بعبدا وفردان تنفيان أن يكون سليمان أبلغ ميقاتي استعداده للتخلي عن "الداخلية"
Read this story in Englishنفت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء "المركزية" المعلومات التي سربتها أوساط سياسية حول تشكيل الحكومة وما تردد من أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد تخلى عن حقيبة وزارة الداخلية وعن تمسكه بالوزير الحالي زياد بارود، وانه ابلغ ذلك الى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مؤخراً.
وأكدت المصادر ان لا صحة لهذه المعلومات على الإطلاق ووصفتها في إطار "التسريبات ليس إلا".
كما أوضحت ان "الرئيس ميقاتي وضع مبادئ ومعايير على أساسها سيتم تشكيل الحكومة ومنها أيضاً الحقائب الأمنية في إيد حيادية وخارج الصراع السياسي اي لدى رئيس الجمهورية الحيادي والتوافقي الوفاقي كما ثبت طيلة تمرسه في المسؤولية".
ولفتت في السياق عينه أن "ما يُشاع عن إبعاد بارود عن "الداخلية" وعن تخلي الرئيس سليمان عن حقيبة الداخلية غير صحيح وغير دقيق" رافضة الدخول في تفاصيل هذا الأمر تاركة إياه بين يدي الرئيس ميقاتي الذي يجري الاتصالات اللازمة من أجل تذليل العقبات التي تعترض تأليف الحكومة.
كذلك أجمعت مصادر قصر بعبدا وفردان لإذاعة صوت لبنان (100.5) على نفي "ما أشيع عن تنازل رئيس الجمهورية في اتصال اجراه مع ميقاتي عن حقيبة الداخلية لاختيار بديل يرضي جميع الاطراف" كما ذكرت الإذاعة.
وكانت قد نقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر متابعة للملف الحكومي بأن الرئيس سليمان اتصل أمس بميقاتي وأبلغه استعداده للتخلي عن حقيبة الداخلية لمصلحة شخصية محايدة تكون موضع قبول من جميع الأطراف المعنية بالتأليف، علماً بأن أوساط ميقاتي فضّلت التريّث في إشاعة التفاؤل.
وفي أجواء التشكيل لم تبرز اي تطورات جديدة تتصل بمأزق تأليف الحكومة. فيما افادت المعلومات المتوافرة ان الاتصالات مستمرة ولم يحصل اي تعديل في موقف كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون من عقدة وزارة الداخلية على رغم طرح بدائل عدة لاسناد هذه الحقيبة الى وزير محايد أو يحظى بموافقة مختلف الاطراف.
واشارت الاوساط القريبة من رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي الى انه مرتاح الى المشاورات الجارية وهو ليس في وارد الاعتذار اطلاقاً. وقالت ان ميقاتي يعطي نفسه مهلة ايام بالتشاور مع الرئيس سليمان بعدما استمع الى كل المواقف وتجمعت لديه كل المعطيات التي باتت واضحة للجميع.
واضافت الاوساط لصحيفة "النهار" ان البحث جار لتحديد المخرج الملائم للمرحلة الراهنة، فاما تكون حكومة برلمانية أو حكومة تكنوقراط اذا تعذر التوصل الى حكومة سياسية. واكدت ان الاتفاق لا يزال قائماً حتى الآن على التوزيع الحكومي على القاعدة التي انتهت اليها مفاوضات الاسبوع الماضي.
كذلك، قالت أوساط الرئيس المكلف لصحيفة "السفير" إن ثابتتين تحكمان عمله لن يتنازل عنهما، الاولى هي ممارسة دوره الدستوري في التشكيل، والثانية انفتاحه على الجميع لتشكيل حكومة منتجة.
وأكدت أوساط ميقاتي أنه سيضع في نهاية المطاف التشكيلة التي يراها مناسبة، بعد استنفاد الوقت اللازم أمام المساعي التي أعطاها مداها بناء لتمنيات أكثر من طرف. وهو يمتلك في جيبه تشكيلتين جاهزتين، واحدة ثلاثينية سياسية مطعمة بتكنوقراط، واخرى من 24 وزيراً تكنوقراط، ليضع الأطراف كافة أمام مسؤولياتها في اللحظة المناسبة.
من جهتها أكدت أوساط بعبدا، لصحيفة "اللواء"، أن الأمور لن تنضج بين ليلة وضحاها، كاشفة عن أن عقدة تشكيل الحكومة تتخطى حقيبة الداخلية، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية لا يقبل بأن تكون الداخلية مشكلة، لافتة إلى أنه سيتم الاتفاق على إسنادها إلى شخصية تحظى برضى الجميع•
وأوضحت مصادر متعددة معنية بتذليل العقبات أمام التركيبة الحكومية لصحيفة "الحياة" أن دمشق مع الإسراع في ولادة الحكومة وهي تدعو الى تسهيل الطريق أمام تظهيرها الى العلن لكنها تأبى التدخل المباشر في الوقت الحاضر وتترك لـ"حزب الله" مهمة السعي لدى عون من أجل "تنعيم" موقفه خصوصاً أنه يتفهم وجهة نظر ميقاتي لكنه يتفادى الدخول مع حليفه "التيار الوطني" في صدام لما للأخير من مواقف أمّنت الغطاء له في أحلك الظروف السياسية وفي أشد الحملات التي كانت تستهدفه.