جعجع برسالة مفتوحة لسليمان: مستعدون لخرق مقاطعتنا حين يدعو بري لإقرار مشروع انتخابي يضمن صحة التمثيل

أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى أن "قوى 14 آذار مستعدة لخرق مقاطعتها مجدداً التوجه الى البرلمان حين يدعو رئيس مجلس النواب (نبيه بري) الهيئة العامة الى جلسة مخصصة لإقرار مشروع جديد للانتخابات يؤمّن صحّةً التمثي".

وتوجه جعجع الخميس برسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أشار فيها الى أن" اصرارنا على إجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية، يوازيه سعينا الدؤوب لاستبدال "قانون الستين"، بمشروع قانونٍ إنتخابي يكون اكثر إنصافاً وعدالةً للبنانيين"مردفاً أنه "لطالما مجلس النواب سيد نفسه، فليتفضّل الى مناقشة قانون انتخابي مناسب وإجراء التعديلات التي يريدها".

وأضاف أنه "لم نتردد في خرق مقاطعتنا، بالعودة للبرلمان، ووافقنا على اجتماع اللجنة الفرعية المكلفة بمناقشة قانونٍ جديد للإنتخابات، وذلك بعدما كنّا السبّاقين الى طرح مشروعٍ بديل عن "قانون الستين"، هو مشروع الدوائر الصغرى".

وشدد جعجع على " استعددنا التام لخرق مقاطعتنا مرّة أخرى، والتوجه الى مجلس النواب حين يدعو رئيس المجلس (نبيه بري) الهيئة العامة الى جلسة مخصصة لإقرار مشروع جديد للانتخابات يؤمّن صحّةً التمثيل التي نعمل وإيّاكم، لتحقيقها"،

وفي موضوع طاولة الحوار، توجع جعجع لسليمان بالقول إن إن "ليست مشكلتنا مع من يؤمن حقيقةً بمنطق الحوار، وأنتم في مقدّمهم، وإنما مع من يدعّي الحوار في الظاهر، لكنه يعمل في الظاهر والباطن، على تقويض أسسه، وفرض مشروعه السياسي والعقائدي بالقوة على باقي اللبنانيين".

وأضاف أن "الحوار شبه الوحيد الذي يتمتّع بالصدقية، هو الذي يقوم بين قوى 14 آذار وبين فخامتكم تحديداً، وهو تحصيلٌ حاصلٌ اصلاً، لأن ما يجمعنا من ثوابت وأخلاقيات واحترامٍ لكلمتنا، هو اكبر بكثير ممّا يُفرّقنا".

ورأى أن"اكثر من يعي قيمة التلاقي والحوار، هو الفريق الذي عانى الأمرّين من "منطق" الفرض والغلبة والإبعاد القسري، والاغتيال"، مضيفاً أن "من يمنعنا بمقاطعة طاولة الحوار هو الطرف الذي تدعوننا للجلوس معه تحديداً، والذي يعمد، لا الى تقويض الحوار الوطني وإفراغ مقرراته من مضمونها فحسب، وإنما الى "إفراغ" طاولة الحوار من محاوريها ايضاً".

وأردف "لقد قلتم بالأمس أن "الحوار ادّى الى مهامٍ كثيرة وكبيرة حتى الآن، ففي الفترة الماضية واكب المرحلة بنجاح بين 2008 و2010"، مردفاً أننا "لا نوافقكم الرأي عند هذه النقطة، لأن تسع عشرة جلسة حوار عُقدت ما بين العامين 2006 و2007 لم تحل جميعها دون وقوع حوادث 7 ايار التي اسفرت عن 70 قتيلاً ونيّف ومئات الجرحى وكثير من الخراب".

وتابع جعجع أن "إعلان بعبدا الذي اعتبرتموه إنجازاً هاماً للحوار، ما هو إلاّ ترجمةٌ وإنعكاس لما نؤمن به، نحن كفريق 14 آذار، وإيّاكم، دون سوانا من الجالسين على طاولة الحوار".

و بالنسبة لموضوع "الاستراتيجية الدفاعية"، قال جعجع إنه " وبعد انعقاد حوالى اثنين واربعين جلسة حوار، وبعد انقضاء مئة وخمسين ساعةً من النقاشات، وبعدما تقدّم جميع الأطراف الرئيسيين بتصوّرهم المكتوب للاستراتيجية الدفاعية، ما زال الطرف المعني مباشرةً بجدول اعمال طاولة الحوار، اي حزب الله، يتمنّع عن وضع تصوّره الخطّي لهذه الاستراتيجية على طاولة الحوار، لا بل يستعيض عن ذلك بوضع مسدّسه على تلك الطاولة، ويجاهر على لسان مسؤوليه يوميّاً، بأنّ سلاحه ليس مطروحاً للنقاش أصلاً".

