"ويكيليكس" عن سليمان: أعمال "حزب اللّه" في بيروت ميليشيويّة واستخدم "الهجوم السرطاني"
Read this story in Englishنقلت صحيفة "الاخبار" عن برقية اميركية تعود لـ""ويكيليكس" وتتناول لقاءين تمّا في 11 ايار بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والقائمة بالاعمال ميشيل سيسون. وموضوع الوثيقة هو ان "قائد الجيش يقول إنّه سيحمي الحكومة" وتحمل الرقم 08BEIRUT661 ويعود تاريخها الى 12 أيار 2008.
وذكرت الوثيقة ان سيسون اجتمعت مع الملحق العسكري وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السفارة، بقائد الجيش اللبناني ميشال سليمان في اليرزة، خلال فترتين مختلفتين من اليوم ذاته، في 11 أيار، مرة في الصباح وأخرى في المساء، مشيرة الى ان "سليمان بدا مرتاحاً أكثر مما يتوقع المرء، نسبة إلى حجم الاشتباكات الواقعة بين "حزب الله" والدروز، المترافقة مع ضغط سياسي هائل يمارسه عليه قادة "14 آذار".
واشارت الوثيقة الى ان سليمان "أخبر سيسون أن التقارير التي تفيد باستقالات على نطاق واسع في الجيش، هي تقارير كاذبة. بل إن بعض الضباط أتوا إليه لتقديم استقالاتهم وعيونهم مغرورقة بالدموع. ضابط الاستخبارات في الجيش اللبناني، العميد غسان بلعة، المقرّب جداً من رئيس الحكومة السنيورة، كان من أوائل الذين قدّموا استقالتهم. والضابط السنّي في الجيش اللبناني، القائد العسكري للمنطقة الشمالية، اللواء عبد الحميد درويش، قدّم استقالته ايضاً، واضافت الوثيقة ان سليمان التقى بالضابطين المذكورين وطلب منهما عدم الاستقالة."
واوضحت الوثيقة انه "وفقاً لسليمان، فإنه أثار فيهما وطنيتهما والتزامهما تجاه الجيش اللبناني كي لا يقبل استقالتهما. واعترف سليمان بأن الضباط السنّة والدروز، ومجتمعاتهم المذهبية، قد أُهينوا بسبب الأحداث الاخيرة".
واضافت الوثيقة ان "سليمان اعاد إلى ذهن الضابطين، الفترة التي أهين فيها عام 1982 عندما كان نقيباً في منطقة الدامور، وطرد الدروز المسيحيين. ورغم إهانته لم يترك الجيش، ولذلك يجب عليهما ألا يستقيلا الآن. ورغم مطالبته الشديدة بعدم تقديم استقالتهما لقائد الجيش، قدّم كل من الضابطين، تباعاً، استقالتهما لمكاتب شؤون الموظفين في الجيش. أخبرنا سليمان أنه لن يوافق على الاستقالات. في ما يخص قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن شوقي المصري، تجاهل سليمان سؤالنا وقال: "لم أساله عن استقالته".
واكّدت الوثيقة ان "سليمان ابلغنا أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من جنبلاط ليقول له إنه أمر المصري بالبقاء في صفوف الجيش".
واكّدت الوثيقة ان "سليمان أمضى وقتاً طويلاً، ليصنع رسوماً عن مواقع الجيش، كي يشرح مدى صعوبة الأمر في بيروت".
ونقلت الوثيقة عن سيسون قولها ان الرئيس اخبرها ان "الطابع المذهبي المختلط للأحياء السكنية في بيروت الغربية، جعل من المستحيل توزيع فرق الجيش بين الطوائف".
وبحسب الوثيقة، "افترض سليمان أن الشيعة كانوا يُعدّون لهذا الحدث منذ وقت طويل واستحصلوا على أسلحة وذخائر أكثر من السنة، موضحاً ان تكتيكات الهجوم السرطاني لـ"حزب الله". وشرح بأنه "عند اندلاع الاشتباكات في الأحياء المختلطة مذهبياً، سيتسلل "حزب الله" إلى الأبنية الشيعية، وينشئ مراكز مستقبلية له، ومن ثم سيتوسع وينتشر من بناء إلى آخر، كانتشار السرطان".
وذكرت سيسون في البرقية انه "من وجهة نظر سليمان، الطريقة العسكرية الوحيدة التي كانت ستنجح في هذه الحالة، هي إخلاء جميع السكان من مناطقهم والهجوم على المقاتلين الماكثين فيها، "كما فعلنا في نهر البارد، حيث دمّرنا كل شيء".
