الرئيس الارميني التقى سليمان وميقاتي: أمن لبنان مرتبط بالوضع بالشرق الاوسط

رأى رئيس جمهورية ارمينيا سيرج سركيسيان انه وبجهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان "سيستمر الحوار الثنائي وسيحقق لبنان التقدم"، مقدراً جهود سليمان "ليس فقط في لبنان وإنما في الشرق الأوسط من أجل الإستقرار والسلام".

وقال في مؤتمر صحافي عقده مع سليمان، ظهر الاثنين، في اطار الزيارة التي يقوم بها الى لبنان التي بدأها الاثنين والتي تستمر لثلاثة ايام، "أجرينا محادثات مثمرة جداً مع سليمان وناقشنا امكانية توسيع العلاقات الارمنية اللبنانية وناقشنا الآراء حول الاوضاع في الشرق الاوسط".

وأعرب عن قلقه "حيال شعب سوريا، وألم سوريا هو ألمنا ايضا. ارمينيا وقفت دائما بموقف معارض لسفك الدماء، ومن غير الممكن ان تحل الامور من دون الحوار ونرحب بمهمة الممثل الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية في سوريا الاخضر الابراهيمي لاستقرار الوضع في سوريا واقامة السلام حيث يصبح من الممكن تنفيذ الاصلاحات الضرورية".

وأكد ان "الارمن واللبنانيين اتسموا دائما بحبهم للسلام، ويجب ان يتم تحقيق ما يعبر عن ارادة الشعوب دون الارهاب والضحايا".

بدوره، اكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على "الرغبة المشتركة على تعزيز العلاقات بين البلدين، ركزنا على ضرورة تعزيز التعاون في البعدين الثقافي والاجتماعي".

واشار سليمان الى انه تم الاتفاق "على اهمية العمل لتكون ارمينيا كما لبنان جسر تواصل بين كل الدول والطوائف وضرورة التعاون على المستوى الدولي لمواجهة خطر الارهاب".

كما تم "التطرق الى التحولات في العالم العربي وما تعرضت له غزة من عدوان وتم التأكيد على الحاجة لاحياء مساعي ايجاد حل سريع للصراع العربي الاسرائيلي وتحديدا للقضية الفلسطينية".

اما عن مقاطعة 14 آذار لجلسات الحوار وللجلسات الحكومية والبرلمانية، أكد سليمان أن "المقاطعة حق ديموقراطي الا أن الديمقراطية لا ترتكز على المقاطعة".

واوضح ان "الديمقراطية تقضي بالجلوس معاً وقول ما نريد لنسمع رأي الآخر"، داعياً الى "اسقاط الرهانات الخارجية والشروط المسبقة والإتهامات لأن الطرفين فعلا ذلك، ولنأت إلى طاولة الحوار".

يُذكر ان رئيس مجلس النواب، قد دعا الافرقاء السياسيين الى مأدبة غداء، عند الساعة الثانية بعد ظهر الثلاثاء، على شرف الرئيس الارميني في مقر رئاسة مجلس النواب - عين التينة، "آملا اعتبار هذا بمثابة دعوة شخصية".

الدعوة الى غذاء، تأتي بعد قرار بري "صرف النظر" عن الدعوة الى الجلسة العامة في27 الجاري لمناسبة زيارة رئيس ارمينيا، التي كان من المقرر عقدها للاستماع الى كلمته، بسبب وجود اكثرية النواب خارج البلاد.

وكانت قوى 14 آذار، قد اعلنت انها لن تشارك في الجلسة العامة، معتبرة ان الدعوة بمثابة "فخ" ينصبه بري لها، كما اكدت "مصادر موثوق بها في القوى ان النواب الارمن يجرون مشاورات لتحديد مكان وموعد للقاء مع الرئيس الأرميني الزائر.

وخلال العشاء الرسمي الذي أقامه سليمان تكريما لسركيسيان والوفد المرافق في قصر بعبدا، أوضح رئيس الجمهورية أن " لبنان عبر عن حرصه على عدم التدخل وتأييده لنهج الحوار والتفاوض كحل للأزمة السورية بعيدا عن منطق الغلبة والتشرذم"،مضيفا: "هذا هم تشارك فيه ارمينيا نظرا للتداعيات السلبية للازمة السورية على دول الجوار"

وأمل سليمان في أن "يتمكن الموفد العربي والدولي الى سوريا الأخضر الابراهيمي من تحقيق تقدم ملموس بالرغم من الصعوبات التي يواجهها"،

وأبدى سليمان فخره أن "يكون للبنان وأرمينيا تاريخ طويل من الابجدية والكتاب"، متوجها الى الرئيس الارميني بالقول"زيارتكم ستفسح المجال لاستكمال المحادثات من اجل تعزيز مجالات التعاون ولا بد من العمل على تطبيق لاتفاقات".

وأكد سليمان ، أن" لبنان يعول على مغتربيه ان تقوم علاقات صداقة بينه وبين أرمينيا تتمثل بالدعم المتبادل لقضايانا في المحافل الدولية وحرصنا على ايجاد حلول دبلوماسية".

كما التقى رئيس أرمينيا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دعا بعد اللقاء الى " ازالة كل المعوقات التي تعيق تطور العلاقات الثنائية بين البلدين".

وقال :" توجد مجالات واسعة للعمل المشترك، خاصة مع وجود إخوة لنا في الوطن من الطائفة الأرمنية الذين يمكنهم المساهمة في توطيدالعلاقات بين البلدين"،

وأضاف ميقاتي:"يجب الّا تنتهي هذه الزيارة الاّ ونكون قد اتخذنا خطوات عملية لتطوير التعاون المشترك"، مشيرا الى أن "تطورات المنطقة صعبة ودورنا ان نبعد كأس الاضطراب عن وطننا".

وأردف: "لهذا السبب إتخذنا القرار الاساسي بابعاد أنفسنا عن الأحداث في سوريا".

كما شدد ساركيسيان على اهمية التعاون بين كل من بلاده ولبنان، مؤكدا ان "الزيارات المتبادلة بيننا مهمة جدا لتطوير علاقاتنا الثنائية وتنشيطها".

وأكد وجوب ان "نبذل كل الجهود لتشجيع التعاون بين القطاع الخاص في بلدينا" ، مردفا: "نحن من جانبنا اتخذنا الاجراءات المناسبة لتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال على المجيء الى بلدنا".

وأمل ساركيسيان في أن "يتمكن لبنان من تخطي كل المصاعب وان يكون وضعه هادئا ، وتحل كل المسائل في المنطقة بصورة سلمية"

وتابع: "نأمل أن تتمكن حكومتكم من القيام بالمهام الكثيرة المطلوبة منها وأن تنهض بلبنان على الصعد كافة".

واعرب عن قلقه "على الوضع في سوريا لا سيما وأن هناك جالية أرمنية عريقة هناك وتراث ثقافي"، داعيا "الى حل المشاكل هناك لصالح الشعب السوري".