جنبلاط يخشى من تصاعد حدّة التباين السني ــ الشيعي ليصل إلى حدود الصراع

Read this story in English

اكّد رئيس جبهة "النضال الوطني" وليد جنبلاط انه يخشى حالياً من "تصاعد حدّة التباين السني ــ الشيعي ليصل إلى حدود الصراع".

وشدّد جنبلاط لصحيفة "الاخبار" على "ضرورة استعادة التواصل بين زعيم تيّار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله".

واوضح جنبلاط ان "السياق الذي تسير باتجاهه الأمور في لبنان يُنذر بعواقب غير معروفة، لكنّها ستؤذي الجميع"، مشيراً الى ان "التواصل المقطوع لا يؤدّي إلّا إلى المزيد من التأزيم".

واضاف جنبلاط انه "يُحاول طرح المبادرات لجمع هذه الأطراف"، ولم ينجح حتى اللحظة.

وذكر انه اتصال بالحريري ليطلب منه التواصل مع الرئيس نبيه برّي، لكنه "انتهى بدون جواب إيجابي من الحريري"، كما التقى الرئيس فؤاد السنيورة على طاولة صديق مشترك، ليطلب منه الدفع في الاتجاه عينه، "لكن السنيورة لا يستطيع فعل أي شيء بدون موافقة الحريري".

وذكر ان "الحريري رفع سقف خطابه في 13 آذار الماضي خلع سترته، وخلع معها السقوف السياسيّة التي كان ملتزماً بها"، واعلن رفضه السلاح "طيّب وما الخطوة التالية؟".

واضاف جنبلاط "أنا أعرف هذه الوقفة جيداً. أعرف كيف ينجرّ الواحد منّا وراء الجمهور المحتشد، والمشكلة أن الجميع سيدفع الثمن"، موضحاً انه "على الحريري العودة خطوة إلى الوراء".

وعن سبب الحوار مع الحريري، يؤكّد جنبلاط انه "شئنا أو أبينا ما زال الممثّل الأوّل للسنّة".

ويشدّد على ان "كلّ دولة مشغولة بنفسها، وما علينا إلّا الحوار لحلّ مشاكلنا"، بالاضافة الى ان "الجامعة العربيّة باتت غير موجودة والثورات العربيّة تنحرف عن سياقها في أغلب الدول".

ويعتقد جنبلاط "أن لا أحد يجد نفسه مسؤولاً عن طرح مبادرةٍ لحلّ الأوضاع في لبنان، أو تسوية لعدم جرّ الأمور إلى الانفجار".

وعن ما يُمكن أن يفعله هو، يُجيب "ماذا أفعل أكثر من هذا؟ أدعوهم للحوار. هم القادرون على التحاور لتجاوز هذه المرحلة".

رأى جنبلاط ان العقبات الموجودة في الملف الحكومي "ليست عقبات غير قابلة للحلّ"، مستغرباً عدم تأليفها حتى اليوم.

ورفض جنبلاط تحميل المسؤوليّة لطرف دون آخر، لكنّه يعرف تماماً أن "التأخير يضرّ على مختلف الصعد". ويروي ان "الدولة تتفكّك والإدارة تفرغ يوماً بعد آخر".

واضاف انه شغر منصب رئيس أركان الجيش، وبعد أسابيع قليلة يشغر منصب حاكم مصرف لبنان والتمرّد في سجن رومية مشكلة قديمة تأخّرت الدولة في إيجاد حلول جذريّة لها، وهي قابلة للتفاقم، "وقد أخبروني عمّا يجري في رومية، هذا أمر غير مقبول بتاتاً".

يذكر جنبلاط ملف اختطاف الأستونيين السبعة واستمرار اللغز حولهم من دون تحقيق تقدّم جدي في التحقيقات، وموضوع التعديّات على المشاعات الذي انفجر جنوباً في الأسابيع الماضية، ويضعها كلها كدليل على تفكّك الدولة.

وعن اذا كانت هذه المشاكل ازمة نظام، يؤكّد ان "النظام مأزوم من البداية، لكن لا يُمكن تغييره اليوم، علينا أن نُؤلف الحكومة." ويشير

ان "تأليف الحكومة يُمكن أن يُسهم في الحدّ من التدهور"، ويشدّد على ان "الأساس هو الحوار السني ــ الشيعي".

من جهة اخرى، وفي ظلّ الفراغ الحكومي، اوضح جنبلاط انه يعمل "مع أحد الأصدقاء على تزويد بلدة بقعاتا بالمياه عبر ربطها بقنوات من المياه التي تمرّ بالمختارة آتيّة من الباروك، عبر قنوات بناها جدي بشير جنبلاط، وقلّده الأمير بشير الشهابي بجرّ المياه من نبع الصفا إلى بيت الدين، وأعتقد أننا سننتهي من العمل في شهر تموز وسنُسلّمها لمصلحة مياه الباروك لتُديرها".

ويعمل جنبلاط على تحويل مزارع البقر المنتشرة في الشوف إلى مزارع بقر نموذجيّة، "وذلك بعدما اكتشفنا أن هذه المزارع منتجة في الجبل، وسأزود المزارعين بأراضٍ، وهم يقترضون من مؤسسة كفالات، وقريباً يبدأ العمل بأول مزرعة. وسنسعى إلى تحويل مزارع الدجاج إلى مزارع تلتزم المعايير العالميّة المعتمدة خصوصاً لجهة البيئة".

وفي الملف السياسي في الشوف، يلفت جنبلاط إلى أن "الأمور باتت أفضل مع إقليم الخروب، وقد أسهمت انتخابات نقابة المهندسين إيجاباً على هذا الصعيد، وخصوصاً مع انتخاب رئيس بلديّة داريا محمد بصبوص عضواً في مجلس النقابة بدعمٍ من الحزب التقدمي الاشتراكي، وهناك علاقات اجتماعيّة وسياسيّة وعائليّة قديمة مع الإقليم".

التعليقات 0