10 قتلى و112 جريحا بنار إسرائيلية على متظاهرين في مارون الراس بذكرى "نكبة فلسطين"
Read this story in Englishأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش عن سقوط عشرة قتلى وإصابة مئة واثني عشر اخرين بجروح مختلفة برصاص القوات الاسرائيلية على المتظاهرين الفلسطينيين في بلدة مارون الراس الحدودية غداة تجمع الآلاف منهم قبل ظهر الاحد آتين من مناطق لبنانية مختلفة لاحياء "يوم النكبة".
وجاء في بيان للمديرية أنه "على الرغم من التدابير المشددة التي اتخذتها وحدات الجيش اللبناني في منطقة مارون الراس لمواكبة تجمع المحتشدين بمناسبة يوم النكبة، اقدمت قوات العدو الاسرائيلي على اطلاق النار باتجاه التجمع المذكور مما ادى الى استشهاد عشرة من المحتشدين واصابة مئة واثني عشر اخرين بجروح مختلفة، بعضهم في حالة الخطر، نقلوا الى المستشفيات المجاورة".
ولفت البيان إلى أن "قوى الجيش قد وضعت بحالة استنفار قصوى، كما قامت بإجراء التنسيق اللازم مع القوات الدولية لمنع تمادي العدو باستهداف الجموع وانتهاكه السيادة اللبنانية".
ونشرت "الوكالة الوطنية للإعلام" 6 أسماء من عدد القتلى وهم:عماد ابو شقرا، محمد الموسى، محمد ابو شلحة، محمد سمير صالح، صالح أبو رشيد ومحمد سمير الفندي
هذا وحلقت طائرات مروحية اسرائيلية في الأجواء مقابل المنطقة واستقدمت القوات الإسرائيلية دبابات الميركافا وسيارات الجيب الهامر التي تمركزت في البساتين والاراضي المجاورة.
وشارك في الحدث الذي اطلق عليه اسم "مسيرة العودة الى فلسطين" عدد كبير من الناشطين اللبنانيين.
وتمكن العشرات من المتظاهرين من اختراق صفوف الجيش اللبناني والاقتراب من الشريط الشائك الحدودي رغم محاولات الجيش ثنيهم عن ذلك باطلاق النار في الهواء، واخذوا يرشقون الجانب الاسرائيلي بالحجارة ويلوحون بالاعلام الفلسطينية.
كما علقوا اعلاما فلسطينية على الشريط الشائك. وبعد اكثر من ساعة من القاء الحجارة ومواد اخرى صلبة في اتجاه الجنود الاسرائيلييين المتواجدين على بعد حوالى مئة متر من المتظاهرين، اطلق الجنود النار، ما تسبب بالاصابات.
ورغم اطلاق النار، استمر المتجمعون قرب الشريط بالقاء الحجارة، فيما كان المنظمون يطالبون الناس عبر مكبرات الصوت بالعودة الى الحافلات ومغادرة المكان.
وغادر معظم الموجودين باستثناء مجموعة من الشبان.
وكانت قد انتشرت عناصر القوى الأمنية والجيش على طول الطرق المؤدية الى الحدود مع إسرائيل وذلك لمناسبة ذكرى نكبة فلسطين، حيث شهدت الطرقات في منطقة صور والمؤدية الى الحدود الدولية حشودا شعبية للمشاركة في مسيرة العودة الى فلسطين.
وشهدت المنطقة الحدودية دوريات مؤللة وراجلة لليونيفيل على طول الخط الازرق وإقمة نقاط ثابتة جديدة في اماكن تجمع المشاركين بمسيرة العودة، ولوحظ في الطرف المقابل احتياطات عسكرية لقوات العدو الاسرائيلي.
واقيمت مراكز استقبال على النقاط الرئيسية المؤدية الى الحدود ونصبت الخيم واعد طعام الفطور وجرى توزيع المياه والاعلام الفلسطنية واللبنانية واعلام المقاومة الاسلامية في المراكز المذكورة، كما إنتشرت سيارات الدفاع المدني والاسعاف الاولى لعدد من الجمعيات الانسانية اللبنانية والفلسطينة.
كما اعلنت اسرائيل المنطقة الحدودية المقابلة لمارون الراس منطقة عسكرية مغلقة.
ومن مدينة صور (85 كلم جنوب بيروت)، انطلقت عشرات الحافلات محملة بالاف الاشخاص من سكان المخيمات الفلسطينية في المدينة، من رجال ونساء واطفال. وحملت الباصات اسماء قرى فلسطينية هجرها اهلها منذ العام 1948 وفي مراحل لاحقة من الصراع مع اسرائيل، وبينها بيت لحم، وحيفا، ولوبيه، وام الفحم وغيرها.
وارتفعت لافتة كبيرة على طريق صور الساحلية كتب عليها "42 كيلومترا نحو فلسطين".
وقال احد المنظمين اياد ابو العينين من مخيم الرشيدية ان "هدف المسيرة تذكير الاجيال الجديدة التي ولدت لاجئة خارج الوطن، بان هناك اراضي لاهلنا واجدادنا سلبها اليهود وهجرونا منها ويجب استعادتها".
واضاف "كما انها رسالة الى العالم الغربي، لا سيما الاميركي، الذي ينادي بالديموقراطية والحرية، لينظر الينا. نحن نريد العودة وتنفيذ القرار 194" الصادر عن الجمعية العمومية للامم المتحدة والذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم.
ولاحظ صحافي في وكالة فرانس برس ان الحافلات لم تحمل صور زعماء فلسطينيين او اعلام فصائل، بل اكتفت برفع العلم الفلسطيني.
وكانت شكلت في المخيمات لجان مشتركة لتنظيم مسيرة اليوم المنسقة مع عدد من الدول العربية التي لها حدود مشتركة مع فلسطين ويفترض ان تشهد مسيرات مماثلة نحو الحدود.
ومن داخل الباصات، ارتفعت هتافات "الشعب يريد العودة".
في مدينة صيدا القريبة، انطلق موكب مماثل من الحافلات بعد اشكال بسيط بسبب كثرة عدد المشاركين وعدم وجود وسائل نقل كافية. الا ان المنظمين ما لبثوا ان امنوا حافلات اضافية.
وقال منظمون لوكالة فرانس برس ان "حزب الله" شارك في تمويل عملية النقل الى الحدود.
كما توجهت مواكب من الحافلات المحملة بالفلسطينيين من البقاع والشمال.
ويبلغ عدد الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (انروا) التابعة للامم المتحدة في لبنان 400 الف، الا ان مسؤولين لبنانيين يؤكدون ان عددهم الفعلي لا يتجاوز الثلاثمئة الف بسبب انتقال بعضهم الى دول اخرى.
ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في 12 مخيما في ظروف انسانية مزرية.
ويتذكر الفلسطينيون في يوم "النكبة" نزوح حوالى 760 الف فلسطيني من فلسطين. وقد انضم اليهم آخرون في سنوات لاحقة، ويبلغ عدد اللاجئين والمتحدرون منهم.
حاليا 4,8 مليون، يتوزعون خصوصا بين الاردن وسوريا ولبنان والاراضي الفلسطينية.