ووصف سليمان أعمال "حزب الله" بالأعمال الميليشيوية". وعند إثارة هذه النقطة، أجاب سليمان أنه يدرك تماماً ما يقوله. "هذه ليست بمقاومة. هذه أعمال ميليشيوية"، قال سليمان.
وذكر سليمان انه "لم أقصد إحراجه. لم تكن هذه نيّتي. رأيت أن بإمكاني تأمين التغطية له لإخراجه من الأزمة السياسية"، وذلك بعد خطاب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يوم 10 أيار الذي دعا فيه الجيش للتحقيق في هاتين المسألتين، أصدر العماد ميشال سليمان بياناً صحافياً ينص على قبوله تحمّل مسؤولية هاتين المسألتين. بعد نصف ساعة من قبوله التحقيق في المسألتين، أرسل سليمان "تقريراً" إلى رئيس الحكومة يقول فيه إن التحقيق الأولي قد أنجز واقترح إلغاء قراري مجلس الوزراء. واشارت سيسون الى ان السنيورة اعتبر هذه الرسالة محرجة ومهينة جدّاً في الوقت ذاته.
وشرح سليمان لسيسون إنه "أعدّ التقرير قبل ثلاثة أيام، أي يوم 6 أيار، خلال اجتماع المجلس العسكري الأسبوعي. واعتبر المجلس مدير جهاز أمن المطار مذنباً في الحدّ الأقصى بسبب عدم التزامه بإحالة التقارير الى المعنيين الأرفع مستوى منه، وهي تهمة لا تستحق أن يقال بسببها. حين جرى التصويت على القرار، استحصل المجلس العسكري على 3 أصوات توافق على إلغاء قراري مجلس الوزراء في انتظار تحقيقات الجيش، وصوت معارض واحد، هو العميد السني سعيد عيد، المستشار العسكري لرئيس الحكومة السنيورة. بعد اتخاذ القرار، قال عيد لسليمان إنه موافق مع المجلس لكن لم يكن لديه خيار إلا أن يعارض. أعرب سليمان عن تفهمه لموقفه، كما تفهمه جميع الضباط الآخرين في المجلس العسكري. الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو الحوار. يدرك "حزب الله" أنه لا يمكنه الاستحواذ على كل شيء".
وقال سليمان "أقول لهم إنهم ارتكبوا خطأ هائلاً"، وشرحت الوثيقة ان "سليمان يعتقد أن أعمال "حزب الله" الميليشيوية أثناء الأيام الثلاثة الماضية قد فتحت جبهة جديدة للصراع السني – الشيعي في منطقة الشرق الأوسط ككل".
وقال سليمان لأحد نواب "حزب الله" في الآونة الاخيرة، "بتصرفكم هذا، خلقتم إرهابيين من السنة، ليس واحداً فقط، بل سيتكون على الطرقات الكثير من الظواهريين المناهضين لكم". بحسب سليمان، هذه هي الرسالة التي نقلها إلى نصر الله كتحذير ليسترعي انتباهه.
وأخبرت سيسون سليمان أن "السفارة قد تحدثت إلى ضابط في الجيش اللبناني اشتكى من أن "السياسيين قد أقحمونا في هذه الفوضى، وليس من واجب الجيش أن يحميهم".
وتوجّهت سيسون إلى سليمان بالقول إن هذا أمر مرفوض، ويجب حماية السرايا الكبيرة ومنازل الزعماء السياسيين، خاصة في ظل الشائعات المنتشرة عن احتمال تعرّض هذه المواقع للهجوم خلال الليل.
وأثناء الاجتماع المسائي مع سليمان، اتصل مساعد وزير الدفاع الأميركي إيريك أدلمان ليتشاور مع القائمة بالأعمال وتحدّث إلى العماد سليمان، "بعد توجيهه خطاباً شديد اللهجة لسليمان، يتضمّن توقعات الحكومة الأميركية المتعلقة بحماية المؤسسات الحكومية والزعماء السياسيين، اتصل سليمان بقادته العسكريين".
وذكرت الوثيقة ان "سليمان شدّد أمام القائمة بالأعمال، على أوامره السابقة لقائد الفوج العميد الركن صالح قيس، شيعي المذهب وقال بالتحديد، "ستدافع عن السرايا الكبيرة وقريطم وكليمنصو حتى الموت. ضحوا بأنفسكم لحماية هذه الأماكن. على العدو أن يجتاز جثثكم ليدخل الى هذه المناطق. أكرر، أطلقوا النار إذا هوجمتم".