صيدا شيعت ضحيتي أحداث الأحد والأسير دعا الى الهدوء

شيعت مدينة صيدا الإثنين ضحيتي الأحداث التي وقعت الأحد في صيدا لبنان العزي وعلي سمهون، وسط حداد وإقفال تام وانتشار أمني واسع في المدينة.

وأمّ إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير المصلين في "جامع الشهداء" بمشاركة حشد شعبي، ودعا إلى "السكينة والصلاة والمحافظة على الهدوء"، وقال: "دم الشهداء سيرفع رأس الأمة، ودوار الكرامة في صيدا سيكون بداية كرامة كل الأمة، والكلام سيكون في ما بعد، أما الآن فسنلتزم بالسكينة حتى الإنتهاء من وداع الأحبة".

وووري الجثمانان في الثرى في "دوار الكرامة".

وحمل بعض أنصار الأسير السلاح دون أن يتم إطلاق النار خلال التشييع. وكذلك حضر الفنان فضل شاكر المراسم.

هذا وخيم الهدوء على منطقة صيدا في ظل انتشار امني كثيف للجيش اللبناني، ووسط اقفال المدارس والمحال التجارية في المنطقة "حداداً".

وتوالت الدعوات الى الاضراب خصوصاً من قبل "تيار المستقبل" و"التنظيم الشعبي الناصري" و"جمعية تجار صيدا"، حداداً على الضحايا الذين سقطوا في اشتباكات الاحد.

يُذكر ان الاشكال قد بدأ، اثر مطالبة الأسير بإزالة الشعارات والأعلام المتصلة بمناسبة عاشوراء من بعض الشوارع، واعطى مهلة 48 ساعة لازالتها.

وقالت مصادر أمنية لصحيفة "السفير" إن الأسير رفع لاحقاً منسوب مطالبه، وأصرّ على نزع صورة للشهيد عماد مغنية في حي التعمير، فيما قال شهود عيان إن موكباً من أنصاره، تردد ان الأسير كان ضمنه، توجه مباشرة نحو صورة مرفوعة منذ سنوات للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وعملوا فيها تمزيقاً.

وأدى تطور الأمر الى إشكال أمني بين مناصرين للاسير وآخرين لـ"حزب الله"، تخلله إطلاق نار ادى الى مقتل 3 واصابة عدد من الاشخاص.

ونقلت "السفير" عن مصادر امنية ان "الوضع في صيدا بات يتطلب إعلان حالة طوارئ في المدينة، أو إعلانها منطقة عسكرية"، مشيرة الى ان هذا الامر سيُبحث خلال جلسة مجلس الوزراء، الاربعاء المقبل.

كما شددت المصادر على ان "الموقف في عاصمة الجنوب لم يعد يحتمل الاسترخاء في التعاطي معه، وصيدا باتت مفتاح الاستقرار او الفتنة في البلد، الأمر الذي يستلزم قرارات حاسمة وحازمة في التعاطي مع وضعها الأمني".

وسط هذه الاجواء، عقد وزير الداخلية مروان شربل، اجتماعاً لمجلس الامن المركزي في صيدا ليل الاحد، اكد عدم وجود "حصانة على أحد ولا أمن بالتراضي"، لافتاً الى أن الجيش تبلغ التعليمات واضحة من قيادته تقتضي بإطلاق النار على كل من يحمل السلاح".

الى ذلك، افادت "السفير" ان بعض الحاضرين في اجتماع مجلس الأمن المركزي، اقترح "إلقاء القبض على الأسير بعد الحصول على الغطاء السياسي اللازم لهذه العملية، فرد شربل متسائلا: وماذا عن تداعيات مثل هذه الخطوة؟ هل يستطيع أحد أن يضمن ما بعدها؟".

يُشار الى ان قيادة الجيش، اصدرت بياناً الاحد، شددت فيه على أنها "لن تتهاون مع أي محاولة للاخلال بالأمن واثارة الفتنة، وانها ستتعامل بكل حزم وقوة مع المظاهر المسلحة لأي جهة انتمت".