها "موجودة فقط في النصوص والدستور والأنظمة".

وأضاف: "إن مكونات الأزمة موجودة كلها السلاح والمال والإنتقام والسباق للحلول مكان الآخر والخطاب السائد وجنون الشارع".

وأوضح أن "المؤامرة على اللبنانيين أكبر، لأن لبنان حقيقة وعملا ونتيجة تركيبته الفكرية والطائفية هو مفتاح المنطقة، إما إلى الخير وإما إلى الشر المتربص بها"، معتبرا أن "في لبنان القضية قضية كراس، قم لأجلس مكانك".

وشدد قباني على ضرورة أن "يكونوا الرؤساء جادين في لجم ما قد يحصل ليس بالخطاب فقط، بل على كل من في يدهم السلاح حتى ولو كانوا ضد بعضهم"، داعيا الى " تشكيل مجلس يضم مندوبين عن كل الفرقاء لتطويق أي إشكال".

وأضاف: "لا يجوز زج الجيش اللبناني في الصراعات الداخلية وليس مطلوبا أن يطلق النار على الشعب. المسلحون هم الذين يملكون الشارع اليوم، ولا يستثني أحد نفسه أبدا".

وشرح أن "المجلس الذي أدعو إلى تشكيله من كل الأطراف هو للحفاظ على الأمن وخطر الصراعات الداخلية. وأول من يجب عليه التفكير في هذا الموضوع هو رئيس الجمهورية ميشال سليمن لانه رأس البلاد"، قائلا في هذا السياق، ان "طاولة الحوار شعار فقط والقمم الروحية هي للدعوة إلى الحوار والتعقل".

وأردف: " هناك مشروع لتفتيت المنطقة العربية كلها من أجل إسرائيل. إسرائيل منذ نشأت عام 1948 لم تنم ليلة واحدة من دون قلق، وهم يفكرون بأنهم خير شعوب الأرض ويجب أن يكونوا أكثر أمنا، لذلك يريدون أن يفقدوا الأمن للآخرين، وعند ذلك يتشكل الأمن الإسرائيلي".

وتابع: "لا أقول ان الأنظمة يجب أن تبقى إطلاقا بل أقول ان المخطط الوافد إلينا يريد تمزيق الدول العربية إلى دول طائفية وإسرائيل تمضي إلى الأمام لتقيم دولتها الكبرى وهي قادمة على هذا المشروع" (.....) أما الشعوب المسكينة التي تطالب اليوم بعدالتها وحقوقها يحاول هولاء العالميون ومن يرتبط بهم في داخل الدول إقتناص مكاسب الشعب".

وأكد "نحن مع الشعوب من أجل حريتها وعدالتها ومع التغيير الذي تنشده ولكن للأسف الأنظمة والخارج يعيثون في بعضهم فسادا".

وحول الشيخ أحمد الاسير قال قباني: "هذا الشيخ ليس تابعا لدار الفتوى ولأن ليس هناك دولة ونظام تكاد كل المؤسسات تفقد هيبتها وهو ليس تابعا للمجلس لنأخذ في حقه شيئا إطلاقا".

ودعا قباني السياسيين " ليكونوا أكثر حكمة وحرصا، فعندما تقع الواقعة لا أحد يستطيع القيام بشيء لأن جنون الشارع يتغلب حتى على القادة السياسيين"، مؤكدا أن الوضع في لبنان يتطلب العقل الحكيم الأمين الصادق".

وعن قانون الإنتخابات، قال قباني: "أنا لا أتكلم إطلاقا في مشروع لأنه موضوع خلاف ونقاش، والقادة السياسيون هم أعرف، إنما لا بد من قانون إنتخابي يتمثل فيه الجميع". مضيفا: "فليكن صوت الجميع في البرلمان لا في الشارع".

وإذ أكد أنه "مع القانون الذي يتمثل فيه الجميع، ودعوتي للناخب ألا يختار سوى الصادق الأمين"، ؤأى قباني أن "لا إنتخابات إذا نجح مخطط ضرب لبنان".

وتوقف قباني أيضا عند طائرة الإستطلاع "أيوب" التي أرسلها حزب الله الى إسرائيل، الخطر الاسرائيلي وطائرة "أيوب"، معتبرا أن "العمل بحد ذاته بغض النظر عن الجهة التي قامت به، عمل إستراتيجي ممتاز، ولكن أن تقوم به جهة تحت أي شعار كان في ظل فرقة بين اللبنانيين كنت أتمناه عملا في ظل الدولة لا في قضية الطائرة بل في عمل المقاومة ككل".

وأوضح أن "لبنان يقوم على التوافق وكثير من الأمور الجيدة لا تتحقق في لبنان لأن التوافق غائب عنها"، مشيرا الى ان أحدا "لا يستطيع أن يفرض نفسه على كل اللبنانيين حتى ولو كان قادرا وصالحا".

وأردف: "لو نجح عمل الطائرة فستفشل مواضيع مماثلة له لأنه لم يحظ بإجماع اللبنانيين".