ورأى أن "موقفنا المُقاطع لطاولة الحوار هو ردّة فعلٍ بديهية ومشروعة ومنطقية على واقعٍ إجرامي عُنفي غير مشروع، نسعى الى إخراج اللبنانيين منه، تمهيداً لإعادة الحياة السياسية اللبنانية الى طبيعتها، بعيداً عن لغة الإغتيالات والعنف السياسي".

وبالنسبة لطلب سليمان "تأمين البدائل من قوى المعارضة إن لم تشارك في جلسة الحوار المقبلة"، ، أشار جعجع الى انه" كلام يضع الضحية والجلاّد في كفّةٍ واحدة، لأن البديل الفعلي يجب ان يكون الدستور والقوانين والإجراءات الشرعية، وليس مزيداً من التغطية لعمليات الفوضى والقتل وزعزعة الاستقرار التي يُهدد بها الفريق الآخر، في محاولةٍ منه لجلبنا مكبلّين، صاغرين، راضخين، الى "حوارٍ قسري" اراد تفصيله وفق مقاس أجندته السياسية، وارتباطاته الإقليمية".

وتساءل " أيجوز ان نجلس الى طاولة الحوار فيما المُتهمون والمشتبه بهم أقله في تنفيذ هذه الإغتيالات ينتمون الى الطرف المقابل على الطاولة، دون ان يجرؤ احدٌ من مؤسسات الدولة الشرعية على توقيفهم او مُجرّد مُسائلتهم"؟

وشدد جعجع على أن "البديل هو استقالة الحكومة الحالية، ومن ثم التقيّد بالإجراءات الدستورية التي ستُفضي حكماً الى تشكيل حكومةٍ جديدة تُشرف على الانتخابات"، مضيفاً أن "التهويل بالفراغ هو من ابتداع الفريق الآخر، فالآليات الدستورية واضحة في هذا المجال، وهي لا تحتمل اي لبس او اجتهاد".

وكان سليمان قد شدد في مؤتمر صحفي عقب خلوة جمعته والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الثلاثاء في بكركي، على "ضرورة ان تشارك الاقطاب كافة في جلسة الحوار في 7 كانون الثاني"، معتبراً أن "الحوار ادى ادوارا كبيرة، خاصة اعلان بعبدا لا سيما موضوع حياد لبنان".

وأشار سليمان الى انه "يحصل تجاوزات لاعلان بعبدا من قبل كل الافرقاء الا ان الدولة يجب ضبط الموضوع"، مردفاً أنه "يجب مناقشة الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار".

ولفت الى انه "في المرة الماضية تمت مقاطعة الحوار من اجل شهود الزور ولا افهم لماذا تمت المقاطعة، وهذه المرة تمت المقاطعة من اجل اسقاط الحكومة ولا افهم ما هو الرابط بالموضوع"، داعياً الجميع الى "العودة الى ضميره والعودة لطاولة الحوار".

وأضاف "اذا لم يأتوا الى طاولة الحوار فاليتقدموا لنا ببدائل عنه".

وأكد سليمان ان "الدستور والمواثيق الدولية تمهد الطريق لاجراء الانتخابات"، مردفاً أنه "يفضل 100 مرة قانون الانتخابات النسبي الذي تقدمت به الحكومة".

وأوضح في السياق نفسه أنه "اذا كان قانون الستين سيء فهو الذي انتج هذه السلطة، فكيف يمكن ان نمدد لهذا المجلس"، مؤكداً "ان تداول السلطة ضمن اي قانون افضل من عدم اجراء الانتخابات".

يذكر أن قوى 14 آذار تطالب بإسقاط الحكومة وخاصة عقب اغتيال اللواء وسام الحسن يوم 19 تشرين الأول في الأشرفية.

وكانت قوى المعارضة قد أعلنت عن مقاطعتها الحكومة وجلسات الحوار والجلسات النيابية لحين استقالة ميقاتي، وفي هذا السياق، أرجأ سليمان جلسة حوار كانت مقررة في أواخر تشرين الثاني وذلك بسبب اعتكاف 14 آذار وعدم حضورها.