باريس تربط تأخير تشكيل الحكومة بأحداث سورية... جهوزية دولية للمساعدة

Read this story in English

ربطت باريس عدم تمكن رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي من تشكيل حكومته بـ"الواقع السوري الجديد وانهماك سورية بأوضاعها الداخلية".

ونقلت صحيفة "الحياة" من مصادر فرنسية مختلفة أن باريس لم تغيّر موقفها مما حدث عندما قلبت الغالبية الحالية حكومة سعد الحريري لتشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي. ورأت أن ميقاتي أتى بانقلاب كانت سوريا وراءه، لافتة الى أن سوريا الآن "منهمكة بأوضاعها الداخلية، لذا فإن النتائج التي كانت متوقعة من هذا الانقلاب تغيّرت ولم تعد محسومة لمصلحة الأكثرية، مثلما كان تقدير البعض".

وفي اعتقاد أوساط فرنسية مسؤولة عن الملف اللبناني، أن عدم تمكن ميقاتي من تشكيل حكومته، يعود الى الواقع السوري الجديد، "إذ لا يمكن للنظام السوري حالياً ممارسة ضغوطه".

وزار باريس قبل قرابة أسبوعين مستشار الرئيس ميقاتي جو عيسى الخوري وسمع من مختلف المسؤولين أن باريس على موقفها من الظروف التي أدت الى تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، وأنها "مثلت انقلاباً بالقوة على حكومة انبثقت من اتفاق الدوحة الذي رعته قطر وفرنسا والسعودية والأسرة الدولية".

وقالت الأوساط الفرنسية إنها تنتظر تشكيل الحكومة وتوجهاتها لتحكم "على مدى التزامها قرارات مجلس الأمن ومنها المتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

وكان المدعي العام الدولي دانيال بلمار زار باريس في نهاية الأسبوع المنصرم في إطار اتصالاته الروتينية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ودائماً بحسب "الحياة".

الى ذلك، اعتبرت المصادر أن ما جرى بالنسبة الى إعادة السلطات اللبنانية الجنود السوريين الثلاثة الى سوريا "مماثل لما جرى من تحركات فلسطينية على حدود لبنان في الجنوب في ذكرى النكبة، فالحدود السورية - اللبنانية كما الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، تقع تحت سيطرة أحزاب لبنانية بالتفاهم مع الجيش، وما جرى من تحركات فلسطينية كان منظماً من هذه الأحزاب، والتأثير نفسه كان وراء إعادة الجنود الثلاثة الى سورية".

وأفادت صحيفة "المستقبل" أن أوساطاً غربيةً بارزة لم ترَ حلا واضحا لأزمة تشكيل الحكومة، عازية السبب الى ان بعض القيادات اللبنانية لا تزال تنتظر الموضوع السوري. فهناك ربط بين تأليف الحكومة والوضع في سوريا، الأمر الذي يدخل لبنان في حلقة مفرغة ومراوحة قد تمتد حتى نهاية الصيف الحالي او نهاية هذه السنة.

ذلك، ان الموضوع السوري طويل الأمد ولا بروز لملامح انتهاء الأزمة في وقت قريب، وفقاً للأوساط، التي تخوفت من سيناريو تقسيمي هناك، وتداعياته.

وأشارت، الى ان أمر سوريا حله ليس سريعاً، وان الارتباط بينه وبين تشكيل الحكومة بهذا الشكل، سينعكس في لبنان مزيداً من الفراغ عدا عن علامات الاستفهام حول الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة، في حين ان هناك ارتياحاً للوضع الأمني الذي يحافظ على حد مقبول من الهدوء.

وأضافت: المهم في ظل الوضع السوري الراهن، ان تكون هناك حكومة في لبنان، مشيرة الى أن ليس هناك من حل الا بين ايدي اللبنانيين انفسهم، والجهوزية الدولية موجودة للمساعدة في أي طريقة في الجهود المبذولة لتأليف حكومة.

التعليقات 0