جنبلاط يعتبر أن "الربيع العربي وصل فلسطين": للإبتعاد عن التخوين والذهاب للحوار

أكد رئيس كتلة "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ضرورة العودة إلى طاولة الحوار للإستفادة "من سلاح المقاومة دفاعيا" معتبرا أن "الربيع العربي وصل إلى فلسطين" مع "التغير الكبير" في موقف مصر و"الإنتصار الحتمي للثورة" في سوريا.

وقال جنبلاط في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الإشتراكي ينشر الثلاثاء "ها هو الربيع العربي يصل أخيراً، على طريقته، إلى فلسطين (..) مؤكداً مرة أخرى حتميّة التاريخ التي تثبت أن لا مفر من أن تنال الشعوب حريتها وحقوقها وكرامتها".

والأربعاء أطلقت إسرائيل عملية واسعة على قطاع غزة بعنوان "عامود السحاب" لاغتيال قادرة "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) وذلك بعد اغتيال قائد عسكري كبير فيها هو أحمد الجعبري.

وإذ لم يتوقف إطلاق النار حتى اليوم إلا أن هناك صواريخ طالت للمرة الأولى العاصمة تل أبيب وهي من نوع "فجر 5" المصنع في إيران.

وعليه شرح جنبلاط أن "ما يجري في غزة يعيد دحض الأساطير التي كتبت عن التفوق العسكري الاسرائيلي وقد سبق له أن تحطم في بيروت التي خرجت منتصرة من الاحتلال والحصار وفي الجبل والاقليم والضاحية وصيدا والجنوب والبقاع الغربي".

كذلك ذكر جنبلاط أنه "في العام 2000 عندما تحرر الجنوب اللبناني والبقاع الغربي دون قيد أو شرط ولاحقاً في العام 2006 أخفقت إسرائيل، رغم الدمار الهائل الذي خلفته من أن تحقق إنتصاراً يُذكر".

وأبدى تأكيده "أن الشعب الفلسطيني لا بد له أن ينتصر في نهاية المطاف لأنه يطالب بحقوقه الوطنية المشروعة، بوقف التوسع الاستيطاني، بإقامة دولة مستقلة قابلة للحياة، بعودة اللاجئين إلى أرضهم".

كما اعتبر أن "القوة الاسرائيلية، مهما تعاظمت وكبرت وتوسعت، فإنها أعجز من أن تستطيع أن تلغي هذه الحقوق أو تطمرها أو تدمرها" .

إلا أن جنبلاط شدد في الوقت عينه على "إن إنهاء الصراع العربي- الاسرائيلي لا ينجح إلا على قاعدة حل الدولتين، وهو ما يتطلب أعجوبة سياسية ما أو تدخل جدي من الدول الكبرى" مذكرا "أن الحلول السابقة المجتزأة مثل إتفاقية أوسلو قد أثبتت عقمها".

وإذ شدد جنبلاط على ضرورة مواصلة النضال من قبل الفلسطينيين استدرك قائلا "إلا أن ذلك لا يلغي ضرورة إنخراط كل الأطراف بقراءة سياسية معمقة للواقع الاقليمي المستجد لا سيما أن ما إصطلح على تسميته "البيئة الحاضنة" قد تغيّر بشكل نوعي وكبير".

وهنا شرح أن "مصر تغيّرت بشكل كبير وهي اليوم مختلفة عن مرحلة الرئيس السابق حسني مبارك الذي حافظ على اتفاقية كامب ديافيد وطبق بنودها حرفياً".

وتابع رئيس "التقدمي الإشتراكي" مفسرا "أن سوريا تعيش مراحل دقيقة وحساسة جداً في تاريخها المعاصر وهي تمر بظروف قاسية نتيجة الحرب الطاحنة التي تولدت بفعل العنف الذي مارسه ويمارسه النظام".

وعليه أبدى اعتقاده أنه "سوف تخرج الثورة منتصرة في نهاية المطاف، ما قد يخلق وقائع جديدة تغير المعادلات القائمة وتفضي لإلغاء مفاعيل إتفاق الفصل الموقع سنة 1973، وهو ما قد ينطبق على حالات أخرى مشابهة نتيجة توق الشعوب العربية للتغيير وتعلقها بالقضية الفلسطينية".

من جهة أخرى انتقد جنبلاط إيران التي "عوض أن تستضيف مؤتمرات ذات طابع فولكلوري زُيّنت ببعض المعارضات الوهمية حري بها أن تقارب العالم العربي بنظرة جديدة وسياسة جديدة بدل التمسك بنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الآيل إلى السقوط عاجلاً أم آجلاً" وذلك في إشارة إلى مؤتمر للحوار على سوريا لم تحضره إلا معارضة في الداخل وقريبة من النظام.

ولفت جنبلاط إلى أن إيران تضحي "بذلك بمفهومها الأساسي الذي تقول به ويستند إلى دعم فلسطين" مستغربا "هذا التناقض المريب بين دعمها للفلسطينيين في نضالهم للتخلص من الظلم الاسرائيلي، ودعمهم في الوقت ذاته للنظام السوري الذي يمارس أقسى أنواع الظلم ضد الشعب السوري الذي يطالب أيضاً بحريته وكرامته".

ومن الوضع الفلسطيني تطرق جنبلاط في لبنان أيضاً الذي "منذ العام 2006، تراجع مفهوم البيئة الحاضنة بفعل الانقسام السياسي الحاد وأحداث السابع من أيار وهو ما يحتم ضرورة الابتعاد عن لغة التخوين أو لغة الاتهام".

وأشار إلى أن الأمر لا يتحقق إلا بالذهاب مجدداً إلى الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لمناقشة البنود التي إقترحها "وفي طليعتها كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة دفاعياً بهدف تحصين الساحة الداخلية ورص الصفوف في هذه اللحظة الاقليمية الصعبة والحساسة" .

ها وختم رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" بالقول "في يوم الشهيد بيار أمين الجميّل، نجدّد التضامن مع الشيخ أمين الجميّل وعائلته، ونستذكر الشهيد الذي ناضل في سبيل الحرية والاستقلال وسعى لتحقيق حلمه بقيام وطن موحد ودولة قوية وقادرة على حماية جميع مواطنيها دون تمييز أو تفرقة" .