"حديث جانبي" بين الراعي وفيصل المقداد خلال حفل تنصيب اليازجي بدمشق

شارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى جانب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حفل تنصيب البطريرك يوحنا اليازجي، بطريركاً على الكنيسة الاورثوذكسية لانطاكيا وسائر المشرق، الاحد في دمشق.

واظهرت عدسات الكاميرا، البطريرك الراعي متحدثاً الى المقداد، وقوفاً، خلال حفل التنصيب الذي يُقام في كنيسة الصليب المقدس وسط دمشق، وبدا الى جانبهما بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام.

والقى الراعي كلمة قال فيها "نأتي في زمن صعب ونحن عشنا في لبنان الجرح البليغ من حروب عبثية ونؤكد تضامننا مع شعبنا المجروح". كما لفت الى ان "الحديث عن ديمقراطيات واصلاحات وحقوق انسان لا يساوي قطرة دم انسان واحد بريء تراق".

وتابع "نحمل معاً انجيل السلام وكرامة الانسان، وكل دم انسان يسقط هو دمعة ليسوع المسيح".

وفي حديث للـLBCI، اكد الراعي ان "الزيارة أولاً هدفها رعوي لذلك لم يكن لها أي طابع سياسي فوقتنا ضيق جدا وليس هناك مجال لأن نلتقي بأحد".

بدوره قال البطريرك اليازجي "نحن على رجاء ان سوريا حكومة وشعباً ستجد باب الخلاص لتعود سوريا الى الاستقرار والطمأنية والسلام"، موجهاً الشكر لجميع من ساهم في اقامة حفل التنصيب خصوصاً الرئيس السوري بشار الاسد.

وتابع "اننا لا ننسى لبنان ونحيي رئيسه ميشال سليمان وشعبه، وكل ما يصيب لبنان او سوريا يصيبنا في الصميم". كما وجه التحية الى الحكومة والشعب اللبناني ورئيس الجمهورية ميشال سليمان.

واحيطت الكنيسة الواقعة في حي القصاع باجراءات امنية مشددة، ورفعت السيارات من محيط الكنيسة، كما جرى تفتيش الداخلين اليها بشكل دقيق، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس.

وسمح فقط للمدعوين بدخول الكنيسة لحضور مراسم التنصيب، في حين اتيح للمؤمنين متابعتها من خلال شاشة عملاقة.

وكان قد وصل الراعي بعد ظهر السبت الى دمشق عبر معبر المصنع الحدودي مع لبنان، وترأس قداس عيد مار مارون في كنيسة مار أنطونيوس في باب توما في دمشق مساء السبت، حيث قال "جئنا لنقول اننا متضامنون مع كل المتألمين في سوريا، صلاتنا ليست اليوم بل كل يوم (...) لتنتهي الحرب وينتهي العنف، وحتى بالوفاق والتعاون يتحقق السلام".

مساء الأحد عاد الراعي إلى الصرح البطريركي في بكركي. 

يُشار الى زيارة الراعي الى سوريا هي الاولى التي يقوم بها بطريرك ماروني، منذ الزيارة التي قام بها البطريرك الراحل انطون بطرس عريضة خلال فترة الانتداب، قبل استقلال لبنان عن فرنسا في العام 1943.

واثارت زيارة البطريرك الماروني جدلا في لبنان، لا سيما من قبل السياسيين المعارضين للنظام السوري. الا ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعلن انه "مع هذه الزيارة".

وكان مجمع الاساقفة الانطاكي الارثوذكسي انتخب في 17 كانون الاول الماضي، اسقف ابرشية اوروبا للروم الارثوذكس يوحنا اليازجي بطريركا، خلفا لاغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه.