"ويكيليكس" عن جعجع: الحريري وجنبلاط قد يبرمان صفقات على حساب 14 آذار وكلام الحريري فارغ
Read this story in Englishنقلت صحيفة "الاخبار" عن برقية اميركية لـ"ويكيليكس" تحمل رقم 08BEIRUT701 ويعود تاريخها الى 15 أيار 2008 وموضوعها "سمير جعجع ذاهباً إلى الدوحة، لا لصيغة 10–10–10"، حيث ذكرت القائمة بالاعمال ميشيل سيسون انه "خلال اجتماع مسائي متأخّر يوم الخميس 15 أيار، أخبر زعيم القوات اللبنانية، سمير جعجع، القائمة بالأعمال أنه يخشى أن تبرم الصفقات المتعلقة بتأليف الحكومة اللبنانية المقبلة من تحت الطاولة، وأن ينحرف سعد الحريري عن جدول أعمال 14 آذار".
وذكرت سيسون في البرقية ان "جعجع طالب واشنطن بالتحديد بأن تتصل بالسعوديين وسعد هاتفياً لحشد الدعم لجدول أعمال 14 آذار".
وقال جعجع إن "14 آذار لن توافق على معادلة 10-10-10 لتأليف الحكومة أو أي شيء قد يعطي لـ"حزب الله" حق نقض قرارات الحكومة".
واوضحت سيسون ان "جعجع يعتقد أن الوقت مناسب للمطالبة بقرار دولي يحذّر جميع الأطراف من أنه إذا استُخدم السلاح لتغيير الوضع السياسي، فإن مجلس الأمن سيتدخل".
واجتمعت سيسون في 15 أيار يرافقها الملحق العسكري، بسمير جعجع في مركز القوات اللبنانية الرئيسي في معراب، حيث "كان جعجع سريعاً بإخبارنا أنه لا يجدر بوليد جنبلاط الذهاب الى الدوحة، لأن جعجع متيقن من إبرام وليد للصفقات من خلف ظهر الجميع".
وذكرت سيسون، بحسب الوثيقة دائماً، انه "لدى جعجع انطباع بأن سعد الحريري أيضاً في مزاج لإبرام الصفقات ليُنتخب رئيساً للحكومة"، مشيرة الى ان "جعجع قال إنه اتصل بمستشار الحريري، غطاس خوري، في وقت سابق من المساء، ليعلمه أن القوات اللبنانية ستنسحب كلياً من التجمّع إذا أبرم اتفاق من تحت الطاولة".
ورأت سيسون ان "جعجع، القلق من هذه الصفقات، أصرّ على أن تهاتف واشنطن السعوديين في أقرب وقت ممكن، لإبلاغهم بضرورة إظهار سعد حازماً في الدوحة وأن لا يعقد صفقة ما على حساب الأرضية السياسية والأخلاقية لـ14 آذار".
وشدّد جعجع بأنه "على السعوديين أن يدركوا أن القوات اللبنانية لن تقبل بأي اتفاق ينص على معادلة 10-10-10 أو يمنح "حزب الله" حق النقض"، موضحة ان "جعجع يعتقد أن قادة 14 آذار الآخرين، كرئيس الحكومة فؤاد السنيورة والقادة المسيحيين، صامدون في مواجهة مُبرمي الصفقات. وفي الوقت نفسه، يرى جعجع أن سعد كلامه فارغ وجنبلاط خائف، وبالتالي فإنهما يبحثان عن مخرج ما".
وذكر جعجع بأن "نحن نقف على الخط الأحمر، خسر "حزب الله" أكثر مما كسب جراء ما أقدم عليه. علينا أن نحافظ على أرضيتنا السياسية بما أنهم هاجموا الشعب اللبناني".
واشارت سيسون الى ان "جعجع يعتقد أن جدول أعمال الدوحة مكتمل وليس هناك أي مسائل أخرى لتطرح على طاولة النقاش". وقال جعجع إن "أياً من الحقائب السيادية، أي الداخلية، والمالية، والخارجية والعدل و الدفاع، لن تكون موضع نقاش في الدوحة".
واوصى جعجع أن "ينقل الجيش أيّ ذخائر أو معدات مخزنة في مناطق نفوذ "حزب الله". كما أكّد الملحق العسكري لجعجع أن الجيش يتخذ إجراءات مسبقاً لحماية أسلحته كما يفعل عادة.
وحذّر جعجع بعدما هاجم مدير مكتب استخبارات الجيش اللبناني جورج خوري من أن تؤمن الولايات المتحدة الاميركية أجهزة تنصّت لخوري، إذ إنه قد يستخدمها ضد القوات اللبنانية.
وقالت سيسون في الوثيقة ان "جعجع يظن أن الجيش اللبناني يواجه وقتاً عصيباً بعد أحداث الأسبوع الماضي"، مشيرة الى ان "جعجع أخبرنا أن بحوزته معلومات تفيد أن ضباط الجيش اللبناني يتعاونون مع مدنيين أصوليين لإنشاء ومراقبة المنظمات التي تحتفظ بالأسلحة".
وقال جعجع إن "هؤلاء الضباط يقومون بذلك استعداداً لمرحلة أخرى من الاضطرابات كتلك التي شهدناها هذا الأسبوع مع "حزب الله".
وأخبر جعجع سيسون أنه التقى القائم بالاعمال الفرنسي، أندريه باران، منذ يومين، كما التقى السفيرين اليوناني والإيطالي اليوم، للبحث بشأن قرار دولي جديد.
وذكرت سيسون ان جعجع "يظن أن الوقت مؤات لإصدار قرار فعال قرار تحت الفصل السابع مثلاً". وفيما وافقه جميع السفراء على أهداف "حزب الله" الأخيرة، فقد ساورهم القلق نظراً لوجود كتائب لهم في اليونيفيل في جنوب لبنان، وأي خطوة متسرّعة قد تعرّض جنودهم للخطر.
واكّدت سيسون ان جعجع تفهّم مواقفهم، وقال "الحلقة الأضعف، سوريا، يجب أن تكون الهدف لقرار دولي جديد". ويعتقد جعجع أن قرار مجلس الأمن يجب أن يهدّد بالتدخل بطريقة غير مباشرة، عن طريق قول مجلس الأمن إنه سيتخذ إجراءات معينة إذا ما أقدم "حزب الله" على فعل شيء ما في المستقبل مستخدماً سلاحه.
واضافت سيسون انه "في الوقت عينه، يريد جعجع أن يتوجّه أحد إلى سوريا لإيصال رسالة تفيد بأن الإجراءات المحددة ستكون فرض حظر جوي على سوريا.